مسألة مستعجلة
فشل بالتزكية
نجل الدين ادم
لم اتفاجأ أمس بنتيجة دعوة العصيان المدني التي أقرت وكالات الأنباء الأجنبية بفشلها رسمياً من واقع رصدها ومتابعتها، وقد تنبأت أمس في هذه المساحة بالنتيجة قبل الإعلان، وقلت إنها ستكون فشل بالتزكية وقد كان.
ليس بالضرورة أن كل الذين لم يستجيبوا لدعوة العصيان وينضموا لركب القلة المتدثرة خلف (الكيبورد) يوم أمس هم راضون مئة بالمئة عن الوضع الماثل أمامهم الآن، أو داعمون للحكومة كما ينبغي، فالشعب عندما يريد ويقتنع بشيء فإنه لن يكون بحاجة لدعوة أو عزومة للاعتصام، أو غيرها.
عن نفسي غير راضٍ عن البعض من القضايا في البلد بخاصة الاقتصادية التي أحالتنا إلى جحيم المعاناة.. ولكن السؤال ما السبيل إلى ذلك؟، هل اختلاق الفوضى كما أصبحت ليبيا أو سوريا الخ ..أم التشويش على المواطنين بإطلاق الدعوات على الهواء الإسفيري.
عصيان الأمس كتب لنفسه الفشل المبكر خصوصاً بعد ظهور حالة من الانتهازية من قبل بعض الأحزاب المعارضة، والحزب الشيوعي على وجه الخصوص، وهي تتبنى الدعوة، بل أصبحت صاحبتها، إلا أن الشارع خيَّب ظنهم بصورة أكبر هذه المرة وقال: لا للاعتصام فخرج الناس إلى أشغالهم.
فقد بدت الشوارع العامة والأسواق يوم أمس، كما هو معتاد، تعج بالحركة والحيوية والحضور بالنسبة للعاملين في القطاع العام كان أعلى عما هو معتاد .
لم تشهد الشوارع أي مظاهر من حالة العصيان، بل العكس تماماً، فقد حقق هذا العصيان الثاني تراجعاً عما كان في السابق، وإذا كان المقياس هو الشارع فعلى، المعارضة ودعاة العصيان الاعتراف بذلك.
مسألة ثانية.. شهدت عدد من المؤسسات الرسمية أمس احتفالات بمناسبة إعلان الاستقلال من داخل البرلمان، في احتفال رمزي، فكان المجلس التشريعي للولاية برمزية المكان قد احتفل بالمناسبة، والمجلس الوطني كذلك احتفل برمزية البرلمان القومي الذي كان له دور كبير في عملية الاستقلال، جملة هذه الاحتفالات هي تأكيد على الشعور بالحس الوطني، والوقوف عند محطات الاستقلال لاستقراء الماضي وربطه بالحاضر، والاستفادة من تلك العبر وما خط الرعيل الأول من رواد الاستقلال في دروب الوطن المختلفة.
التحية لمن هم على قيد الحياة والرحمة لمن رحلوا عن دنيانا، وكل عام بلدنا تنعم بالخير والسلام.