تعليق على الأخبار
قال النائب الأول البرلماني “محمد صالح” بتشريعي القضارف : إن الميزانية التي خصصت لمكتب والي الولاية (6) ملايين جنيه، أي ستة مليارات بالقديم للصرف على العمل الأمني والسياسي، وهي تعادل ميزانية (10) محليات.. ماذا تبقى من المال إذا كان مكتب الوالي وحده تخصص له (6) ملايين جنيه، وإذا صدق النائب فإن ميزانية المحلية الواحدة أقل من مليار جنيه في السنة.. إنها واحدة من المفارقات الكبيرة مع أن القضارف من أغنى ولايات السودان.
قذف المواطنون مبنى محلية “أم دم حاج أحمد” بالحجارة.. وتم حرق بعض المرافق احتجاجاً على اعتقال سلطات المحلية لأحد الشباب المحتجين على سوء الأوضاع بتلك المحلية.. وطالب أهالي المحلية الوالي “أحمد هارون” الذي هب إليهم بالطائرة المروحية مسرعاً بإعفاء المعتمد “محمد الفاتح حجير” من منصبه فوراً.. وأم دم من محليات شمال كردفان الفقيرة جداً، ولكن سوء التدبير والتقدير وسطوة الحلول الأمنية هي من جعل الأوضاع تتفجر.. وكان حرياً بمولانا “أحمد هارون” إعفاء المعتمد “محمد الفاتح حجير” على الهواء مباشرة استجابة لرغبات المواطنين، لأن “حجير” نفسه كان يتمتع بوضع وظيفي في الخرطوم أفضل من أي وزير، إلا أن الرغبة في السلطة وإشباع غريزة الحكم جعلته يذهب للمحلية الرملية معتمداً بلا إمكانيات ولا صلاحيات.
لقي أربعة أشخاص مصرعهم، أم وثلاثة من أبنائها بمخيم “أبو شوك” للنازحين بشمال دارفور، إثر تناولهم وجبة عشاء (كمونية)، وبعد تناولها مات الضحايا الأربعة، وتم إرسال جثث الضحايا للمشرحة.. من أخطاء وزارة الصحة في السودان والسلطات الصحية السماح للجزارين بعرض (أعفاج) الحيوانات، أي المصارين للباعة بأسعار منخفضة يستغلون حالة الفقر التي يعيشها الشعب، وكانت النتيجة هذه الفاجعة الإنسانية.. لماذا لا تحظر السلطات الصحية بيع (الكمونية وأم فتفت والكوارع) وأنواع أخرى من اللحوم الضارة بصحة الإنسان.
طالبت الخارجية الأمريكية حكومتنا بضبط نفسها تجاه دعوات العصيان المدني، ودعتها لاتخاذ الخطوات اللازمة لتمكين المواطنين من ممارسة حقهم في حرية التعبير.. دعوة الولايات المتحدة بغض النظر عن مشروعيتها، إلا أنها تماثل دعوة أحد سكان الحي لرجل داخل بيته بضرورة احترام زوجته وعدم المساس بها.. وتوفير احتياجاتها الخاصة دون إبطاء.. الولايات المتحدة ظلت ترسل إشارات التشجيع والدعم لأية نشاط من شأنه زعزعة أمن البلاد واستقرارها.. وواشنطون التي تطالب الخرطوم بمحاربة (تجارة البشر) والتعاون لمكافحة الإرهاب تشجع الفوضى التي (يفرخ) في ثيابها الإرهاب والتطرف.
جمَّد الأستاذ “حسين خوجلي” قناة “أم درمان” الفضائية وسرَّح العاملين إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد أن تعثرت جهود عودة القناة بسبب مطالبة سلطات البث لمالك القناة بمبلغ مالي كبير جداً، دون ضمانة، بأن دفع المبلغ يعني تلقائياً معاودة القناة لبثها.. و”حسين” ظل يدفع ثمن ليبراليته.. وإيمانه العميق بالحرية أن أغلقت السلطات منابره الإعلامية من “ألوان” إلى إذاعة “المساء” وقناة “أم درمان” ورغم الظلم الذي حاق “بأبي ملاذ” لم يبدِّل “حسين” قناعاته، ولم يبع مواقفه في سوق السياسة.. مشكلة “حسين خوجلي” في رؤيته وثقافته وقلمه ولسانه الذرب حسد وغيرة وأشياء أخرى.
أنصف القضاء السوداني رجل تعرَّض لظلم بشع وخسائر فادحة، وحكم قاضي المحكمة العليا بالأبيض لصالح “الرشيد بكري إسماعيل” وأمر حكومة جنوب كردفان بدفع مبلغ (850) ألف جنيه، هي حقوق الرجل الذي تولى تقديم خدمات لمؤتمرين في كاودة قبل (6) سنوات، ومنذ ذلك الحين ظل يلهث وراء حقوقه والحكومة تمارس الظلم وتتهرب من مسؤولياتها.. والآن يقول القضاء كلمته، لكن الرجل لا يملك إلا حق تنفيذ الأمر القضائي بالحجز على أرصدة الولاية أو القبض على منقولات لسداد أصل الدين، أما فارق السعر فتلك ظلامات يردها رب العباد.