رأي

الاتحادي المسجل ومجلس الأحزاب على الطاولة الساخنة!

بقلم – عادل عبده
العلاقة بين الاتحادي الديمقراطي المسجل ومجلس الأحزاب صارت على الطاولة الساخنة، على خلفية النزاع الدائر بين الحزب ومجموعة التخلق العاشر التي تقودها الأستاذة “إشراقة سيد محمود”، فهنالك العديد من الملاحظات المدروسة والإشارات الواضحة التي يطلقها الاتحادي الديمقراطي صوب مجلس الأحزاب تطعن في حيدة المنهج الذي يدير به تحديد مسارات اجتماع اللجنة المركزية المرتقب الذي يقع على عاتقه ترتيب الأوضاع الداخلية وإزالة العراقيل ورسم خارطة الطريق لانعقاد المؤتمر العام للحزب.
في ثنايا الخيوط المتشابكة بين الحزب ومجلس الأحزاب، يحاول الدكتور “أحمد بلال” الأمين العام المكلف للاتحادي الديمقراطي أن يعطي مجلس الأحزاب قدره من الاحترام وتفهم دوره في الساحة السودانية، وبذات القدر يرفض الدكتور “بلال” مرور التجاوزات الخطيرة والأحكام الخاطئة التي تصدر من المجلس على حساب حزبه قائلاً: (نحن نفرق بين احترم القانون وحقنا في الاستماتة المشروعة في سبيل رفع الظلم الذي يصيبنا من أية جهة)!!
في الصورة المقطعية، هنالك العديد من الملامح التي تظهر انحياز مجلس الأحزاب للطرف المناوئ على حساب الحزب، حسب تأكيدات قياداته ورموزه، فالشاهد أن هؤلاء يقولون إن المجلس وضع حزبهم الكبير بكل تاريخه وألقه ودوره في الانفتاح السياسي ومشاركته في الحكومة في كفة متساوية مع مجموعة صغيرة تعتمد على الدعاية والضجيج، فضلاً عن ذلك يرى الحزب أن فتوى المجلس باعتماد الـ(18) شخصاً المطعون فيهم كأعضاء في اللجنة التنفيذية غير صحيح، على أساس أن الإفادة الشخصية من جانبهم لا تكفي للفصل القاطع والعادل في ظل وجود أدلة دامغة تؤكد بطلان دعواهم، وهي الحلقة الأساسية والفاصلة التي وجدت التجاهل من المجلس، سيما وأن دستور الاتحادي الديمقراطي يؤكد سقوط عضوية أي شخص يذهب إلى حزب آخر.. علاوة على ذلك يجزم الحزب بعدم وجود منصب الأمين العام لشؤون التنظيم في هياكله حسب المادة (3) الفقرة (4)، والممارسة الفعلية لهذا المنصب طيلة السنوات الماضية لا تمنحه الصفة القانونية حسب اللائحة الحزبية.
وفي السياق، يرى الحزب بأن المجلس رفض فصل رئيسة التخلق العاشر بحجة أن القرار فيه نوع من الغرض والهوى، في حين قامت هي بفصل وإبدال وتكوين مركزيات ضرار في بعض المدن بصورة متفلتة، غير أن الحزب انطلاقاً من مشروعيته الثابتة صحح تلك الصورة المشوهة.
في ضفة التخلق العاشر يقول هؤلاء إنهم امتلكوا الحزب ولهم قدرة فائقة على الحشد الكبير، بينما يؤكد الدكتور “أحمد بلال” أنهم يمثلون حوبة الحشد الهائل بالشواهد الدالة التي انعكست في مؤتمر المرأة واحتفائية قاعة الصداقة بالذكرى العاشرة لرحيل الشريف “زين العابدين”، ثم اللقاء الأخير بمعرض الخرطوم الدولي.. (هذا غيض من فيض لجملة من الشكاوى التي يدلقها الحزب تجاه مجلس الأحزاب في حقه).
الشاهد أن اجتماعات اللجنة المركزية للاتحادي الديمقراطي ستكون قائمة في المواعيد المحددة حسب الظروف المتاحة، فلابد من أن تكتمل جميع المقومات والركائز التي تفضي إلى قيام لجنة مركزية معافاة من الثغرات والمثالب على جميع المستويات، وقد لا تسمح المسؤولية الحزبية والأخلاقية من جانب الأمين العام المكلف بقيام لجنة مركزية عرجاء ناقصة الاستعدادات والتحضيرات في ظل دوران الساعة الجارف الذي يحمل في ثناياه الكثير من المتاريس والتعقيدات الملموسة.
ما زال الاتحادي الديمقراطي يتعشم من مجلس الأحزاب مراجعة بعض قراراته التي تضرر من صدورها، ولا ينسى الحزب أن هنالك قرارات عادلة صدرت من المجلس في حقه، فالاتحادي الديمقراطي هو صاحب المقترح الذي قضى بتأسيس مجلس الأحزاب ليكون الجهة التي تفتي في مشاكل القوى السياسية على أن تكون آلية التنفيذ من نصيب القضاء.
المحصلة تؤكد أن طبيعة الخصام الغليظة بين الحزب ومجموعة التخلق العاشر، التي حملت مؤشرات التمادي في الخصومة والبلاغات القاسية على الصعيد اللفظي والقانوني، قد أنتجت فراقاً قاطعاً كضربة سيف على العنق يجعل من التسوية بين الطرفين ضرباً من المستحيلات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية