نقاط في سطور
*شهور عديدة انقضت منذ مغادرة د.”جلال يوسف الدقير” البلاد غاضباً على ما يحدث داخل حزبه ومتشككاً في ذمة حليفه السياسي المؤتمر الوطني، بأن بعض تياراته على الأقل تقف مساندة لفرقائه داخل الحزب .. د.”جلال الدقير” منذ خروجه صمت عن الكلام وأخذ يراقب فقط ما يجري في البلاد من نافذة صغيرة على صعيد حزبه. لم تصدق توقعات “جلال” بأن يتحالف الثلاثي إشراقة” و”أحمد بلال” و”السماني الوسيلة”، حيث مضت “إشراقة” في معركتها مع “أحمد بلال”، ولكن مع مراعاة فروق الخلاف .. و”السماني الوسيلة” شغلته كليته الجامعية من صغائر الحزب، أما د.”بلال” فقد أثبت للمؤتمر الوطني إخلاصاً جعله الحليف الأول والشريك الذي وجده ساعة الضيق، وترجح كل التحليلات أن يذهب “أحمد بلال” للقصر مساعداً ويخرج “جلال الدقير” من المنظومة القادمة، كما خرج “جعفر الميرغني” و”مبارك الفاضل” من بعد، لكن “جلال الدقير” أصبحت الخيارات أمامه محدودة جداً، إما اعتزال السياسة نهائياً أو تقديم تنازلات بين أيادي “إشراقة” و”السماني” و”أحمد بلال” والقبول بشروطهم بعد أن كانوا يذعنون لشروطه.
{بالأداء السياسي والتنفيذي والنشاط والحيوية لن يخرج “حسبو محمد عبد الرحمن” من القصر قريباً ولكن معادلات السياسة لها أحكامها، وبعد جيوب المصالح وتقاطعات الأنداد قد تجعل اعتبارات أخرى هي التي تقرر البقاء والذهاب. والحديث عن ترشيح د.”الحاج آدم يوسف” لمنصب نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني هي رسالة لحسبو قبل “إبراهيم محمود” ود.”الحاج آدم يوسف” (مجرب) في الحزب والقصر وعودته في هذا التوقيت لها دلالات، بأن الحرس القديم قد يعود مرة أخرى وتذهب شعارات الإصلاح وتصعيد الشباب أدراج الرياح، ويموت الأمل الذي تنفس كالصبح في نفوس القوى المحبة في المؤتمر الوطني.
التقويم المنصف يضع “حسبو” و”إبراهيم محمود” في المقدمة قريباً من الرئيس ونائبه “بكري حسن صالح”.
{أصبحت الصحافة السودانية مؤثرة جداً على الصعيد السياسي والرياضي وأخيراً لجأت الحكومة للاستفادة من خبرات قطاع الإعلام في الشأن السياسي، مثلهم مثل الأطباء والصيادلة والمحامين، وجاء تعيين الصحافي “فضل الله رابح” في منصب معتمد شؤون الرئاسة بغرب كردفان إنصافاً لجهده وتقديراً لقدراته السياسية. وسبق “رابح” في المنصب “عبد الماجد عبد الحميد” الذي عين وزيراً للإعلام بالنيل الأبيض ود.”حسن حماد” المعتمد بجنوب دارفور والصحافي “أحمد إسحق أبو شنب” المعتمد بمحلية تلس في الدورة الماضية والقيادي بالمجلس التشريعي. ومن الصحافيين الذين تقلدوا مناصب تنفيذية “النور جادين” بالنيل الأبيض و”الجميل الفاضل” أيضاً بالنيل الأبيض وحتى المعارضة جربت المواقع التنفيذية، الصحافي “حسن إسماعيل” الوزير بحكومة الخرطوم، وكان عبد الإله “أبو سن” قد عين في منصب وكيل وزارة الثقافة. ومن نجوم الإنقاذ الذين خرجوا من مدرسة (ألوان) وأصبحوا وزراء كباراً د.”أمين حسن عمر”، د.”أحمد إبراهيم الطاهر”، فهل يمضي الشاب النشط “فضل الله رابح” على طريقه هؤلاء النجوم.
{تأجلت زيارة “ثابو أمبيكي” للخرطوم لأجل غير مسمى ولم يصدر الاتحاد الأفريقي ومدير مكتبه السفير “محمود” أي توضيحات عن أسباب تأجيل زيارة “أمبيكي” للخرطوم بعد غياب طويل جداً، لكن الثابت الذي لا يحتاج لدليل أن الرئيس السابق لجنوب أفريقيا غاضب وزعلان من الخرطوم منذ أن أوصدت الأبواب أمامه ورفضها أن تمنحه أي دور في مسألة الحوار الوطني. وكان “أمبيكي” قد أعد نفسه للعب دور ما في الحوار الوطني وحمل قلمه لتصحيح ما يتم الاتفاق عليه، فهل لا يزال “أمبيكي” غاضباً أم فقد الرجل حياده واعتداله وبات أقرب لخصوم الحكومة وقريباً من “ياسر عرمان” وبعيداً عن “إبراهيم محمود حامد”.