(مافيا) المخدرات.. إلى وزير العدل .. مكرر .. مدير عام الشرطة
لا بد أن يداهمك القلق كثيفاً على مصير شعبنا وأجياله الشابة وأنت تطالع حديثاً لمدير إدارة مكافحة المخدرات بالسوداني أمس، وهو يكشف معلومات في غاية الأهمية عن أسباب عدم القبض على (مافيا المخدرات – فرع السودان)، وأهمها عدم التنسيق بين شرطة الجمارك وإدارة مكافحة المخدرات، فالجمارك تسارع إلى ضبط شحنات السموم والإعلان عن إنجازاتها في هذا المضمار، بينما المكافحة تسعى للقبض على (العصابة).. المتهمين الحقيقيين الذين نسقوا مع (المافيا العالمية) لإرسال أرتال الحاويات إلى ميناء “بورتسودان” ثم أفلتوا من العقاب، وتمت تبرئة وكلاء التخليص والوسطاء لسبب بسيط أنهم لم يضبطوا متلبسين، وربما لا علم لهم بمحتوى الشحنات.
لماذا لا يتم التنسيق بين إدارتي المكافحة والجمارك، وكلتاهما تتبعان لمدير عام الشرطة الفريق أول “هاشم عثمان”؟! ولماذا تمنع إدارة المكافحة من العمل داخل حظائر الجمارك مثل بقية الجهات المختصة؟!
لقد صار اعتياداً أن تصل حاويات حبوب الهلوسة “الكبتاجون” و”الترامدول” إلى ميناء “بورتسودان”، أو تهبط في مطار الخرطوم محشوة في أحشاء حقائب أو بضائع أو خراطيش مياه، كما فعل المتهم الأجنبي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد مؤخراً.
ويبدو غريباً ومثيراً للإزعاج أن تنتقل سلطة (التحري) من الجهة الأكثر احترافية ومهنية في مجال المخدرات وهي إدارة المكافحة، إلى شرطة الجمارك التي لا تملك سجلات ولا معلومات عن عصابات المخدرات في بلادنا!!
لماذا انتقلت سلطة التحري من المكافحة إلى الجمارك في عهد (المدعي العام) الحالي لحكومة السودان، بعد أن كانت مسؤولية شرطة المكافحة، ليفلت المجرمون أفواجاً من العقاب بتداخل الجهات وتشابك السلطات وضياع المعلومات لغياب الجهة المتخصصة عن التحقيق والتحري؟!
إننا نطالب مولانا وزير العدل الدكتور “عوض الحسن النور” بالنظر في هذا الأمر بالغ الخطورة والحساسية، حفاظاً على عقول (ثلاثين مليون سوداني وسودانية) مهددين بطوفان حبوب الهلوسة التي انتشرت في السودان لدواعٍ مختلفة، أهمها ما يروجه البعض وسط الشباب من أنها أقراص منشطة ومقوية جنسياً، رغم أن الأطباء أكدوا أن متعاطيها يصاب بـ(الضعف الجنسي) بعد فترة قليلة من المداومة عليها.
لكن المراهقين والمراهقات لا تهمهم الآثار المؤذية متوسطة وبعيدة المدى المترتبة على تعاطي “الترامدول” و”الكبتاجون”، بذهاب العقل وانتهاء الرجولة بعد أشهر قلائل، يريدون أن يعيشوا اللحظة وينتظروا المجهول، لنصبح أمة بلا رجال.. !!
إنني أحيي بحرارة ما لمسته من مشاعر الصدق وحرارة القلب عند سعادة اللواء شرطة “محمد عبدالله النعيم” مدير إدارة مكافحة المخدرات، وندعو قيادة الشرطة لدعم هذا الرجل بالمال والرجال والسيارات ليحمي ما تبقى من شعبنا (الفضل).
أحفظوا اسم هذا اللواء.. أخشى أن نجده في الكشف القادم منقولاً إلى ولاية نهر النيل أو غرب كردفان، بسبب مشكلة ما مع مسؤول صغير أو كبير، فالناجحون لا يستمرون وإن حمتهم قيادة الدولة ورئاسة الشرطة، فما بالك إذا كانت تستهدفهم (مافيا عالمية) ذات أذرع (محلية) تملك مئات المليارات من الجنيهات!!