ولنا رأي

من بقى ليحكمه "بشار"

{إن ما يجري في سوريا ما هو إلا إبادة كاملة للشعب السوري الأبي، لا أدري لمصلحة من يبيد الرئيس السوري “بشار الأسد” الشعب؟ ولمصلحة من يهاجر أبناء سوريا خارج أرضهم ليصبحوا متسوِّلين في أوربا وفي الدول العربية.
{إن الرئيس “بشار الأسد” ينبقي أن يراجع ما تبقى له من ضمير حي، ومن ذرة كرامة لشعب أعطى الكثير منذ أن كان والده “حافظ الأسد” رئيساً لهذه الدولة عشرات السنين. كانت دولة آمنة ومستقرة ومن أطيب البلاد العربية وأرخصها وأجملها، ولكن جاء الابن ليدمرها ويشرِّد شعبها ليصبحوا هائمين على وجههم يستجدون ويمدون أيديهم للقمة عيش بعد أن كانوا يطعمون الكثير ممن يزورهم.
{لا أدري، أن كان المحكمة الجنائية التي تسلِّط سيفها على الآخرين وأمامها إبادة جماعية تنقلها كل الفضائيات والوكالات، لم تسمع بذلك، أم أنها تغض الطرف عن الجرائم الواضحة وتتمسك بالجرائم الخفية؟.
{إن ما يجري في سوريا يحتاج إلى وقفة من المجتمع الدولي ومن جميع الرؤساء العرب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لهذا الشعب الذي لا توجد ذرة من عطف أو رحمة في قلب حاكمه، لا أدري من يحكم “بشار” بعد أن أباد نصف الشعب السوري وشرد النصف الآخر؟.
{هل ستنفعه روسيا أو أمريكا بما فعله في شعبه؟. إن الآلة التي ضرب بها شعبه ستطاله يوماً ما، إذا بقى على قيد الحياة. إن الجبابرة والطغاة لن يهربوا من عدالة السماء إذا هربوا من عدالة الأرض، وحتى عدالة الأرض ستأتي يوماً ما، عاجلاً أم آجلاً. ألم يتعظ “بشار” لما حصل للرئيس “القذافي” الذي طغى وتجبَّر، وكاد أن يقول: أنا ربكم الأعلى؟، ألم يشاهد كيف مات “القذافي” وبأيدي شعبه بعد أن وصفهم بالحشرات والجرذان؟، ألم يكن يملك “القذافي” كل شيء في هذه الدنيا؟، ألم يملك جيشاً لا يقهر وأمناً لا يخترق؟، كيف أنهار في سويعات، وتبددت الدولة التي حاول أن يمدد نفوذه في كل المنطقة ودعمه للحركات المسلحة في البلاد الأخرى؟. ألم يعمل على زعزعة استقرار الدول؟. ألم يحاول أن يكون ملكاً على أفريقيا كلها؟. أين القذافي الآن يا “بشار”؟. لابد أن تراجع نفسك وتعمل على لملمة جراح الباقين، وتطالب بعودة المهاجرين قسراً إلى ديارهم لتمسح دموعهم وليعيشوا ما تبقى لهم من عمر داخل وطنهم، والحال ينطبق أيضاً على الإخوة في اليمن السعيد الذي أصبح اليمن التعيس للممارسات التي تقوم بها قوات الحوثيين وتدميرهم        لأرضهم ووطنهم وتشريد شعبهم وتدمير الوطن بالكامل، ولا ندري أيضاً لمصلحة من يدمِّر الحوثيين اليمن؟. ولمصلحة من يشردون النساء والأطفال والعجزة من النساء والرجال؟. لماذا يخرِّب أبناء الوطن العربي ديارهم بأيديهم؟. لماذا يستخدمون تلك الآلة الفتاكة التي تبيد الحرث والنسل؟. لماذا يتصارعون من أجل دنيا فانية وكراسي يحاسب المرء عليها في الدنيا قبل الآخرة؟. ألم يتعظ أولئك من الأمم السابقة؟. ألم يقرأوا التاريخ وهو ماثل أمامهم؟ ألم يسمعوا بما حدث للشعوب الماضية؟. ألم يسمعوا بما حدث للجبابرة والطغاة والعصاة ؟. لماذا لا يأخذون العظات والعبر منهم؟. لماذا لا يقرأوا التاريخ الإسلامي وكيف حكم أولئك شعوبهم؟. وماذا حدث للجبابرة من بعدهم؟. أيها الرئيس “بشار” عد إلى رشدك وراجع نفسك من أجل هذا الشعب المقهور والذي أجبرته على الخروج دون استئذان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية