شهادتي لله

تشكيل الحكومة.. أم تشكيلة لجنة متابعة؟!

{ تجدون في هذا العدد من (المجهر) حواراً مهماً ومختلفاً أجرته المحاورة البارعة الصحفية المميزة  “سوسن يس” مع الأمين السياسي لحزب (المؤتمر الشعبي) الأستاذ “كمال عمر” المحامي..
{ الحوار مهم لأنه يوضح موقف أهم أحزاب الحوار الوطني من آخر الأحداث والمستجدات على الساحة السياسية بما فيها حل آلية (7+7).. أو التنسيقية العليا..
{ وهو مختلف.. لأن ما قاله “كمال عمر” في ثناياه، يختلف عما ظل يردده كل يوم دفاعاً عن الحوار الوطني طوال العام المنصرف، حتى أنه تجاوز بمرافعاته السياسية المستميتة قادة (المؤتمر الوطني)، وكان متقدماً عليهم! 
{ يبدو أن قيادة (الشعبي) مستاءة جداً من حل آلية الحوار، ومن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة وتعدّها استباقاً لمقررات الحوار فيما يتعلق بمحور الاقتصاد، كما أنهم يستشعرون تآمراً على الحوار ومحاولات للالتفاف حوله، رغم أنهم  ظلوا- في الشعبي- يرددون مقولة: (نحن نثق في الأخ الرئيس).. قالها الشيخ “السنوسي” وقالها “كمال” هنا وقبلها أكثر من مرة. 
{ واختصاصهم للسيد الرئيس بالثقة، يعني أنهم لا يثقون في بقية الطاقم القيادي للمؤتمر الوطني والحكومة!!  
{ الخلاصة تؤكد ما ذهبت إليه أول أمس في هذه المساحة في عمود: (لابد من جرعة عاجلة)، وفيه كتبت أن مفعول (جرعة) مخرجات الحوار الوطني (العلاجية) قد بدأت في التلاشي متأثرة بالإجراءات الاقتصادية الأخيرة وتداعياتها، بما في ذلك الاحتجاجات الصامتة التي أطلق عليها دعاتها (العصيان المدني).
{ من حديث “كمال عمر” تستيقن تماماً أن (جرعة الحوار) انتهى مفعولها، بل إنه قال دون أن يتبنى القول: (البعض يرى أن الحوار الوطني انتهى)!
{ وإذا كان هذا رأي من يمكن وصفه برئيس هيئة الدفاع عن الحوار الوطني، فماذا يقول “الصادق المهدي” أو “محمد مختار الخطيب” أو “ياسر سعيد عرمان”؟!
{ إذن وكما قلت (لابد من جرعة سياسية عاجلة).
{ لو كنت من (رجال حول الرئيس)، لنصحته متأدباً جداً.. بالآتي:
1/ حل الحكومة الحالية قبل نهاية الشهر الجاري.
2/ إجازة التعديلات الدستورية خلال أسبوع.
3/ تعيين السيد/ مبارك الفاضل المهدي رئيساً للوزراء، وتكليفه بتشكيل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وبقية القوى السياسية.
} الحيثيات:
{ يريد المؤتمر الوطني بحله لآلية (7+7) أن يشكل لجنة لمتابعة إنفاذ توصيات الحوار الوطني، لتشمل قوى وأسماء جديدة على رأسها “مبارك الفاضل المهدي”، وبدلاً عن تضييع الزمن في تشكيل لجان (لمتابعة إنفاذ توصيات…) .. شوفوا الاسم دا طويل كيف وما عندو معنى، فإن الأولى تشكيل (حكومة) بدل (لجنة) لتنفيذ توصيات الحوار، وهذا هو بالفعل ما قرره الحوار؛ أن ينتهي مشوار اللجنة بتشكيل حكومة وفاق وطني خلال شهرين من تسلم التوصيات (والشهرين انتهوا)!! 
{ تعيين “مبارك الفاضل” رئيساً للوزراء ينسف كل خطط المعارضة (الحزبية) و(الشبابية الإسفيرية)، ويخمد أية دعوة لتظاهرة أو عصيان ما يضر باستقرار البلاد وأمنها.. لأن الحدث الجديد في حد ذاته سيكون مدهشاً ومثيراً للارتباك، كما أنه سيحدث شرخاً كبيراً في أحزاب المعارضة بين مترقب، ومؤيد.. ومنتظر.
{ “مبارك” له من العلاقات الدولية والإقليمية، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ما يستطيع أن  يكفي به البلاد شر بعض المحن ولو لعامين فقط، إلى حين خروج الدولة من وهدتها (يكفي أن الرئيس اليوغندي “يوري موسفيني” اختصه دون بقية زعماء الأحزاب بلقاء خلال زيارته الأخيرة للخرطوم)!!
{ المؤتمر الوطني في حاجة ماسة لحليف قوي واسم ساطع يعبر به مضيق الأشهر القليلة القادمة، وإلا فإن القادم أسوأ.
{ الحركة الشعبية- قطاع الشمال، رغم اختلافها مع “مبارك” في مواقفه الأخيرة، إلا أنهما يعرفان بعضهما البعض جيداً وبينهما خطوط تواصل لا تنقطع.
{ للرجل رؤية اقتصادية ومعرفة ومبادرات تمكنه من تجاوز مرحلة العسر الاقتصادي التي تلم بالسودان حالياً، ولا تكفي هذه (المسكنات) من هنا ومن هناك. وقد شهد وزير المالية الأسبق السيد “عبد الرحيم حمدي” في حوار معي لقناة (الخضراء) أنهم عندما تسلموا الوزارة بعد (الإنقاذ) استفادوا من اتفاق (نفطي) مع “ليبيا” (أنجزه الأخ “مبارك الفاضل”) أو كما قال “حمدي”.
{ أما  اللف والدوران.. وتشكيل لجنة بعد حل لجنة، فإنه لن يفيد، وسيكون مضيعة للزمن ومضيعة للبلد.. ولعلكم تستبينون النصح قبل ضحى الغد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية