رأي

فوق رأي

العيّان منو؟!
هناء إبراهيم
 
اعتماداً على أفكار خاطئة وتهيؤات وخيال جبار يعيش المكتئب في عالم شديد السخط واللوم وتحميل النفس ما لا تحتمله.
يقول أهل الشأن النفسي إن البني آدم المصاب بالاكتئاب يظن أنه الوحيد في هذه الحياة المسؤول عن كل ما يحيط به (وما به) من مصائب ومشاكل.. حيث يحمل نفسه كل الأشياء السيئة وتلك التي مش ولا بد.
ويصل به جلد الذات أن يضرب إحساسه على أشياء بعيدة عنه كل البعد وليس له بيها أي علاقة لا من بعيد لا أبعد.
عادي ممكن يكون ببكي من جوووه لاعتقاده أنه السبب في انفصال “إنجلينا جولي” و”براد بيت”، و”ميرفت أمين” و”حسين فهمي” و”أسيل عمران” و”خالد الشاعر”.
شايل كل مشاكل العالم على كتفه وقاعد.
شايل مسؤولية ارتفاع أسعار كل الحاجات على قلبو.
الجوع، الفقر، والهم في الشارع شايل مسؤوليتو.
البرد الذي يلازم المشردين في الشتاء خارج نطاق الدفء، يوجع قلبه.
لو مشى الصيدلية يجيب أدوية الاكتئاب التي يحتاجها وصادف زول ما معاه ثمن العلاج، بقول أنا السبب.
أي دمعة بحس إنها made in نفسه
“محاسن” و”بخيتة” لو أتشاكلن في سقط لقط وكسرن كبابي العشرة والاحترام بقول (كلو مني) مع إنو ما من أهل المنطقة ولا شافن ولا بعرفن.
سيبك من الواقع، هذا (العيّان) قد يشعر بالذنب لو أن أحداث الحلقة الأخيرة من أحد المسلسلات جاءت مخيبة لآمال المشاهدين، وكأنه هو من ألهم المؤلف.
هذا مُصاب الاكتئاب، أما على الجانب الآخر ثمة من ليس له تصنيف إصابة أو مرض لكنه (جِبلة) لا يحس إلا بنفسه.
لو مت قدامو من الألم ما شغلتو.
لو قتلك بمشي عادي في جنازتك.
بلهجة صديقتي الكويتية (ماكو إحساس).
السؤال الواقف لي هنا، السؤال الحلال (ود الناس): منو العيّان في ديل؟!
مريض الاكتئاب يبدأ بظلم ذاته باستمرار دون أن يشعر، والجبلة لا يشعر بالظلم الذي يحدثه في كل مكان.
أقول قولي هذا من باب الملاحظة.
ودايرة أقول ليك: انت نصيح عيّان جداً.
و…….
نسأل الله الكفارة
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية