لماذا الدعم السريع ؟
منذ أن دحرت قوات الدعم السريع مخطط حركة العدل والمساواة الذي وضعته قبل عامين لاحتلال مدينة نيالا بقوة قوامها أكثر من ألف مقاتل في معركة (قوز دنقو) الشهيرة، أصبحت قوات الدعم السريع هدفاً لمرمى نيران المعارضة الإسفيرية والمعارضة الصوتية.. ومحاولة احتلال نيالا لم تأت من عندي ولم تذكرها الحكومة في كل تبريراتها لأسباب إجهازها على قوات العدل والمساواة في (قوز دنقو)، ولكنها جاءت على لسان د.”جبريل إبراهيم” في حديث احتفظ بتسجيله حتى اليوم أجريته معه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.. وكان حديث “جبريل” من الاعترافات النادرة بأنهم تفاجأوا بهجوم قوات الدعم السريع على قواتهم التي كانت جاهزة لاحتلال مدينة نيالا.
وفي جبهة جنوب كردفان قصمت قوات الدعم السريع ظهر الحركة الشعبية فصيل المتمرد (فضيل) أشرس المقاتلين في معركة (أبو زبد) التي فتحت أبواب جبال النوبة وتوغلت القوات التي كان يقودها العميد حينذاك “حميدتي” حتى (طروجي) الواقعة على الحدود مع دولة جنوب السودان..
كانت ذلك المارد الذي يطارد أشباح التمرد بطريقة غير معهودة وبجسارة فائقة وخطط عسكرية غير تقليدية.. وهي ذات الطريقة التي أدارت بها قوات الدعم السريع عملياتها في جبل مرة لتسحق أسطورة اسمها (سورنق)، وتحطم قاعدة “عبد الواحد” العسكرية في قمة الجبل الشاهقة.. وتطارد ما تبقى من قواته على طريقة الفئران الصغيرة التي تواجه القطط السوداء قبل أن يتصالح في آخر الزمان القط والفأر، خاصة في المدن مثل: الخرطوم، حيث ما عاد القط يصطاد الفأر.. والكلب ينام بالقرب من القط وعمنا “الخليل ود المصوبن” يعتبرها من علامات الساعة الصغرى.
المهم الانتصارات التي حققتها قوات الدعم السريع في الميدان والإشادة التي وجدتها من الرئيس “البشير” ومن المجتمع السوداني، جعلتها في مرمى نيران المعارضة وكتاب الأسافير القابعين وراء شاشات الحواسيب.. والهواتف الذكية ينشرون الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويبثون الشائعات ينهشون في عظم ولحم القائد “محمد حمدان حميدتي”.. الذي هو محطم آمال المعارضة.. و(كاسر شوكتها) في ساحات الوغى.
“حميدتي” الذي ظلت يداه ممدودتين للمجتمع السوداني أينما حلت قواته.. وقدم في الشهر الماضي دعماً للإدارة الأهلية في كل ولايات دارفور لم تقدمه حكومات السودان المتعاقبة منذ الاستقلال لهؤلاء السلاطين والشراتي والنظار والمكوك، سيارة لكل زعيم قبيلة أهلية في شمال دارفور حتى تؤدي الإدارة الأهلية دورها في حفظ الأمن وجمع لحمة الأمة.. وتعقُّب الجناة.. وبسط العدالة لا يميز “حميدتي” بين زغاوي ورزيقي.. فلاتي وبرناوي ميدوبي وبرتاوي.. جميعهم قدم إليهم الدعم والمساندة، وحتى الأندية الرياضية بولايات دارفور ساهمت قوات الدعم السريع في إطار المسؤولية الاجتماعية في دعمها مالياً.. وحينما زار القائد “حميدتي” نهر النيل بذل المال سخياً لأهله هناك، لأن قوات الدعم السريع قومية التكوين والتوجه.. تدربت في أحضان القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات، وبقدر ما هي متميزة في الميدان وخنادق المواجهة وتثير الفزع والرعب في قلوب خصومها، فهي من هذا الشعب أدَّبها وأحسن تربيتها لا تتعدى، وإذا أخطأ فرد فإنها تعاقبه (بأغلظ) العقوبات.. ولكن المعارضة تبث سمومها في جسد الأمة وتسعى للنيل من هذه القوات وتشويه صورتها.. وحتى بعض الغافلين في المؤتمر الوطني ينساقون وراء المعارضين بتصديق روايات كاذبة عن شباب خرجوا من صلب هذا الشعب مؤمنين بوحدة ترابه مناهضين للساعين لجعله ليبيا أخرى وعراقا جديدا.. وسوريا في داخل أفريقيا، ولكن تقدِّرون والله قادر على حفظ هذا البلد الأمين.