شهادتي لله

لابد من (جرعة) عاجلة..!

 {لا تلوح في الأفق أية مبادرات سياسية حقيقية بعد رفع توصيات ومقررات الحوار الوطني.
{الساحة السياسية خالية وساكنة إلا من دعوات تتصاعد في الأسافير لتنظيم احتجاج ثانٍ على طريقة (العصيان المدني) الذي مضى قبل أيام دون إحداث أي خسائر..!
{هل سيبقى المؤتمر الوطني في خانة الترقب والانتظار ثم التقليل من شأن الأحداث، أم سيطلق المزيد من المبادرات،     ويحدث الكثير من الحراك ليجعل المناوئين في خانة (رد الفعل)، وليس الفعل ؟.
{أهم ما كان يميز الحكومة طوال السنوات السبعة وعشرين الماضية أنها كانت الفاعلة والصانعة للأحداث، بينما ظلت (المعارضة) محبوسة في غرفة التعليق على الأحداث.
{الآن.. يبدو أن المشهد متغيِّر.. وأن المعارضة ليست هي المعارضة، لا هي الحزب الشيوعي، ولا هي حزب المؤتمر السوداني ولا هي حزب الأمة القومي..!
{المعارضة اليوم غير معروفة ومجهولة القيادة، وبقدر ما يضعف هذا فعلها، ويجعله مرفوضاً ومسفوهاً من الحكومة و من (الأحزاب المعارضة) في ذات الوقت، بقدر ما يصبح تنامي هذا التداعي مجهول المصدر صورة مما حدث في “مصر” في يناير 2011 م.. فمن كان يعرف في مصر الشابان  “وائل غنيم” و”نوارة نجم” وصحبهم بالآلاف الذين تقاطروا بغتة وسط دهشة العالم في (ميدان التحرير) ؟! وأين هما الآن ؟!.. لا وجود ل”نوارة” و”وائل” في المشهد السياسي المصري.. فالثورات تأكل بنوها.. ثم تأكل قادتها.. ويقفز على مقودها آخرون. 
{لابد أن يبذل المؤتمر الوطني جهداً مختلفاً، ويقدم عملاً سياسياً مدهشاً خلال الأيام القليلة المقبلة، يتجاوز تصريحات قادته بأن الشعب قد رفض دعوات الاعتصام وأنه شعب واعٍ ولا يمكنه الاستجابة لمثل تلك الدعوات و(تلقوها عند الغافل) كما قال بعضهم…
{عندما سألتني مذيعة قناة العربية “منتهى الرمحي” الأسبوع المنصرم: فلنسلم بقولك إن الذي حدث في ” الخرطوم لم يكن عصياناً مدنياً، بل احتجاج صامت.. هل يمكن اعتباره (بروفة) لعصيان مدني آخر أقوى في المرة القادمة ؟ كانت إجابتي: نعم .. ممكن.. كل الاحتمالات مفتوحة..
{لم أقل: لا.. لن يحدث هذا.. أنا واثق من أن الشعب السوداني المعلم لن يفعلها، ببساطة لأنه لا ثوابت في السياسة، بل متغيرات.
{يجب أن تسارع قيادة الدولة إلى حل هذه الحكومة.. عاجلاً غير عاجل، والشروع في تشكيل حكومة الوفاق الوطني قبل موعدها المضروب.. المتغيِّرات تفرض ذلك.. وتحتم الإسراع في طرح الجديد المفاجئ.. لأن أثر (جرعة) مخرجات الحوار الوطني (العلاجية) بدأ في التلاشي مع الاحتجاجات الصامتة الأخيرة.. وانتهى مفعول (المسكن)..!! 
{أخشى أن تأتوا بالجرعة القادمة بعد دخول (الحالة) غرفة العناية المركزة، وأن تكون الغرفة حينها مثل غرف مستشفياتنا البائسة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية