حوارات

رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة دكتور "محمد المهدي حسن" لـ (المجهر):

مؤتمر اللاءات الثلاث بالخرطوم يعود فضله لحزب الأمة
لا أحد يستطيع المزايدة على موقف حزب الأمة من القضية الفلسطينية
“مريم الصادق” شاركت في مؤتمر فتح في الضوء وليس في الظلام  
عودة الإمام “الصادق المهدي” أرجأت نتيجة التطورات السياسية
سياسة “ترامب” ستكون أسوأ من “أوباما” تجاه السودان
حوار – وليد النور
أثارت زيارة نائب رئيس حزب الأمة القومي الدكتورة “مريم الصادق المهدي” إلى رام الله الفلسطينية عبر القدس المحتلة، جدلاً كثيفاً داخل  الأوساط السياسية والاجتماعية ووسائط التواصل الاجتماعي داخل السودان وخارجه، خاصة الفلسطينية المناوئة لحركة فتح، والتي نشرت خبر الزيارة عبر مواقعها في (السويشال ميديا) في وقت دافع فيه الحزب عن الزيارة واعتبرها جزء من مهام الحزب، ومشاركة فتح ليست ضد طرف من أطراف القضية الفلسطينية، بل زاد عليها بأن نجاح مؤتمر القمة العربية في العام 1967م، المشهور بمؤتمر اللاءات الثلاث كان للحزب القدح المعلى في نجاحه بقيادة رئيس الوزراء الأسبق “محمد أحمد المحجوب”، وقلل رئيس المكتب السياسي للحزب الدكتور “محمد المهدي حسن” الذي حاورته (المجهر) عبر الهاتف عن تأثير الزيارة في قواعد حزبه المنتمية لطائفة الأنصار، وأعلن “المهدي” عن تأجيل عودة الإمام “الصادق المهدي” للبلاد التي كان محدداً لها التاسع عشر من الشهر الجاري لترتيبات حزبية وللتطورات السياسية التي حدثت بالبلاد، وكشف عن جهود كبيرة للمعارضة ستعمل على حلحلة قضايا البلاد حال وصولها للسلطة من إعفاء للديون الخارجية والعقوبات الاقتصادية وإيقاف الحرب وتحقيق السلام.
{كيف تفسر زيارة نائب رئيس حزب الأمة القومي “مريم الصادق المهدي”  إلى رام الله عبر دولة الكيان الصهيوني؟.
أولاً، الدكتورة “مريم الصادق المهدي” قدمت لها دعوة للمشاركة في المؤتمر العام لحركة فتح في رام الله، ووافقت أجهزة الحزب على الدعوة، وتمت الزيارة في الضوء وليس في الظلام أو سراً كما يعتقدها البعض، والمؤتمر شاهده العالم كله وأوصلت رسالتها للفلسطينيين في المؤتمر.
{ولكن لا تتعارض هذه الزيارة مع موقف السودان الرافض للتعامل مع إسرائيل أو عبورها ؟.
هي لم تشارك في مؤتمر للإسرائليين، بل شاركت دولة فلسطين وخاطبتهم، وحزب الأمة القومي لا أحد يستطيع أن يزايد عليه في دعم القضية الفلسطينية، فموقفه مشهود، ومؤتمر اللاءات الثلاث الذي انعقد في الخرطوم في العام 1967م، والذي يعتبر أنجح مؤتمر قمة عربية في التاريخ، وتمت فيه المصالحة بين الملك “فيصل” عاهل المملكة العربية السعودية والرئيس المصري “جمال عبد الناصر” عقب حرب النكسة، كان بقيادة رئيس الوزراء، وهو حزب أمة “محمد أحمد المحجوب”، وهو موقف يحسب لصالح حزب الأمة، والآن موقفنا واضح في دعم الشعب الفلسطيني.
{ولكن هذه الزيارة أغضبت جزءاً مهماً من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ؟
نعم، نحن في حزب الأمة نحترم ونقدر موقف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولهم الحق فيما يقولون، ولكن الطرف الآخر من الشعب الفلسطيني تفاعل مع الزيارة، وكانت واضحة في الفيديوهات المنتشرة، ونحن لن نقف ضد طرف، وموقفنا واحد من الشعب الفلسطيني في حقوقه.
{كيف تفسرون موقف زيارة نائب الرئيس لطائفة الأنصار التي تمثل غالبية عضوية حزبكم وهي رافضة  للتعامل مع الكيان الصهيوني؟.
سيدي الفاضل، الخرطوم لا توجد بها سفارة إسرائيلية، وكما سبق ذكرت لك أن مؤسسات الحزب وافقت على الزيارة، وعندما يتخذ الحزب قراراً ليس بالضرورة أن يستفتي قاعدته في القرار، ومن حق العضوية مساءلة المكتب السياسي في المؤتمر العام، إذا كان لهم رأي في قرار ما.
{ ألا تخشون المحاسبة ؟.
موافقة مجلس التنسيق هي التي تجعلنا لا نخشى المحاسبة، دكتورة ذهبت وعبَّرت عن رأي الحزب.
ما هو موقف حزب الأمة القومي من القضية الفلسطينية ؟.
موقف حزب الأمة القومي من القضية الفلسطينية هو دعم الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. ويذكر التاريخ موقفه عندما أيد الرئيس الأسبق للسودان المشير “جعفر محمد نميري” اتفاقية (كام ديفيد) اعتبرها أنها أجهضت حق الفلسطينيين في المصالحة الوطنية، واعتبرها بداية الاعتراف بالكيان الصهيوني، وكذلك موقفه من اتفاقية أوسلو، اعتبرنا أنها الرأي الغالب للشعب الفلسطيني، وطالبنا بأن هنالك حقوقاً يجب أن تضمن مثل حق الفلسطينيين في العودة وتحقيق حريتهم من الاحتلال.
{ متى يعود الإمام “الصادق المهدي” إلى البلاد؟.
عودة الإمام سبق أن تم تحديدها في التاسع عشر من ديسمبر، ولكن حدثت بعض المستجدات والتطورات السياسية جعلت الحزب يرجئ الزيارة إلى وقت لاحق.
{ما هي التطورات التي حدثت؟.
أولاً إكمال التحضيرات من قبل اللجنة التي بدأت عملها لمزيد من الأحكام والتنسيق، لأن عودة رئيس الحزب هي ليست بالأمر السهل، لأنه يمثل شخصية قومية، ويجب أن يكون الاستقبال لائقاً وبمشاركة كافة مكونات المجتمع بجانب التطورات السياسية التي حدثت في البلاد والتحالفات مع قوى نداء السودان وتحالف قوى الإجماع الوطني.
{ الإمام في السابق رهن عودته بعودة الجبهة الثورية، هل نجح في ذلك أم تخلى عن الفكرة ؟.
نعم، ذكر ذلك، ولكن ليس شرطاً لعودته، ولكنه كان يريد عودتهم، ونحنا كذلك نريد عودتهم من أجل تحقيق السلام والاستقرار لحل قضية البلاد، وليس مستبعداً إقناعهم، إذا تم عقد الملتقى التحضيري والتوافق على الترتيبات الأمنية بين الحكومة وقطاع الشمال وحركات دارفور المسلحة، وهو يسعى حتى عودته في لم شملهم وتوحيدهم لمصلحة البلاد.
{ تبرأت الأحزاب المعارضة من البيانات التي صدرت مؤيدة لدعوة العصيان المدني الأسبوع المنصرم وحزب الأمة منها ؟.
ليس صحيحاً هذا الكلام، ونحنا أصدرنا بياناً كقوى لنداء السودان لأننا جزء منه.
{حزب الأمة أصدر بيان تصحيح لبيان الأمين العام للحزب “سارة نقد الله” في فحواه تبرأ الحزب من العصيان؟
ليس صحيحاً، وإذا حدث ذلك فإن البيان يكون مدسوساً، لأن الحزب شارك بفاعلية في العصيان.
–    المؤتمر الوطني يتهم أحزاب المعارضة بالضعف وتهكم على العصيان المدني. وقال: إن الشعب السوداني خذل المعارضة وأفشل العصيان المدني؟.
المؤتمر الوطني كان في حالة لا يحسد عليها ومذعوراً، والدليل على ذلك الاستدعاءات والإيقافات التي طالت مدرستين خاصتين وعدد من المعلمين والموظفين، ولكنه فوجئ بعدم خروج الناس في اليوم الأول وهي خطوة مختلفة للتعبير، لم تكن مألوفة لدى الشعب السوداني ولم يسبق له أن نفذها بدون خسائر في الأرواح.
{ ألا تتفق مع الرأي الذي يقول إن المرحلة المقبلة سيتجاوز الشباب فيها التنظيمات والأحزاب السياسية؟.
طبعاً الشباب وكافة قطاعات الشعب السوداني لما تقود أي حراك أو تطور في الوعي الجماهيري فهو تطور سياسي طبيعي يعود للأحزاب السياسية، لأنها استطاعت في فترة ما، رفع شعارات ساعدت في تطور الوعي للشعب والشباب هم جزء من عضوية الأحزاب السياسية، وستتوحد قوى الشباب مع الأحزاب في أي تغيير قادم.
{ولكن الأحزاب قلوبها شتى كيف تتفق على خلاص البلاد؟.
نعم، المعارضة مختلفة في الآليات والوسائل، ولكنها متفقة في إسقاط النظام وتحقيق السلام والرفاه للشعب السوداني.
{ما هي المبادئ المتفق عليها ؟.
ضرورة إسقاط النظام وإيجاد البديل الذي يتفق عليه الشعب السوداني في تحقيق السلام ووحدة أبناء الوطن عبر انتخابات حرة ونزيهة وتكوين برلمان يمثل الشعب في تحقيق العدالة والمساواة وسن تشريعات وقوانين تتوافق مع حقوق الإنسان.
{ كيف تترقبون تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي يتم تشكيلها في غضون الشهر المقبل ؟.
هذه الحكومة المزعومة التي يتم تشكليها هي تعتبر امتداد للحكومة الحالية التي ينفرد بها المؤتمر الوطني والأحزاب المتحالفة معه وبعض الحركات المسلحة التي فترت من الحرب وأعياها النضال، ورأت أن تجد لها بعض المناصب والمغانم، وهي في تقديري تقديرات فردية وستكون حكومة الوفاق عبئاً جديداً على الشعب السوداني، لأنها تحتاج إلى زيادة مخصصات لاسيما زيادة عدد الوزارات والنواب في البرلمان.
{الشارع يتحدث عن من البديل لهذه الحكومة وما هي برامجه للأزمة الاقتصادية ؟.
المعارضة تملك برنامج كامل لحل الأزمة الاقتصادية وتحسين العلاقات الخارجية، ولها رؤية لتحقيق السلام وإيقاف الحرب في المنطقتين ودارفور، ولها حلول في الوصول إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة الأمريكية لإعفاء الديون الخارجية، لأن الحلول الاقتصادية مربوطة بالأزمة السياسية، ولذلك مسألة البديل إيجاد سهل وسوف يكون بديلاً ناجحاً.
{البعض يخشى تجربة دول الربيع العربي؟
نعم، نحن أيضاً نخشى على بلادنا من تكرار أنموذج الربيع العربي، ولكن إذا حدث يتحمل نتيجته المؤتمر الوطني وحلفاؤه وليست المعارضة التي تسعى إلى تغيير سلمي يوفر للمواطن العيش الكريم.
{هل تتوقع أن تكون سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” أفضل للسودان من سياسية الرئيس المنتهية ولايته “باراك أوباما”؟.
الرئيس الأمريكي الجديد سينفذ سياسات جرت عليها دراسات متفق عليها من عدة دوائر سياسية ومؤسسات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهي موضوعة لعشرات السنين، وكل رئيس يأتي سينفذها، لأنها مجازة في كافة مؤسسات الدولة.
{أقصد السياسة تجاه السودان؟.
السودان لازالت الأسباب التي فرضت عليه العقوبات قائمة، ومن الحرب الدائرة في ولايات دارفور وحقوق الإنسان هذه القضايا لها تأثير كبير في الغرب على صانعي القرار والرأي العام، و”ترامب” لم يكن أفضل من “أوباما” الذي ظل يجدد العقوبات سنوياً، بل في عهده قلت زيارات وزراء الخارجية، وسيكون الوضع أسوأ في عهد “ترامب”، ولذلك سنقول للحكومة لا تفرح بتحسن في عهد “ترامب”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية