عز الكلام
المستثمرون وسيد المنقة!!
أم وضاح
كثر الحديث في الآونة الأخيرة ومن مسؤولين كتار وكبار عن جدوى وضرورة جذب رؤوس الأموال الخارجية للاستثمار في السودان، وأسهب المتحدثون في وصف ميزان بلادنا وإمكانياتها الواسعة من أراضٍ شاسعة وأنهار ممتدة ومناخات متعددة واستعداد فطري من إنسانها لاستقبال الآخر والتعايش معه، بل واحتضانه، ودليلي على ذلك أن كثيراً من المستثمرين العرب لا يتحدثون عن تجربتهم في السودان إلا وذكروا في بدايتها وعلى رأسها حميمية وجمال وبساطة دواخل البني آدم السوداني.. وبلا شك أننا لا نختلف من حيث المبدأ مع هؤلاء المسؤولين في حتمية جذب رؤوس الأموال الخارجية، خاصة الخليجية، التي تعرف خير السودان وفضل أهله، لكن خلوني كمان أقول ليكم كلام أرجو أن ترخوا له آذانكم استماعاً واهتماماً، إذ إن ذات الضرورة التي تجعلنا ننادي ونحرص على جذب رأس المال الأجنبي تجعلنا نحرص أكثر على جذب رؤوس الأموال السودانية الوطنية صاحبة الوجعة وست الجلد والرأس، وهي الأكثر تفهماً وقرباً من احتياجات السوق المحلي وما يحتاجه إنسانه وما يناسبه كماً وكيفاً ومواصفات، لكن للأسف الواقع شيء والأحلام الوردية التي يراها المسؤولون شيء آخر، والمستثمر في كل بلاد الدنيا يجد التقدير والاحترام حد التقديس، ودائماً مشاكله مذللة ومحلولة، بل هو دائماً على حق وتنحاز له المؤسسات حتى لو على حساب مواطنيها ويدلع ويدلل كيفما شاء لأهميته ومساهمته بمؤسساته المنتجة في عجلة اقتصاد تلك البلاد، إلا عندنا، فالمستثمر (يُعصر) لحد ما يطلع زيت، يجد العقبات حيثما اتجه، توضع في عجلاته العصي بلا مبرر ولا سبب، وهو دائماً محل لأطماع (الإتاوات) التي تفرض عليه بمسميات وأشكال مختلفة تجعله يكره اليوم الذي فكر أن يستثمر فيه أو ينشئ شركة أو مصنعاً، أو حتى أي نوع من أنواع البيزنس، وكثيرون (ختوا ديلهم في أسنانهم) وفروا هاربين إلى إثيوبيا وكينيا ودبي بحثاً عن وضع أفضل يجده المستثمر هناك.. لكل ذلك أقول إن الحرب التي تمارس في الخفاء والعلن على المستثمر السوداني أولاً هي واحدة من كوارث اقتصاد البلد، والأفكار غير السديدة زي رفع الدعم عن الكهرباء عشان عيون الفقراء هي دعوة حق أريد بها باطل، لأن معظم المؤسسات والشركات والاستثمارات التي تستهلك كهرباء ما بعد الدعم مضطرة لدفع أرقام خزعبلية بس للكهرباء حتى تسير نشاطها، ده غير الصفعات التي تجدها من هنا وهناك، فإذا كانت الحكومة بالفعل جادة في جذب رؤوس الأموال للاستثمار فعليها أن تكون جادة في إزالة العقبات والمتاريس والمعوقات التي تجعله غير جاذب، بل إن كثيراً من المغتربين وهم أصحاب رؤوس أموال صغيرة نسبياً لكنهم يرغبون في الاستثمار بوطنهم محتاجون لكثير من التطمينات وكثير من الإغراءات حتى يبذلوا حصاد الغربة بقلب قوي مساهمين في اقتصاد وطني قوي وفاعل.
{ كلمة عزيزة
بالفعل ليست هناك رقابة حقيقية على الأسواق، وكل زول بيقطع السعر الذي يراه مناسباً له من وجهة نظره.. بالأمس القريب وجدت كيلو اللحمة في سوبر ماركت كبير في بحري بـ(97) جنيهاً، في حين أنه في الجزارة التي لا تبعد عنه سوى شارع بـ(60) جنيهاً فقط، بفارق (37) جنيهاً حتة واحدة، وطبعاً أكيد أن الخراف المذبوحة هنا وهناك هي سودانية مائة بالمائة أبو سبعة وتسعين ده ما جاي من أستراليا، فما الذي يجعله يرفع سعره بهذا الشكل، لولا الجشع والطمع وعدم الرقابة!! وعلى هذا المثال قس كثيراً من السلع المهمة والضرورية.. فمن يضبط انفلات الأسواق الذي وصل حد الجنون؟؟
{ كلمة أعز
رغم ارتفاع سعر الدولار ظلت شركات الطيران الأجنبية محافظة على سعرها القديم، وعندنا بعضهم ببيع عجور أو ترمس وكبكبيه زاد سعره الضعف بسبب الدولار، ده كله ما محيرني.. المحيرني سيد المنقة الخضراء بالشطة رفع سعره وقال الدولار!!