شهادتي لله

حرام عليك يا "مكاوي"..!

 (1)
اعتماد قوى المعارضة السودانية على (الخارج) ممثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي ومنظمات حقوق الإنسان، لإحداث التغيير الذي تنشده بإسقاط نظام الحكم في السودان، علامة مهمة من علامات الفشل ودلالة قوية على عجز تلك القوى عن التواصل مع شعبنا وإقناعه بضرورة التغيير ورموزه ومنهجه.
ثورات (الربيع العربي) التي أطاحت بأعتى أنظمة الحكم في الشرق الأوسط، على الرغم من أن تحالفاتها الإستراتيجية الطويلة والعميقة مع أمريكا وأوربا تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن التعويل على (الخارج) ضعف وهوان وقلة حيلة، ولهذا فإن انتظار البعض الهائم في قوى المعارضة، خاصة الحركات المسلحة، للرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب”، ليقوم مقامهم بإسقاط النظام، هي محض أحلام وأوهام.. حتى لو عشّمكم بها مستشار (لبناني) في حملة “ترامب”، “ترامب” لا يملك لكم أكثر مما أعطاكم “أوباما”.. فانظروا ماذا أنتم فاعلون..!
 (2)
ليس من العدالة بمكان أن يقرر وزير النقل المهندس “مكاوي محمد عوض” منح شركات النقل البري (الشاحنات)، مدة (6) أشهر لتنفيذ قرار خفض الحمولات إلى (56) طناً، ثم بعد اجتماع غرفة النقل معه، يقرر كردة فعل غاضبة تقديم الموعد، ويلغي المهلة وينفذ القرار فوراً..!! هذه الطريقة تشبه قرارات وزير المالية “بدر الدين محمود”، فقد تعوّد أن يصدر قراراً بالزيادات ثم (يتاوق) ، فإذا وجد أن (الشارع فاضي) يسرق الشارع، ويضيف زيادة أخرى..!! فعلها في رفع قيمة دولار القمح إلى (4) جنيهات، ولما وجد أن إمبراطور الدقيق “أسامة داؤود” خسر معركة الرأي العام، رفع قيمة دولار القمح إلى (6) جنيهات بعد أسبوعين من القرار الأول!!.. ولكن .. ليس في كل مرة تسلم الجرة يا “بدر الدين”.. فإياك واستسهال مثل هذه القرارات المؤذية والمستفزة للشعب.

الآن.. هذا القرار لا يشبه الوزير “مكاوي”.. هذه مسائل فنية وليست بيانات ثورية، فلا هؤلاء متمردون ولا أنت (جنرال) في معركة حربية، فلماذا تضر بالناس وترجع عن قرارك الأول.. لاغياً المهلة؟!.. صحيح أن موضوع زيادة الحمولة واحد من مهددات السلامة في الطرق القومية، كما أنه مهلك للأسفلت السوداني الذي هو أصلاً غير مطابق للمواصفات، وقد رأيت في “مصر” – أم النقل – ضبط حمولة الشاحنات في مقطورة واحدة وبمستوى محدد من ارتفاع الشاحنة، ولكن هذا لا يعني إلغاء كل شيء في يوم واحد ودفعة واحدة.. حرام عليك يا “مكاوي”.
جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية