شهادتي لله

هي فعلاً (حزمة)..!!

}منذ أكثر من (عام) وهذا القلم يكتب في هذه المساحة وبصورة مستمرة أن الفريق الاقتصادي المسؤول في حكومتنا بقيادة وزير المالية و(التخطيط) الاقتصادي، بلغ مرحلة من العجز والفشل تستوجب مغادرته، قبل (عام) وليس بعد إجازة الميزانية المقبلة.. لكن القائمين على أمر القرار السياسي في بلادنا يظنون – وبعض الظن إثم – أن كل وزير وصمته الصحافة بالفشل هو أنجح وزير وما بعده مثيل!!.. ويظنون أنهم يعاندون الصحافة عندما يستبقون وزيراً افتضح أمر خسرانه المبين، لكنهم في الحقيقة يعاندون أنفسهم، وقبلها يعاندون الشعب الصابر الكريم الذي ساند (الإنقاذ) وصابر على أزماتها سبعة وعشرين عاماً طويلة.. والحقيقة أن الفشل المتراكم وغياب الرؤية والتدبير والخيال لهذه المجموعة (الصغيرة) التي تحكمت في سياسات الاقتصاد منذ انفصال (جنوب السودان) وحتى اليوم، هو الذي أدى إلى اتخاذ ما سميّ بـ(الحزمة) ليل (الخميس) البهيم، وهي (حزمة) بالفعل ليست لأنها مجموعة إجراءات متزامنة، ولكن لأنها شديدة على الناس وقاهرة، وفي معجم المعاني تقول: حزم الرجل دابته، أي شد حزامها، والحزم غصة في الصدر!!.. فأي غصة هذي التي أتانا بها “بدر الدين” وسابقوه ومساعدوه ، بعد أن استبشر الشعب، وهلل لمخرجات الحوار الوطني، وانتظر الفرج في حكومته المقبلة؟!
}أسوأ ما في هذه القرارات خروجها للناس دون أن يعلم بها، دعك من أن يوافق عليها، كبار المسؤولين في الحزب الحاكم والبرلمان بما في ذلك رؤساء لجانه، وقد قابلت رئيس لجنة برلمانية مهمة في مكان عام أثناء انعقاد المؤتمر الصحفي لوزير المالية، وحدثته عن الزيادات المتوقعة في أسعار المحروقات، فنفى وجود أي اتجاه لزيادة المحروقات!!.. وكذلك أكد لي مسؤول كبير بالحزب الحاكم قبيل ساعة واحدة من صدور الإجراءات أنه (لا) زيادة في سعر البنزين والجازولين، وأن الأمر سيحال لحكومة الحوار الوطني المرتقبة!!.. إذن من يتحمل مسؤولية الآثار السالبة لمثل هذه الإجراءات، إذا لم يكن قادة الحزب والبرلمان على علم بها؟!.. تتحمل جميع القيادات والكوادر المسؤولية بعزيمة وقناعة و(قلب قوي) إذا كانوا جزءاً من آليات التفكير في الحلول والبدائل والمواقيت المناسبة، ولكن ماذا سيفعلون الآن.. كيف يقنعون قواعدهم وعامة الناس بما لا علم لهم به؟!
}الشورى دائماً هي الحارس والمؤمن لأي مشروع سياسي، والشورى هي الديمقراطية بتوصيف الغرب وتعريفاته، هي التي أسست وأمنت استقرار وازدهار ورفاهية المجتمعات الأوربية منذ عقود.. هذا ليس زمن احتكار المعرفة والمعلومة، هذا ليس زمن المباغتة المحدودة.. إنه زمن الأبواب المشرعة والشبابيك المفتوحة.. زمن الفضاء المطلوق..
زمن.. العالم فيه غرفة لا قرية.. !!

+

  
       
 
 
 
 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية