رأي

الحاسة السادسة

عودة “الإمام” !!
رشان أوشي

فجأة.. وبدون مقدمات قرر رئيس حزب الأمة القومي “الإمام الصادق المهدي” العودة إلى البلاد بعد أن غادرها مغاضباً في العام 2014م، وبالطبع لن يعود “الإمام” عودة هادئة، فالرجل الذي يعشق الأضواء كثيراً، ومغرم بالحضور في المقدمة دائماً، سيعود بعد تشكيل لجنة من حزبه لإقامة حفل استقبال بهيج يعم القرى والحضر، حسناً كل ما ذكر آنفاً غير مستغرب، فمعظم القيادات التاريخية السودانية تعشق التقديس كثيراً، وتتماهى مع الزعامة، ولا تستطيع العيش بدون القطيع، المثير للجدل لماذا قرر “الإمام” العودة إلى البلاد حالياً، خاصة وأن أسبابه التي برر بها مغادرته للبلاد مازالت قائمة ؟.
عندما وقع “الإمام الصادق المهدي” إعلان باريس الشهير في أغسطس 2014م، والذي نصت بعض بنوده على 🙁 ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻘﺒﻠﺔ ﺇﻻ ﺗﺤﺖ ﻇﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻨﻬﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﻧﺘﺎﺝ ﻟﺤﻮﺍﺭ ﺷﺎﻣﻞ ﻻ ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﺃﺣﺪ)، إذا نظرنا إلى إعلان باريس والذي وصفه كثير من المراقبين وقتها بأنه أحد أهم انفعالات “الإمام”، إذا نظرنا إليه ودققنا في الفقرة أعلاه والتي دفع بها “الإمام” وقتها مسبباً منفاه الاختياري، هل تحققت تلك الاشتراطات التي قالها “المهدي” من قبل لقاء عودته للبلاد؟.
“الإمام” يعلم علم اليقين، أن حكومة المؤتمر الوطني (زي جنا المويه)، لا يمكن الإمساك بها بغتة، وإنما تحتاج لتراكم نضال طويل وجاد، ويعلم أيضاً أن المعارضة التي يحالفها في نداء السودان أضعف من إحداث فعل حقيقي، ويعلم أن الحركة الشعبية في مخيلتها تكرار سيناريو نيفاشا، لذلك قرر العودة يسابق ريح الأحداث، كذات فعلته في التجمع الوطني الديمقراطي عسى أن يحظى حزبه بنصيب من كيكة حكومة الحوار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية