حوارات

الأمين العام السابق لحزب الأمة ، د."إبراهيم الأمين"، يطلق سهامه في كل الإتجاهات

* أزمة حزب الأمة في بيت “المهدي”…!
* الأسلوب الذي تم به تناول قضية مبارك الفاضل  مدان بالنسبة لي!
**يجب تعجيل المؤتمر العام.. ونحن ضد المواقع المحجوزة
حاورته – رشان أوشي
أخرج الأمين العام السابق لحزب الأمة القومي د. “إبراهيم الأمين” الهواء الساخن من صدره، وصوب سهامه في كل الاتجاهات، راسماً خارطة طريق لحزب الأمة للخروج من أزماته حتى المؤتمر العام القادم، مؤكداً بأن حزبه يعاني من خلل تنظيمي، يجب أن يحسم بأمر القواعد وجماهير الحزب، رافضاً ما أسماها بالمواقع المحجوزة لبعض القيادات داخل الحزب، مشيراً إلى حسم كل القضايا العالقة في الحزب في المؤتمر العام القادم.
*أين موقعك الآن في حزب الأمة؟       
-الانتماء لحزب الأمة لا يعني فقط من يشغل مواقع محددة، إنه كيان عريض له تاريخه، به مختلف التكوينات القبلية والمجتمعية، وبالتالي أنا حزب أمة وملتزم  بدستور حزب الأمة، وموجود به ولا يهمني أي موقع أشغله أو يشغله الآخرون.
*إبان قضية الأمانة العامة، أنت لجأت لمجلس الأحزاب، والمجلس أقر بأمانتك، لماذا تنازلت عن موقفك؟
-لم أتنازل عن موقفي، موقفي مختلف عن مواقف الناس التي تستغل عملاً كهذا لكي تحدث هزة في الحزب، ومن أول يوم قلت إنني لن أعمل ضد الحزب، ولن أغادر حزب الأمة، وأنا ملتزم بخطه كحزب معارض، له نشاطه، أي محاولات لأجل أن أدخل في صراعات شخصية من أجل الموقع مرفوضة بالنسبة لي، إلى الآن الموقف الذي اتخذه مجلس الأحزاب، وموقفي أنا ما زال مبدئياً، لكن بلغة هادئة، وضغوط لأجل التأكيد على الظلم الواقع علي، وهذا الظلم أنا لا أريد أن أحوله لمناكفات وقضية شخصية .
*إلى أين وصلت قضية لم شمل أحزاب الأمة؟
-رأيي في لم الشمل مختلف عن كثير من الناس، أنا أعتقد أن قوة الحزب في قواعده، وهناك نوعان من لم الشمل، أولهما من يأتي بقرارات فوقية، والآخر هو من يأتي من قواعد الحزب، هذا لا يعني أن تكون هناك لقاءات واتفاق على وثيقة تعجل بانعقاد المؤتمر العام، ولكني أفضل لم الشمل بطريقة تكوين لجنة للإعداد للمؤتمر العام لحزب الأمة بصلاحيات واسعة جداً، لا تسمح لأي طرف بالتدخل في صلاحياتها، وتشرف على تكوين المؤتمرات القاعدية والوسيطة والمؤتمر العام، إذا تمت هذه الخطوة فإن قواعد حزب الأمة تكون قد وصلت إلى مرحلة من النضج للم شمل كل أبناء حزب الأمة، وتختار من يستحق أن يتبوأ أي موقع في الحزب.
*أثبتت التجربة.. أن لم شمل الأحزاب التي تفرق دمها على فصائل لا تنجح، سبقكم في الأمر الاتحاديون؟
-ظاهرة الانشقاقات داخل الأحزاب السياسية السودانية للأسف الشديد هي ظاهرة عامة، وصلت حد الطرق الصوفية، موجودة حتى في الزعامات القبلية، بالتالي هي ظاهرة سودانية ومرض اجتماعي يجب أن يحارب، هذا لا يمكن محاربته إلا إذا ضمنت تكوين الحزب (أعني هنا حزب الأمة) من القاعدة للقمة بشفافية  وديمقراطية حقة، لكي يصبح حزب مؤسسات، المطلوب من جماهير الحزب أن تمهد لأن ينبع القرار من القواعد، إنه العلاج الجذري لهذه الظاهرة، أي لقاءات وتجمعات وأحاديث بالإملاء قطعاً لن يجدي، نحن نتحدث عن لم الشمل بالاستعجال لقيام المؤتمر على أسس واضحة جداً، فيكون حزبنا حزب مؤسسات.
*أزمة المؤسسات من متلازمات حزب الأمة.. حتى أضحى بالنسبة للجميع يعرف بحزب الرجل الواحد؟
-لا يوجد أدنى شك أن حزب الأمة يعاني من خلل تنظيمي، وبالتالي لا يمكن معالجته بتكرار ما يقال من خارج حزب الأمة، قلنا إن معالجة الخلل التنظيمي بالرجوع إلى قواعد حزب الأمة.
*ما رأيك فيما أشيع عن لقاء الدكتورة “مريم المهدي” برئيس الجمهورية، والهجوم الذي تعرضت له من شباب الحزب في الأسافير؟
-لا تعليق لدي.. (أنا ما مهتم بفلان وعلان)، أنا مهتم بقضايا الحزب.
*يقال إن الإمام “الصادق المهدي” يتعرض لضغوط شديدة من أجل المشاركة في الحكومة؟
-لا شك أن الإمام معرض لضغوط كبيرة جداً، هذه الضغوط مصادرها مختلفة، نتمنى أن يتغلب عليها ويعجل بالمؤتمر العام،  لحل كل هذه القضايا ويكون القرار النهائي للمؤسسات.
*في تقديرك.. هل هنالك احتمالات أن يشارك الحزب في الحكومة القادمة؟
-حزب الأمة له خط واضح جداً متفق عليه، نحن نتحدث عن حل لقضايا السودان، لا يمكن أن يتم في إطار الحكومة القائمة، ولا يمكن أن يتم في إطار يضعه حزب المؤتمر الوطني، لذلك عندما نتحدث عن حوار كمبدأ لا يرفضه شخص عاقل، هناك فرق بين حوار لإخراج البلد من أزماتها، وبين حوار لخدمة أجندة الحكومة والمعارضة، المطلوب بأن يحدد هدفه وتكون نتيجته الانتقال بالسودان من مرحلة إلى مرحلة جديدة، لذلك نحن نتحدث عن حكومة انتقالية، هذه الحكومة  مفوضة وتختلف عن حكومة ما قبل الحوار، وبصلاحيات تمكنها من إيقاف الحرب، وتحقيق السلام العادل، والتحول الديمقراطي، أما إذا كانت ستأتي في إطار تسويات أو مساومات، قطعاً هذا لن يحل مشكلة البلد، ولا يمكن أن يتماشى مع خط حزب الأمة.
*حزب الأمة مؤخراً .. رهن نفسه للحركات المسلحة؟
-هذا حديث غريب، العلاقة مع الحركات المسلحة بالنسبة لحزب الأمة، قامت في عهدي، وكنت أنا الرابط، الحركات المسلحة وصلت إلى مرحلة رفع السلاح لأن مطالبها مشروعة، حزب الأمة ليس جديداً عليه حمل السلاح، لقد حملنا السلاح من قبل ضد الحكومة الحالية، ولكن وصلنا إلى قناعة نتيجة للتحولات التي كانت على مستوى الأحزاب السياسية، أو الحكومة، أو المنطقة، بأنه إذا توصل الجميع إلى حلول سياسية مرضية، تخاطب تطلعات الشعب السوداني، وتخاطب تطلعات من حملوا السلاح، والأفضل أن يكون الحل سياسياً، إذا استطاع حزب الأمة الانتقال بالحركات المسلحة من رفضها للحل السياسي إلى قبولها به، اعتقد أنه مكسب وطني سيحققه الحزب، ويجب أن يشكر عليه ويجب على الناس أن تقدر هذا الموقف، بالتالي الحل السياسي الطبيعة المطلوب فيه أن يخاطب قضايا البلد، وفي ذات الوقت إلا يجير الحوار لمصلحة المؤتمر الوطني.
*في النهاية مواقفكم تصب في نهر الحركات المسلحة؟
-الحركات أيضاً تتحدث عن الحل السياسي، وتربطه بقضايا المواطنين بالصورة المقبولة للشعب السوداني، هذا الأمر يعتبر تحولاً كبيراً جداً.
*الحركات المسلحة ومن خلفها أحزاب نداء السودان.. رهنت مشاركتها في اللقاء التحضيري، بفتح ممرات الإغاثة، ووقف الحرب؟
-هذه قضايا تفاوضية، وهذه قضيتهم هم، ومن حقهم أن يتحدثوا عنها، السؤال المطروح، هل وافقت الحركات على الحل السياسي؟، أما التفاوض فهو مجرد تفاصيل، أنا أتحدث عن مبدأ الحوار، بنفس القدر الذي يرغب فيه المؤتمر الوطني تمرير أجندته، ترغب الحركات في تمرير أجندتها، نحن كانت فكرتنا منذ البداية وللأسف الشديد لم تتم، أن يكون الحوار بين حكومة ومعارضة، وبعد الاتفاق على وثيقة للمعارضة تعبر عن وجهة نظرها، ووثيقة للحكومة تعبر فيها عن رأيها، يبدأ التفاوض على أساس أن بعد الناس أو قربها من قضايا البلد وفقاً للوثيقة، إشكالية الحوار تلخصت في اجتماع الناس وبدأ كل على حدة يبدي رأيه، وأضحى الجميع يدورون في فلك الاتفاق على رأي موحد، وبالتالي لن ينجح حوار في الدنيا ما لم يحدد هدفه، يجب على العقلاء في السودان أن يحددوا الهدف من الحوار.
*دائماً ما يكون موقف المعارضة ضعيفاً، حتى إبان التوقيع على خارطة الطريق؟
-أنا لا أتحدث عن موقف المعارضة القوي أو الضعيف، نحن نتحدث عن الهدف من الحوار، كيف تخرج البلاد من أزماتها بينما فصيل واحد من القوى السياسية مالك كل شيء ومتحكم في الإعلام وكل أجهزة الدولة، ولم يوافق حتى على أن تكون هنالك بيئة مناسبة لأجل الحريات، الخلاف الأساسي حول الحريات.
*(مقاطعة).. المعارضة وقعت على خارطة الطريق بدون أي تنازلات من الحكومة؟
-أنا أتحدث عن مبادئ عامة  مؤمن بها، أن هذا النظام إذا استمر بشكله الحالي، هذه البلاد ستواجهها كارثة كبيرة، وبالفعل التوقيع بهذه الشاكلة هو نقطة ضعف للمعارضة.
*الإمام “الصادق المهدي” أصدر بياناً تبرأ فيه من عضوية “مبارك الفاضل” لحزب الأمة.. ما تعليقك؟
-أنا ضد الصراعات الماثلة الآن، وشخصنة القضايا، حل قضية حزب الأمة بأن نعود إلى مؤسسية الحزب ومعالجة الخلل التنظيمي، لا يمكن أن تعالج إلا ببناء الحزب من القاعدة إلى القمة وبأسس واضحة وجلية.
*بات واضحاً أن قضية “مبارك الفاضل” حولها خلاف داخل حزب الأمة، لأن أحد القيادات غادر الاجتماع الذي عقد لمناقشة قضية “مبارك الفاضل”؟
-الأسلوب الذي تم به الأمر مدان بالنسبة لي، ويؤكد الخلل في الحزب، وعلاجه بالرجوع إلى جماهير الحزب.
*هناك هجوم غير مبرر من أبناء الإمام “الصادق” على “مبارك الفاضل”؟
-مشكلة حزب الأمة في بيت “المهدي”، وكل الخلافات التي تمت سببها عادة ما يكون أحد المنتمين لبيت “المهدي”، أنا أحترم بيت “المهدي” ولا لدي أدنى شك بأن به الكثيرين عملوا عملاً كبيراً يجب أن يحترم ويقدر، ولكننا ما زلنا نقول ونحن طلاب مستقبل ومع علاج قضايا حزب الأمة، إنه وفيما يخص الناس الذين يتم اختيارهم وتصعيدهم إلى مواقع محددة في حزب الأمة من المؤتمرات القاعدية، وحتى رئيس الحزب يجب أن يتم ذلك عبر مؤسسات الحزب وعبر جماهيره، وألا يكون لأي شخص أياً كان موقعاً محجوزاً له، هذه المواقع المحجوزة مستقبلاً لن تحدث، لأن الشباب أصبح على قدر من الوعي.
*الحزب مواقفه تجاه عضويته أصبحت ضعيفة، وأعني هنا موقف الحزب تجاه قضية “عماد وعروة الصادق”؟
-العكس تماماً.. قضية “عماد” و”عروة الصادق”، وجدت مساندة من كل المنتمين لحزب الأمة سواء أكان في المؤسسات أو خارجها، وهذه النقطة لا خلاف عليها، وكانوا يحضرون بالمئات حضوراً منتظماً، وتبنوا الدفاع عن موقف الشباب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية