نائبة رئيس حزب الأمة القومي الدكتورة"مريم الصادق المهدي" في حوار مع (المجهر السياسي ) (1-2)
* نعم مشاركة “عبد الرحمن” في حكومة الوطني تحدث لبساً في موقف حزب الأمة لأن المتوقع من الابن أن يمشي في اتجاه أبيه .. ولكن … !
في 10/10 من الشهر الجاري بدا موقف حزب الأمة القومي غامضاً و مربكاً تجاه الحوار الوطني الذي اختتم بصدور توصياته في المؤتمر العام في ذلك اليوم.. و تناثرت الأخبار المتقاطعة هنا وهناك، بعضها يؤكد أن الحزب الذي جلس ممثلاً له في طاولة المؤتمر السيد “مبارك الفاضل”، أجرى اتصالاً هاتفياً بمؤتمر الحوار، كما بعث رئيسه الإمام “الصادق المهدي” برسالة مكتوبة تلاها أمام المؤتمرين الأمين العام أمنت على مخرجات الحوار الوطني-، في الوقت الذي نفت فيه أخبار صادرة عن الحزب ذلك، ووصف بيان أصدره حزب الأمة القومي، في ذات اليوم ما يجري في القاعة تحت مسمى الحوار الوطني – بحسب تعبير البيان – بأنه تمثيلية.
الأخبار والأخبار المضادة الصادرة بالخصوص أضفت على المشهد هالة من العتمة والضبابية .
حوار – سوسن يس
(المجهر السياسي) حاولت أن تستجلي المشهد، بالجلوس مع الدكتورة “مريم المهدي” نائبة رئيس حزب الأمة القومي ومعرفة حقيقة ما يجري ما بين حزب الأمة القومي ومؤتمر الحوار الوطني. فماذا قالت دكتورة “مريم”؟
هذه هي مضابط الحوار :
{ دكتورة “مريم” موقف حزبكم من الحوار الوطني ومن مخرجاته غير مفهوم والأخبار التي تصدر بالخصوص متضاربة .. الحكومة تقول إن الامام “المهدي” أرسل رسالة أشاد فيها بالخطوات التي تمت وأن رسالته تحمل موقفاً إيجابياً .. في حين أن حزب الأمة ينفي ذلك وأصدرتم بياناً وصفتم فيه الحوار بأنه تمثيلية .. فأين الحقيقة ؟
– مرحب بيك الحبيبة أستاذة “سوسن” وأنا سعيدة بالالتقاء بك وأشكرك على المباشرة والوضوح في السؤال ..
– دعيني، وحتى نكون واضحين، دعيني أقرأ لك نص الرسالة (عشان لا نحن نؤلف ولا هم يؤلفوا) .. أولاً نحن موقفنا من الحوار عموماً كمبدأ، كمدخل للتغيير والسلام والاستقرار والتصالح في السودان موقف واضح شديد الوضوح شديد الجلاء مبني على فكر سياسي عميق وتجربة سياسية كبيرة، استصحبت تجاربنا في السودان والتجارب العالمية، لذلك نحن موقفنا شديد الوضوح وربما من شدة وضوحه يعمى أحياناً على بعض الناس ! نحن نتحدث عن الحوار الوطني كأساس لحل سياسي في السودان يفضي إلى تغيير سياسي شامل يطال تركيبة الدولة والحاكمين، وبالضرورة فلسفة الحكم حتى يفضي لسلام واستقرار وصلح ومشاركة أي إلى ديمقراطية – أما حوار “البشير”، وأنا سأكون واضحة جداً، فنحن ظللنا نقول حوار الوثبة وآخرون يقولون حوار القاعة، والبعض يقول حوار كذا وحوار كذا، في الحقيقة هو حوار المشير .. لأن من دعا له هو المشير، ومن يتكلم فيه هو المشير، (وفهمو عند المشير ومافي فاعلين فيه غير المشير) .. وضمانته عند المشير! وأنا أمس كنت مشاركة في ندوة مع عدد من الذين شاركوا في حوار المشير، فبعضهم قال (الضامن الله) وبعضهم قال (الضامن البشير) !
نحن في حزب الأمة قلنا بوضوح إن حوار الوثبة مات .. مات منذ مايو 2014 .. لذلك طيلة هذا اللقاء أنا سأسمي لك هذا الحوار بحوار “البشير” أو حوار المشير .
– نحن كتبنا للرئيس أمبيكي في يوم 19 يونيو من هذا العام وقلنا بوضوح – وكان هناك لبس في توصيف هذا الحوار الذي جاء الحديث عنه في خارطة الطريق التي اقترحها الرئيس أمبيكي في المادة 3 – في مقدمة المادة 3 وفي الفقرة 1 والفقرة 2 من المادة 3 – كان هناك لبس في توصيف هذا الحوار، ونحن أجلينا اللبس بخطاب كتبناه للرئيس أمبيكي في يوم 19 يونيو، وأمبيكي رد على خطابنا بقبول موقفنا بل وبالبناء عليه في خطاب بعثه إلينا في يوم 23 يوليو من هذا العام 2016 .. نحن قلنا لأمبيكي في خطابنا له إننا على استعداد كامل لأن ننظر في مخرجات حوار المشير “البشير” – وفي ذلك الوقت لم يكن هناك أحد يسمي الحوار بهذا الاسم، فكما قلت لك أنا سأسميه هكذا حتى أميز بينه وبين الحوار الوطني كمبدأ) – قلنا له نحن على استعداد كامل لأن ننظر في المخرجات ونبحثها لأنه ليس لدينا موقف مسبق من الذين شاركوا في هذا الحوار. وفي هذا الإطار كان الحبيب الإمام قد تلقى نسخة من توصيات الحوار من السيد “هاشم علي محمد سالم” الأمين العام للحوار والإمام كتب له خطاباً هذا هو نصه.
{ مقاطعة: متى كان ذلك .. متى بعث الإمام “المهدي” بالخطاب للأمين العام ؟
– هذا كان قبل يوم 10/10 .. في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر. كتب له يشكره ويعلق له على هذه المخرجات وهذا هو نص خطابه:
(إخواني وأخواتي رئيس وأعضاء الجمعية العمومية للحوار الوطني بالداخل.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبعد. منذ فترة أرسل لي الأستاذ “هاشم علي محمد سالم” نسخة من توصيات لجان الحوار مشكوراً . إن نداء السودان وبالتالي حزب الأمة القومي لم يشترك في هذا الحوار، ولكن مخرجاته تهمنا أرجو أن تحقق تلك المخرجات قرارين هما (1) التسريع بمهمة وقف العدائيات وانسياب الإغاثات الإنسانية وسائر إجراءات بناء الثقة . و(2) تنفيذ الالتزام بخريطة الطريق التي وقعت عليها الأطراف المعنية لجعل الحوار الوطني شاملاً . إذا تحققت هذه المخرجات فإنها سوف تفتح الطريق لاتفاق شامل حول السلام والحكم القومي والدستور الدائم. إن البلاد في أمس الحاجة لإنهاء الحرب وكفالة الحريات والتحول الديمقراطي.. أرجو أن نلبي جميعا نداء الوطن . وبالله التوفيق).
ومباشرة في صباح يوم 9 أكتوبر اتصل بالحبيب الإمام في “القاهرة” المشير “البشير”.
{ إتصل الإمام بالبشير أم “البشير” بالإمام ؟
– اتصل المشير “البشير” بالحبيب الإمام ليقدر له موقفه، وراجياً أن يتمكن الناس كلهم من تحقيق الوفاق الوطني، والإمام “الصادق” شكره على الاتصال وقال له علينا جميعاً أن نوفر إستحقاقات هذا الوفاق . واستحقاقات الوفاق هي التي ذكرها الإمام في خطابه للأمين العام السيد “سليمان” .
هذا هو حقيقة ما تم في الأمر. فموقف حزب الأمة من الحوار موقف ثابت .. ونحن عندما قلنا إننا سندرس مخرجات الحوار فإننا سندرس مخرجات الحوار الذي امتد لـ32 شهراً بصورة تفصيلية مثلما فعلنا في السابق مع اتفاقية نيفاشا، فاتفاق نيفاشا نحن كان لدينا موقف سياسي واضح منه في كل مراحله لكن في ختامه أجرينا دراسة تفصيلية، أثبتت الأيام صحتها وحقيقتها وأثبتت عمق رؤيتها وملامستها للواقع .
الآن نحن لدينا موقف واضح من حوار المشير ولكننا نقوم بدراسة تفصيلية تؤكد وعي الحركة السياسية السودانية وتؤكد وعي حزب الأمة باعتباره حزب الاستقلال وحزب الشعب السوداني .
{أشكرك على التوضيح .. ولكن يا دكتورة ألا ترين أن خطاب الامام لمؤتمر الحوار هو الذي تسبب في الضبابية التي حدثت .. فهذا الخطاب يبدو وكأنه يحمل موقفاً ايجابياً من مخرجات الحوار الوطني . . ؟
– يا حبيبة القصة ليست قصة إيجابي وسلبي .. نحن إيجابيون تجاه كل ما يحدث في السودان .
شوفي يا أستاذة “سوسن”، حكاية المعارضة التي تقذف كل شيء بالحجارة وحكاية الحكومة التي تطفئ شمعة والمعارضة التي تلعن الظلام، هذه نحن في حزب الأمة القومي لا نعرفها. هناك من يريدون منا إما أن نقذفهم بالحجارة ونشتمهم ونقول لهم كل ما أتى منكم خطيئة وخطأ .. أو أن نندرج وننداح معهم تماماً .. لا يا حبيبة، حزب الأمة مبدأه الثابت منذ إنشائه – وبإمكانك أن تراجعي تأريخه كله، مبدأنا الثابت هو أننا (لسنا ردة فعل بل نحن فعل) .. لذلك من يأتي بعمل نقول له هذا العمل فيه الجانب الإيجابي وهو كذا وكذا وفيه الجانب غير الإيجابي وهو كذا ونعمل على أن نبني على المشتركات .
– هل تعلمين أنه لولا رشد حزب الأمة ولولا قدرته على قيادة السودان وقيادة الحركة السياسية نحو فعل راشد لانتهى حوار “البشير” هذا تماماً، ولما قامت له قائمة منذ مرحلة الوثبة الأولى ؟ مع أن “البشير” نفسه قتل حواره في اللحظة التي منع فيها الحريات واعتقل الإمام “الصادق” واعتقل الأستاذ “إبراهيم الشيخ” وقام بالترويع الذي أحدثته أجهزته الأمنية في تلك الفترة الأولى .. ولكن نحن الذين أعطينا جدوى لهذا الحوار بإعلان باريس . إعلان باريس أعطى زخماً للحوار لأن أهم قوة حاملة للسلاح وقفت وقالت الحوار هو الخيار الأفضل . وهذا هو الذي فتح الباب أمام اتفاقية أديس في سبتمبر 2014 وهذا هو الذي جعل للحوار ضمانة إقليمية بالقرار (456) من مجلس الأمن والسلم الأفريقي الذي صدر في 12 سبتمبر من عام 2014 .. في كل مرحلة من مراحل الحوار كنا نحن من يعطي الحوار جدوى .. لماذا ؟ لأن رؤيتنا لا تقوم على المكاواة، ولا تقوم على التركيز والنظر في نقطة (انتو غلطانين انتو غلطانين انتو غلطانين)..
– الخطأ تراكم علينا طيلة (27) عاماً فلو أردنا أن نقول لا طريق إلا طريق المواجهة الشاملة إلا الغضب الشامل فإن هذا من الممكن أن يحدث، من الممكن أن نقول ذلك ولكن أنظري .. هذا هو الطريق الذي نسير فيه الآن في السودان .. السودان الآن مدفوع بسياسات خرقاء وحمقاء للغضب الشامل للمواجهة الشاملة ما بين كل مكوناته. لكن نحن نحاول بطريقة مقصودة وبطريقة واعية أن نجد مشتركات نقدر على البناء عليها حتى نخرج بصيغة يكون للجميع كسب فيها . وليس بمواجهة مثل التي وضع المؤتمر الوطني نفسه فيها (أنا أو الباقين كلهم يحرقوا) .. هذه الطريقة لو مضينا فيها فسنكون جميعنا خاسرين .
صحيح هم ما توقفوا لحظة من محاولات عمل تلبيس على مواقفنا .. ( حتى مشاركة أخوي اللواء عبد الرحمن المهد) وهم يعلمون تماماً أنه عندما قرروا أن يعينوه معهم مساعداً للرئيس هو كان منذ ما لا يقل من العام لا علاقة له بحزب الأمة القومي .. لأنه كان قد استقال من كل مناصبه من الحزب عندما رجع إلى الجيش . نحن دستورنا في الحزب لا يسمح لمنتسبي القوات المسلحة ولا لمنتسبي القوات النظامية أن يكونوا وهم في أثناء الخدمة أعضاء بالحزب في أي مستوى من المستويات. هم يعلمون ذلك جيداً .. والإمام “الصادق” أعلن ذلك والمكتب السياسي بالحزب أعلن ذلك واللواء “عبد الرحمن” نفسه، آنذاك أعلن ذلك . لكنهم ظلوا وحتى آخر لقاء أجري مع المشير “البشير” – اللقاء الذي أجراه معه “حسين خوجلي” .. ظلوا يعملون (تلبيس)، المشير “البشير” قال إن “عبد الرحمن الصادق” ( ترك أبوه وانضم لينا)! قالتها بطريقة ساخرة ثم تابعت:
– شوفي مستوى المحاولات – على أعلى مستوى بهذه الصورة . ولكن كل مراقب موضوعي سيفهم أن هذا دأبهم .. نحن لا نريد أن نتعامل معهم بردة الفعل، ليس لأننا (ما فاهمين البعملوا فيهو أو ما عارفنو أو ما متابعنو وما راصدنو – أبداً) .. لكن نحن نتعامل معهم بأسلوب الكبير، بأسلوب العاقل الذي في ذمته غير العاقل.
{ لكن يا دكتورة هناك سؤال : بصراحة ما الذي يدفع “عبد الرحمن المهدي” للعمل مع حكومة المؤتمر الوطني ؟
– هذا السؤال تطرحيه على “عبد الرحمن المهدي” يا حبيبة .
{ أنت كنائبة رئيس الحزب وكأخت لعبد الرحمن …
مقاطعة بسرعة: (لأ .. كدي اسمعيني براحة يا حبيبة .. أنا زولة أنتمي لأسرة إذا قعدتا أجاوب عن أفرادها – فستجدينني في كل صباح أتبنى شخصية ما شخصيتي . أنا “عبد الرحمن” أخوي .. العلاقة بيننا محترمة في إطارها الإنساني وفي إطارها الاجتماعي وفي إطارها الديني .. أي سؤال حول “عبد الرحمن” كشخصية عامة حول تصرفاته أو آرائه السياسية يوجه له هو .. أنا نائبة رئيس حزب لا أتحدث عن أفراد وإنما أتكلم عن حزبي. فأمشي طوالي شيلي هذا المسجل وأمشي أسأليهو) .
{ السؤال في أذهان الناس و هو سؤال مهم – لأن موقف “عبد الرحمن” نفسه أحدث نوعاً من الضبابية واللبس .. ؟
– قالت بسرعة: (عليكم الله وعشان تكونوا صحافة مهنية ما تخلطوا الكيمان) ..
– (الحكومة دي كلها العملها منو ؟؟ الإنقاذ دي كلها العملا منو ؟؟ عملها أبو أخواني .. زوج عمتي شقيقة أبوي . فإذا تحدثت لك عن الأطر الأسرية … الحديث عن الأطر الأسرية بعيد جداً).
– أنت سيدة مهنية أنا أشكرك على أسئلتك المباشرة .. فبنفس القدر، إذا عندك أي سؤال عن أفراد أسرتي الممتدين ما شاء الله المختلفين ما شاء الله فأنا لا أقدر على الحديث عنهم .. أنا أتحدث كنائبة رئيس حزب .. حزب الاستقلال الحزب الأكبر في تاريخ السودان والأكثر تمدداً في جغرافية السودان وتأريخه ، فاسأليني عن مواقف الحزب .
{ طيب أنا أريد أن أسأل نائبة رئيس حزب الأمة القومي، عن موقفها ورأيها في مشاركة ابن رئيس الحزب، وشقيق نائبة رئيس الحزب في حكومة المؤتمر الوطني .. ألا ترين أن هذه المشاركة صنعت نوعاً من الضبابية وعدم الوضوح حول موقف حزب الأمة؟
– (ما عندها علاقة .. ما عندها علاقة أبداً) .. أنتم تتحدثون عن التوريث وعن أن حزب الأمة قائم على الأسرية و …
{ مقاطعة : أنا لا أتحدث عن التوريث .
– (أنا فاهمة سؤالك يا حبيبة فما تتخيلي أني ما فاهماهو ) .. حزبنا نحن يقوم على أسس المؤسسية، عندنا مرجعيات دستورية .. التصعيد في داخل الحزب يتم وفقاً لهذه الأسس ولا يتم وفقاً لأسس أسرية . أنا “مريم” هذه – محل الاتهام الاول بالأسرية وبالتوريث داخل الحزب . الحزب أثبت أنه عندما أراد أن يعين نائب رئيس نظر للوائح الحزب ونظر للأنسب وصمد عند هذا الموقف. وثارت عواصف .. البعض قال لا لم يتم تعييني .. والبعض من قيادات الحزب عملوا اعتراضات وفي النهاية الرأي الذي غلب كان هو الرأي الذي انبنى على المؤسسية.
في ما يخص ابن الإمام ابن رئيس الحزب، بالتأكيد الموضوع يعمل لبس ولكن – لماذا لم يعمل لبساً للناس الذين ينتمون لأنصار السنة فذهب أبناؤهم مع الشيوعيين؟ ولماذا لم يعمل لبساً للذين ينتمون إلى الشيوعيين فذهب أبناؤهم مع أنصار السنة؟؟ (نعم اللبس بحصل لأنو متوقع من الشخص أن يمشي في ذات اتجاه أبوه .. نعم صحيح هذا هو المتوقع والطبيعي .. لكن الغريبة لما يبقى طبيعي زي حالتي أنا الناس برضو بتهموه) .. أردفت العبارة بضحكة قصيرة ثم تابعت: ولهذا السبب .. أصدر الإمام “الصادق” بياناً – وأصدر المكتب السياسي بالحزب بياناً .. لم يكن هناك أي سبب يجعل الامام “الصادق” أو المكتب السياسي يصدرا بياناً .. فلماذا فعل الإمام “الصادق” ذلك؟ ولماذا فعل المكتب السياسي ذلك؟ لأنهم معترفون بأن هذا شيء من الممكن أن يحدث لبساً .. اعترافاً بهذا، واعترافاً بواقعنا الثقافي وبأعرافنا أصدر الحبيب “الصادق” بياناً قال فيه (عبد الرحمن ابني نعم، وابني الكبير نعم، لكن في مشاركته في حكومة الإنقاذ لا يمثلني كأبيه ولا يمثل مؤسساتنا كلها) .. وكذلك المكتب السياسي أصدر بياناً أكد فيه أن العقيد “عبد الرحمن الصادق” ابن رئيس الحزب لا يمثل الحزب ولا يمثل أبيه رئيس الحزب . . و”عبد الرحمن” نفسه لأنه يهمه أن لا يكون مصدراً لأي لبس أو تلبيس، وافق وذكر كلاماً أساسياً عند القسم وقال أنا فلان الفلاني لا أمثل حزب الأمة ولا أمثل والدي الإمام “الصادق” .
– و السيد “مبارك” اتهمنا وأساء وشتم وقال تأليفات غريبة جداً على رأسها أن هناك (اتفاق سري) ..
{ اتفاق سري بين من ومن ؟
– بيننا في حزب الأمة وبين ناس الحكومة أن ندخل “عبد الرحمن” الحكومة .. الله يسعدك يا أستاذة “سوسن” هل هناك في هذا السودان سرية تستمر سنة ؟؟ هذه الآن سرية استمرت خمس سنوات .. وصلنا أقصى درجات المواجهات وحدث ما حدث ولم تنكشف، فالظاهر أن أكبر المتهمين لنا، وجد أن (هذه الحاجة السرية ما باينة .. فلذلك يحاول أن يدخل في الحكومة ! وهو الآن مجتهد ومتشعبط بكل ما أعطاه الله من قدرات أن يدخل في هذه الحكومة).