تقارير

"البشير" و"السيسي".. قمة المصالح الاقتصادية

في اللقاء الثنائي رقم (17)
تقرير- عماد الحلاوي
(هذه القمة ستكون قمة المصالح الاقتصادية).. هكذا قال وزير التعاون الدولي “كمال حسن علي” لـ(المجهر)، وأضاف إن الزيارة فيها دعم كبير للعلاقات السودانية المصرية خاصة وأن اللجنة الوزارية لم تجتمع منذ سنوات وتجتمع اليوم في ظل معطيات جديدة بافتتاح معير “أرقين” الحدودي، الذي سيساهم بشكل فعال في زيادة حركة التجارة بين البلدين ودول القارة الأفريقية.
ويذهب المتخصص في الشأن الأفريقي البروفيسور “حسن مكي” في اتجاه آخر مؤكداً لـ(المجهر) أن الغرض الأساسي من الدعوة المشاركة في احتفالات مصر بـ(6 أكتوبر) وتكريم “البشير” باعتباره أحد المشاركين فيها. وتوقع أن يناقش اللقاء بين الرئيسين قضايا  الحريات الأربع التي التزم بها السودان، وقضايا المعابر والحدود (حلايب) بالإضافة إلى الحوار السوداني الداخلي.
ويرى المحلل السياسي البروفيسور “حسن الساعوري” أن القضايا التجارية ستكون قد حسمت بواسطة اللجان الفنية المختصة ويبقى للقمة التوقيع فقط، وهي ليست من قضايا الأمن القومي وإنما من قضايا المصالح المشتركة، لتظل قضية (حلايب) جزءاً من الأمن القومي ومقدمة على التجارة والثقافة، لذلك يجب أن تطرح في القمة، بل في أعلى أجندة القمة.
وينظر المراقبون إلى لقاء الرئيس المشير “عمر البشير”، والرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” غداً، على أنه لقاء تاريخي يؤسس لعبور مرحلة جديدة من العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، بعد التطور الإيجابي والتعاون الذي شهدته العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة.
ومنذ 30- يونيو 2014 واعتلاء “السيسي” دفة القيادة في مصر، هناك (16) لقاء ثنائياً عقد بين زعيمي البلدين سواء في مصر أو السودان أو على هامش فعاليات عربية وأفريقية ودولية.
وزيارة “البشير” إلى القاهرة، تأتي في إطار انعقاد الاجتماع الأول للجنة العليا المشتركة التي ستعقد على المستوى الوزاري اليوم (4 أكتوبر) وبعد ذلك يوم غدٍ (5 أكتوبر) في قصر الاتحادية الرئاسي على مستوى القمة، وستشهد تلك الاجتماعات توقيع العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات التي تصب في مصلحة البلدين. ويشارك الرئيس “البشير” في احتفالات ذكرى أكتوبر المجيد، وسيتم تكريمه خلال احتفالات مصر بحرب أكتوبر، حيث شارك “البشير” فيها وكان على الجبهة مع القوات المصرية.
ويضم وفد الرئيس “البشير” وزير شؤون الرئاسة “فضل عبد الله فضل”، وزير الخارجية البروفسور “إبراهيم غندور”، وزير التجارة “صلاح محمد الحسن”، وزير الزراعة “إبراهيم الدخيري”، وزيرة الاتصالات والمعلومات “تهاني عبد الله” إضافة إلى وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتورة “سمية أبو كشوة”.
واجتماع اللجنة المصرية السودانية يعقد لأول مرة على مستوى الرؤساء في البلدين، كما أنه يعقد بعد انقطاع خمس سنوات. وتوجد (٣٠) لجنة للتعاون الثنائي بين السودان ومصر سواء صحة أو التعاون العسكري أو مواصفات ومقاييس أو الزراعة والجمارك، وتم دمج هذه اللجان في سبعة قطاعات، وسيتم عقد اجتماعات كبار المسؤولين والوزراء على أساس ستة قطاعات هي: السياسية والأمنية والقنصلية والتجارية والاقتصادية والري والخدمات والتربية والتعليم العالي والثقافة، إضافة إلى التعاون العسكري الذي تم التشاور بشأنه خلال زيارة رئيس الأركان السوداني لمصر التي التقى خلالها رئيس الأركان المصري وعدد من قيادات الجيش لبحث تعزيز التعاون المشترك.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الاجتماعات إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات الزراعة والاستثمار والصحة والتعاون القانوني والتعليم العالي والعلاقات الثنائية والثقافية، مشيراً إلى وجود تنسيق مستمر مع الجانب المصري لحسم الاتفاقيات التي سيتم توقيعها من قبل الوزراء المعنيين بحضور الرئيسين “البشير” و”السيسي” غداً (٥ أكتوبر).
وقال سفير السودان بالقاهرة “أحمد عبد الحليم” إنه يجري التواصل مع الجانب المصري لتوقيع وثيقة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين مصر والسودان خلال الزيارة. وأضاف إن هذه الاجتماعات المشتركة ستمثل نقلة تاريخية للعلاقات بين مصر والسودان، مشيراً إلى أنه رغم أن العلاقات بين البلدين هي علاقات أزلية وتاريخية إلا أن الناتج من العلاقات الاقتصادية والتجارية ضعيف وليس في مستوى تطلعات الشعبين، معرباً عن أمله في أن تساهم هده الاجتماعات في أن تنقل البلدين إلى الأمان وتعزيز الاستثمارات الاقتصادية في البلدين وربطهما بمشروعات تعود بالخير على مصر والسودان، وأن نتخطى الحديث عن العلاقات التاريخية إلى علاقات تنعكس خيراً على المواطنين.
وأضاف السفير قائلاً: (آن الأوان أن تتحول شعاراتنا إلى مصالح مشتركة في المجالات الزراعية والتجارية والاستثمارية ومشروعات يشعر بها المواطنون في البلدين). وأشار إلى أن الرئيسين “البشير”  و”السيسي” سيشهدان التوقيع على الاتفاقيات، وكذلك تبادل وجهات النظر حول القضايا والمسائل الإقليمية والأوضاع في ليبيا وهي دولة جوار مهمة جداً لكل من مصر والسودان وكذلك مناقشة الوضع في اليمن وسوريا وتعزيز عمل الجامعة العربية والتعاون في المحافل الدولية وفي إطار المنظمات المشتركة مثل الاتحاد الأفريقي.
وأكد السفير السوداني أهمية هذه الاجتماعات في التوقيت والمضمون، مشيراً إلى أنها تشكل عبوراً ممتازاً للبلدين في مرحلة جديدة تقام فيها شراكات كبيرة، معرباً عن ثقته في أن تؤدي هذه الاجتماعات إلى مخرجات ونتائج إيجابية كما ستولي الاجتماعات أهمية لتشكيل آلية للمتابعة وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
وكان  آخر لقاء جمع الرئيس “البشير”، بنظيره المصري “عبد الفتاح السيسي”، احتضنته العاصمة الرواندية كيجالي على هامش اجتماعات القمة الأفريقية، يوليو الماضي، وتناول التأكيد على خصوصية العلاقات المصرية السودانية والروابط التاريخية، واختتم بدعوة من “السيسي” إلى عقد “لجنة عليا مشتركة” في إطار العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية