عابر سبيل
التشرد بمنظور سعادة اللواء !
ابراهيم دقش
واللواء المقصود ليس سوى “الصادق سالم” محافظ الخرطوم الأسبق وعضو مجلس تشريعي ولاية الخرطوم، فقد صدر له سفر أنيق بعنوان [ظاهرة التشرد وسبل علاجها في ولاية الخرطوم] في مائة واثنين وعشرين صفحة من القطع المتوسط، وتتصدر غلافه صورة لأطفال مشردين تنطق بالبوس والتعاسة.. أما الإهداء فقد حظي به “إنسان” ولاية الخرطوم مع دعوة صادقة بأن يحرك كل فصل ومشهد ومقطع في الكتاب البحيرة الساكنة في ضمير الأمة.
لقد عرفت اللواء الركن “الصادق سالم” كأمدرمان وكعسكرة وكرجل سياسة ومجتمع وكمسؤول، وكل هذه (القبعات) تليق به وعليه، لأنه قريب من الناس، وفاجأني في 2005 حين كنت أدير لجنة البرنامج الأفريقي المصاحب للقمة الأفريقية في الخرطوم بمشروع متكامل فيه لمحة سياسية، ولمسة فنية، ولفتة إدارية، فقد جعل النيل من قبالة القصر الجمهورية حتى قاعة الصداقة (كرنفالاً) عائماً يحكي تاريخ أمة.
وهذه المرة فاجأني بمؤلفه الذي سرد فيه مفهوم التشرد وأسبابه المختلفة والآثار والانعكاسات الأمنية له والتشريعات القانونية الخاصة بتلك الظاهرة علاوة على محاولات إصلاح المشردين والإستراتيجية الموضوعة لذلك الغرض، ثم دلف لأهم النتائج قبل أن يقدم توصياته ويشير إلى مراجعه التي اعتمد عليها.
وقد اتفقت معي د.”أمل البيلي” وزير التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم في تقديمها للكتاب أن الأساليب التي اتبعها المؤلف لظاهرة تحوَّلت لمهدد أمني واجتماعي ركزت على العلمية التي تتجلى في العمل الميداني وفي قائمة المصادر والمراجع والدراسات والبحوث العلمية.
ولا أريد أن أفسد على من يريد الإطلاع على هذا السفر متعة القراءة لكن ما شدَّنى حقيقة هو الجزء المتعلق بأطفال الشوارع الذين يقيمون في الشارع ويشكلِّون نواة لمجرمي المستقبل، فقد قام سعادة اللواء بتصنيفهم:
• متعودون على الشارع كمصدر دخل أو لسد الرمق.
• يقيمون في مجاهل الشوارع والحواري المهجورة بدون حماية أو رقابة.
• منفصلون عن أسرهم.
• لهم علاقة بأسرهم لكنهم يضطرون لقضاء معظم الليالي في الشارع .
• نزلاء الملاجئ.
ولا أريد أن أصف سفر صديقي اللواء “الصادق سالم” بالمخيف خاصة وأن مؤلفه خبر الخرطوم كأعلى مسؤول إداري وسياسي في قمة سلطتها، راقب ورأى وسمع وقرأ التقارير واستمع إلى الوقائع من مصادرها ونزل إلى شوارعها (وقاعها)، ولكني اعتبر كتابه تقريراً مفصلاً يمكن أن يشكِّل مرجعيه لأي حكومة في ولاية الخرطوم خاصة الراهنة إن هي رغبت في مواجهة الواقع المرير في قاع + منها الثلاث ذات الحواشي والامتدادات الشرعية والعشوائية
فهل يقرأون ؟.