الحاسة السادسة
صنع في الصين !!
رشان أوشي
عنوان المقال لا يتحدث عن بضاعة صينية رديئة الصنع كتلك التي تفيض عنها أسواقنا المحلية، رديئة الكوالتي وباهظة الثمن، بل نتحدث عن علم السودان، نعم العلم الذي يرفرف في عِلية أي منشأة حكومية، صنع في الصين.أمس.. صباحاً على عادتها الجميلة بعثت لي الحبيبة “مريم الصادق المهدي” بهمة نشاطها الإسفيري الذي يضاهي نشاطها السياسي، بعثت لي على تطبيق (واتساب) بمجموعة صور وخبر صغير، مفاده:( اكتمل تصنيع عدد مقدر لعلم السودان بالصين استعداداً للحدث الكبير الذي تنظمه ولاية الخرطوم احتشاداً واحتفاءً بتسليم السيد رئيس الجمهورية الوثيقة الوطنية للحوار بالساحة الخضراء)، تخيلوا معي سادتي القراء حجم المأساة، حكومة الولاية أو رئاسة الجمهورية تصنع أعلاماً في جمهورية الصين، بينما بإمكان المحتشدين يوم الجمع العظيم الذي تنظمه الحكومة بإمكانهم جلب أعلام من بيوتهم التي لا تخلو من قطعة علم صغيرة اقتنيت ذات تشجيع لمباراة المنتخب أو غيره، وأيضاً بإمكان خياطين من السوق الأفرنجي القيام بمهمة حياكة الأعلام بأسعار أقل من ربع تكلفة الصناعة الصينية والترحيل من الصين للسودان.
بات واضحاً كالشمس، أن سماسرة الحشود الجماهيرية، ومقاولي فعاليات الدولة الرسمية، ينتظرون بصبر نافذ مثل هذه المناسبات لتتضخم أرصدة البنوك، وتمتلئ البطون التي لا تشبع، من قوت هذا الشعب المسكين، مبددين المال العام بلا أدنى وازع من ضمير أو محاسبة من جهة مسؤولة.