تحقيقات

يحدث في عالم كرة القدم : "الأنطون" قبل المدرب..!

شاخور يستعين  “بالفكي” في مباريات المريخ، وكذلك رئيس نادي التحرير..!
د. “شمس الدين”: الشياطين لديهم اهتمامات أكبر من الكرة
“الفاتح النقر”: لو كان هناك سحر في الكرة لحصدت نيجيريا البطولات العالمية
 “الديبة”: هي ظاهرة يبتدعها الإداريون للاستفادة منها مادياً
تحقيق – محجوب عبد الرحمن
الحديث عن  السحر والشعوذة والأناطين ودورهم في ميادين  الكرة السودانية وأثرهم على نفسية اللاعب السوداني وتحكمهم في نتائج الكره، يشغل كل مجالس الرياضيين ، وترتفع وتيرته مع الاحداث الرياضية الهامة ، والتى يميل البعض ، لنسبتها للأناطين . (المجهر) التقت عدداً من المختصين في مجال علم النفس وعدداً من الرياضيين، مدربين ولاعبين وإداريين، تمحور اللقاء معهم حول ثلاث نقاط، النقطة الأولى رأيهم في السحر والكجور في كرة القدم وأثرهما على اللاعبين ، وهل مثل هذه المواضيع حقيقة أم خيال.. والنقطة الثانية، ما يعرف بالحظ وسوء الطالع، الذي نجده مرتبطاً فوز فريق على آخر بوجود لاعب معين ،أو اللعب في يوم معين أو ارتداء شعار معين، مثل الحظ الذي يبتسم لنادي المريخ عندما يلعب يوم (السبت) أو متوالية فوز  الهلال السابقة بوجود المدرب “فوزي المرضي”.. والنقطة الثالثة، إذا كان لأحدهم قصة من هذا القبيل.
{ من عادات الشعوب التمسك بالصدف
  د. “عبد الرزاق عبد الرحمن”- كلية الأحفاد الجامعية- يقول إن من تقاليد وعادات الشعوب التمسك بالصدف، وهذه لا تعدو كونها مجرد صدفة،  إذا نجحت نقول إنه فعلاً قد بذل وراءها جهداً وإذا لم تنجح يرجع الأمر إلى الدجل، فالغيب معروف، ولا أحد يعلم الغيب غير الله تعالى.
وعن مسألة أن فوز الفريق على الآخر مرتبط بلاعب معين أو مدرب أو اللعب في يوم معين أو ارتداء فانلة معينة يوضح: (هذا الاعتقاد يتضح من كل المباريات التي كان يديرها هذا الشخص، فالنتيجة تكون في صالح فريقه ويرتبط في ذهن الجميع أن الفوز على هذا الفريق مرهون بوجود هذا الشخص مدرباً كان أو لاعباً وليس لديها تفسير علمي واضح فهو مجرد ارتباط).
{ مسألة غير جائزة شرعياً
 ويقول د. “شمس الدين زين العابدين” (جامعة الخرطوم): (أعتقد أن هناك سحراً وأن هناك شياطين يتعاملون مع البشر، ولكن لا أعتقد أن يعملوا في مجال كرة القدم، فهم لديهم اهتمامات أكبر بكثير من الاهتمام بالكرة، وأحياناً تكون مسألة ابتزاز إداري في كرة القدم،  ولديها أثر نفسي كبير على اللاعبين خاصة الذين يؤمنون بها)، وأضاف إن طبيعة الإنسان إذا أعتقد في شيء معين يؤثر هذا الشيء حتماً عليه ، وهي مسألة غير جائزة شرعياً.
 وقال ان للاعتقاد تأثيره إيحائي، فإذا اعتقد اللاعب مثلاً أن ارتداء فانلة معينة يقوده إلى الهزيمة ، فإنه يذهب إلى المباراة بروح انهزامية، ودائماً ما يتوقعه الإنسان يحدث له، فإذا ظن الخير يجده وإذا ظن الشر يجده.
{ نوع من الخرافات
(تعدّ مثل هذه الأشياء نوعاً من أنواع الخرافات لا أومن بها ولو أن للقضية أساساً  علاقة بالسحر لرأينا منتخبات أفريقية مثل نيجيريا تحصد البطولات العالمية).. هكذا ابتدر “الفاتح النقر” حديثه، وأضاف: (الواقع أن كرة القدم مقياسها الإمكانيات الفنية والإعداد الجيد وللآسف الشديد نجد أن هذه الظاهرة متفشية ويتعامل بها إداريون ومدربون معروفون حتى في مباريات هلال- مريخ ولو حصل الفوز يقولون هذا بسبب الفكي ، ولو حدثت الهزيمة يقولون هذا من  المدرب.. وهذه ظاهرة  متفشية في دول العالم الثالث). وقال: (دي زي قصة الأبراج فهي ليست أكثر من عوامل نفسية ولديها تأثيرها).
وحكى “النقر”: (في أحد لقاءاتي مع المغفور له الأمير “فيصل بن فهد” رئيس رعاية الشباب ورئيس الاتحادين السعودي والعربي لكرة القدم، تحدث الحضور  عن أسباب الفشل الذي ظل يلازم  المنتخب السعودي في بطولات كأس الخليج، فذكر لهم الأمير الراحل أن رجلاً مسناً له مكانته عندي أرجع أسباب الفشل إلى عدم استعانة المنتخب السعودي بالدمبوش “الفكي”، والأمير لا يؤمن بمثل هذه المسائل لكنه قال له حسناً سنستعين بالدمبوش، وفي أول مباريات المنتخب السعودي في البطولة خسر أمام العراق، وعندما سأل الأمير الرجل المسن عن سبب الهزيمة رغم استخدام الدمبوش ، كان رد الرجل أن دمبوش المنتخب العراقي كان أقوى من دمبوش المنتخب السعودي، وهذا  هو الذي أدى إلى الهزيمة).
ومن الطرائف أيضاً يحكي “الفاتح النقر” أن هناك مدرباً معروفاً تعاقد مع نادٍ درجة أولى فصرح لإدارة النادي أنه يريد مليوناً ونصف المليون شهرياً للاستعانة بـ”فكي” في مباريات الفريق.. وعن أشهر الذين يمارسون مثل هذه الأعمال رئيس نادي التحرير السابق “عثمان الحاج” ،والمرحوم “شاخور”.
{ السحر مذكور في القرآن
ويقول د. “عثمان إبراهيم”- جامعة النيلين- (أعتقد أن هذا الموضوع غيبي ويسمى في علم النفس علم ما وراء الحواس، ونعتقد أنه موضوع خاص بالدراسات والثقافات الإسلامية، وأنا شخصياً أؤمن بالسحر ، على ضوء ما جاء في القرآن الكريم ، والكجور الذي يمارس في كرة القدم نوع من أنواع السحر).
وأضاف إن التنبؤ القبلي أي معرفة الشيء قبل حدوثه جزء من ادعاءات بعض الناس، وربما تصدق هذه التنبؤات أو المعرفة القبلية، لكنها ليست يقينية أي أنها لا تحدث دائماً، إذا صدف هذا الادعاء أكثر من (20%) أصبح ضمن دائرة البحث العلمي لأن العلم لم يجد تنبؤاً يصل إلى درجة الـ(20%) وإذا كانت أقل من ذلك تعدّ صدفة.
{ خرافات
ويؤكد “محسن سيد” مدرب مريخ كوستي أنه لا يؤمن بمثل هذه الأشياء وكلها خرافات ولا يمارسها إلا الجهلة، والذين يعملون بمثل هذه الأشياء لديهم نقص في شخصياتهم، ويحاولون أن يكملوا هذا النقص بأمور من هذا القبيل، وهذا يحدث نتيجة عدم الثقة، وهذا الكلام موجود في علم النفس.
وأضاف: (هذا حظ  ونوع من الأيمان بالشيء فأنا شخصيا أؤمن  بالرقم 11 وحين أرتديه أعتقد أن هذا اليوم سيكون يومي. هنالك إداريون كانوا يعطوننا ورقاً “مربطاً” ،ويحثوننا أن نضعه في الشراب اعتقاداً منهم أن هذا يقودنا إلى الفوز، وإداريون آخرون يحثون اللاعبين على الدخول إلى الملعب بالرجل اليمنى، وهذه الظاهرة متفشية كثيراً في الوسط الرياضي).
{ لا يمكن إنكارها كمناشط
  د. “سعاد موسى” – كلية الأحفاد الجامعية- أوضحت أنها في اعتقادها مجموعة من الأعراف والمناشط عرفت منذ القدم، وقالت: (نحن في علم النفس لا نستطيع أن نؤكد وجودها، وهذه تعرف بظاهرة ما وراء الطبيعة ،وما وراء علم النفس، ولا تعدّ منهجاً أو جزءاً من علم النفس العلمي، ولكنها كمناشط لا يمكن إنكارها، فهي حاصلة).
وأشارت إلى أنه ولدراسة الظاهرة يجب أن نعلم لماذا في الأصل لجأ الإنسان لهذا الأمر، ولأن النجاح يعتمد على عوامل متعددة ولكي يحمي الإنسان نفسه فإنه يلجأ إلى هذه الأشياء، وهذه الظاهرة يعزى لها النجاح والفشل، وعدم الاعتقاد بالجانب الإيماني سلاح ذو حدين، فالغرب مثلاً لا يؤمن بمثل هذه الأشياء ودول العالم الثالث تفرط بالإيمان بها وكلاهما على خطأ.
وهناك الإيمان بالمعتقدات وتؤثر في أداء العمل، وهذا جانب مهم لتكوين شخصية بعض الناس والجانب الروحي والإيمان به، ونجد أن الأحكام تكون بربط النتائج السابقة وتكرار التجربة تؤثر في آرائهم.
  { تفقد اللاعب ثقته بنفسه
كذلك تحدث المدرب القومي المعروف “محمد محيي الدين الديبة”  قائلاً: (في الأساس لا تعدو كونها بدعة ويعمل بها الإداريون في الأندية وهي تفقد اللاعب ثقته بنفسه وهو ذاهب إلى المباراة، لأنه إذا فاز يظن أن الانتصار تحقق قبل المباراة بسبب الفكي أو المشعوذ ، وإذا انهزم كذلك ، وهي ظاهرة ابتدعها الإداريون للاستفادة منها مادياً)، وزاد بأن هناك بعض الإداريين يقول الفكي أو الأنطون قبل المدرب، وهناك إداريون يقولون إنهم ذهبوا إلى الفكي المعين وقد (كتف) المباراة بخمسة ملايين جنيه مع العلم أن النادي يعاني من افتقار إلى بنيته الأساسية.
وأضاف إن هذا الأمر شيء من النفسيات، فهناك من لا يلعب المباراة إلا بشراب معين أو رقم فانلة معينة، فهناك أناس يتفاءلون بهذه المسألة، وهي لا تعدو كونها مسألة نفسية.
ويحكي “الديبة: (في منتصف السبعينيات كنت ألعب في نادي الامتداد درجة ثانية موحد، وفي مباراة مهمة ومصيرية مع فريق شمبات تحدد الصاعد إلى الدرجة الأولى، وكان لدينا لاعب يؤمن أيماناً قاطعاً بمسألة الفكي أو الأنطون، وهو ذاهب إلى منطقة العشش السابقة جوار السوق الشعبي حالياً قابله كابتن الفريق حامد طاعون وهو لواء في الجيش حالياً وعندما سأله إلى أين أنت ذاهب أجاب أنه بصدد الذهاب إلى الفكي “لتكتيف” المباراة وأنه سيدفع له “جنيه” ولأن الجنيه كان يساوي مبلغاً كبيراً آنذاك فقد أقنعه كابتن الفريق أن الجنيه لو وزع على اللاعبين كحوافز فهذا سيكون أفضل، وقبل المباراة أعطى الكابتن حامد طاعون كل لاعب قطة ورقة ونبه إلى وضعها تحت الشنكار، فظن الجميع أن الكابتن حامد طاعون قد ذهب إلى فكي “لتكتيف” الكورة، وبعد المباراة التي فزنا بها على شمبات أخبرنا الكابتن أن الأوراق التي أعطانا إياها لم تكن إلا قصاصات صحيفة قديمة وجدها في النادي وأن الجنيه الذي كان يريد به فلان تكتيف المباراة وأعطاءه إلى الفكي قررنا أن نوزعه عليكم كحافز).
وذكر: (في حادثة شهيرة، قبل إحدى مباريات الهلال وشمبات ذهبت إدارة شمبات إلى الفكي أو الأنطون فطلب منهم الفكي إحضار مهاجمي شمبات وكانا آنذاك محمد عثمان الهارت وغزالي فقال لهما الفكي ركزا بالتسديد في “الزوي” ويقصد التسديد في زوايا المرمى، فقال غزالي للهارات: الفكي ده مجنون ولّا شنو أنا لو لقيت فرصة أشوتها  في الزوي سبت- ويقصد حارس الهلال الشهير سبت دودو-  يقدر يشوف).
{ يجب إعداد الفريق جيداً
المدرب “شوقي عبد العزيز” أشار إلى أن هناك إداريين يؤكدون وجود مثل هذه الأعمال وبعضهم ينفيها، فيجب في البدء إعداد الفريق جيداً وترك مثل هذه الأمور، والكرة يدخل فيها الحظ بنسبة كبيرة، وفي رأيي أن هذه المسألة موجودة وعلى اللاعب أن يكون طاهراً وهو يدخل أية مباراة، وهناك مسائل مثل أداء القسم والرقية من قسم أو دعاء أو قراءة بعض آيات القرآن مثل (آية الكرسي أو الفاتحة أو المعوذتين أو يس) لأن (يس لما قرأت له) لها مردودها الطيب في بث الطمأنينة كما أنها تعطل أي شيء عمل ضد اللاعب من أعمال شيطانية شريرة، وأن يترك الأمر إلى الله تعالى، لكنني أؤمن بالجن والعالم الثاني، ويمكن أن يستخدم ما يعرف في عالم الجن بالخدام، وهم الذين يستخدمهم “الفقراء” لفعل حدث معين ،مثل تعطيل الناس، مثلاً أن يقول لك لاعب إنني أشعر بثقل في قدمي أو أن يكون غير مركز، والجن بالطبع لا يستطيع أن يحرك الكرة من مسارها على ما أعتقد، لكن يمكن أن يكون الحارس على غير عادته، مثل أن يفقد تركيزه نتيجة شيء ما، لكنها يمكن أن تكون متروكة لمهارات اللاعب.
وقال: (هذه مسألة تفاؤل وتشاؤم، كربط فوز فريق على آخر ورهنه بيوم معين أو شخص معين لأنه حدث أن انتصر هذا الفريق على آخر بوجود هذا الشخص عدة مرات، فيربط بين الانتصار على هذا الفريق ووجود هذا الشخص، وهناك آخرون يقولون إن المريخ عندما يرتدي شعاره الأصفر فإنه يخسر دائماً، ربما قد يكون المريخ خسر عدداً من المباريات وهو يرتدي شعاره الأصفر، فارتبطت هزائم المريخ بارتدائه هذا الشعار.. والقرآن حذرنا من التشاؤم).
ويقول “شوقي”: (لا أذكر حادثة حدثت لي في هذا الموضوع ولكنني عندما كنت لاعباً في الهلال أحياناً وفي بعض المباريات أشعر بأنني لست في حالتي العادية، وأنا كمدرب كنت أقرأ القرآن داخل الملعب وأجعل اللاعبين أيضا يقرأون القرآن في الملعب، ويقال إذا كان هناك شيء ضد فريق معين فإن هذا الشيء يزول إذا نزل دم على أرض الملاعب كإصابة أي من اللاعبين، ويحدث تغيير لسير المباراة والنتيجة، لذلك يقال إن أية مباراة يجب أن يُذبح لها ككرامة للمباراة حتى يبعد الدم أي شي حيك ضد الفريق).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية