(المجهر) في حوار فوق العادة مع الدكتور "الصادق الهادي" حول الحوار الوطني (1-2)
قطار الحوار الوطني (صفر) والتأجيل غير وارد إلا!!
تشكيل حكومة رشيقة غير مترهلة بعيداً عن المحاصصة
الحكومة لن تتخلى عن حلفائها السابقين ومشاركتنا لم تكن بغرض المناصب
الحركة الشعبية لها أجندة خاصة ولن نسمح بنقل الإغاثة من دول الجوار
مشاركة الإمام “الصادق المهدي” في الجمعية العمومية مهمة جداً
حوار – صلاح حبيب
لم تبق إلا أيام معدودات لانعقاد الجمعية العمومية للحوار الوطني التي ينتظرها الشعب السوداني وما تفض إليه من حلول جذرية لكثير من القضايا التي مازالت معلقة منذ ستين عاماً.. وحتى نقف على آراء بعض القوى السياسية والأحزاب..
التقت (المجهر) بالدكتور “الصادق الهادي المهدي” وزير تنمية الموارد البشرية رئيس حزب الأمة القيادة الجماعية في حوار مطول حول وجهة نظره حول مخرجات الحوار الوطني وما هو المستقبل للبلاد في المرحلة القادمة إضافة إلى مشاركة الحركات المساحة بعد انتهاء أجل الجمعية العمومية، وما هو شكل الحكومة القادمة ولماذا رفضت الحكومة توصيل الإغاثة عبر أصوصا الأثيوبية، وهل هناك أجندة من جانب بعض قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال والجبهة الثورية، وكيف ينظر إلى مستقبل حزب الأمة، ومن هو الأفضل لقيادته، مساعد رئيس الجمهورية اللواء “عبد الرحمن الصادق المهدي” أم الدكتورة “مريم”، وما هو موقف السيد “مبارك الفاضل” من الحزب، وهل يتوقع أن ينجح في قيادته، وما هو موقف الأنصار وحزب الأمة منه، نترك القارئ مع الجزء الأول من حوارنا مع الدكتور “الصادق الهادي” فكيف جاءت إجاباته حول ما طرحنا عليه من أسئلة.
{ اقترب موعد الجمعية العمومية للحوار الوطني 10/10/2016م كيف تقرأ المشهد وما هي توقعاتك لما سيتم؟
_ رؤيتنا كحزب سياسي في هذا الأمر -أي الحوار الوطني – طرحناها على أخوتنا في المؤتمر الوطني ممثل في الباشمهندس “إبراهيم محمود” مساعد رئيس الجمهورية وممثل الأمانة السياسية الأستاذ “حامد ممتاز” وقلنا لهم إن المرحلة القادمة مرحلة مفصلية في تاريخ السودان وتتطلب مشورة كل الأحزاب السياسية خاصة القوى السياسية المشاركة في البرامج الحالية والسابقة للحكومات المختلفة.
{ ماذا قدمتم من رؤى في ذلك؟
_ قدمنا مقترحاً واضحاً أولاً حول المستجدات وانضمام قوى جديدة كانت معارضة ووقتها كانت هناك إرهاصات حول خارطة الطريق التي كانت على وشك التوقيع، وقلنا أنه لابد من توسعة لجنة (7+7) لتصبح (10+10).
{ لماذا؟
_ لاستيعاب القوى السياسية الجديدة المتضمنة ثم لتواكب إفرازات الانتخابات السابقة 2015م، لأن (7+7) تشكلت بعد الانتخابات ومهام اللجنة كانت في مرحلتها الأولى أو الحوار الوطني وإكماله وبالتالي توصيات هذه اللجان سوف تصبح مخرجات بعد إجازتها من الجمعية العمومية في 10/10 ومهمة لجنة (10+10) هي الإشراف على تنفيذ مخرجات الجمعية العمومية والحوار الوطني وبالتالي بإمكانها أن تتوزع إلى لجان متفرعة، كل مسؤول عن بند معين من المخرجات، وتحدثنا – أيضاً- على ضرورة تشكيل حكومة جديدة توافق المتغيرات القادمة نسميها حكومة مصالحة وطنية، واعتقد أن هذا مسمى جيد، مسمى فيه استيعاب لعملية الصلح والإصلاح وبالتالي تشكل الحكومة بناءً على معطيات الحوار الأخيرة.
{ وماذا عن مشاركة الحركات المسلحة؟
_ هذه من الضرورة، ولابد من مشاركتها، ولابد من إيجاد مرونة من كافة الأطراف لتجاوز العقبات ما بعد خارطة الطريق، والكل يعلم ما يدور حول توصيل الإغاثة للمتضررين والخلافات التي ظهرت في ذلك، ولكن نحن كحزب سياسي نعتقد أن سيادة الدولة تتطلب أن تتمسك الحكومة بأن يتم توصيل الإغاثة من داخل السودان.
{ هل يمكن أن يكون هناك تنازل في ذلك؟
_ وما هي التنازلات التي يمكن أن تتم من الجانبين؟
_ في تقديري وجود محطات خارج السودان أمر مرفوض، لأنه يتنافى مع سيادة الدولة والمرونة مطلوبة من الجانب الآخر – الحركة الشعبية – في هذا الأمر، ولكن التنازل من جانب الحكومة صعب خاصة في أمر السيادة.
{ والسبب؟
_ السبب أنه ليس بإمكان الحكومة أن تسمح بوصول طيران من الخارج ليصل لمناطق تقع خارج سيطرة الحكومة، إلا إذا كانت هناك أجندة خفية كما حدث في شريان الشمال من قبل بإمداد القوات المعارضة بأسلحة وأصبح ذلك بمثابة نقل معلومات مشوَّهة عن الوضع داخل السودان عبر الذين يزورون السودان بدون علم الحكومة، وهذا أمر خطير للغاية.
{ إذن ما هو المطلوب ؟
_ المطلوب من المعارضين والحركة الشعبية قطاع الشمال أن تحدث مرونة في هذا الأمر، إلا إذا كانت لديهم أجندة أخرى وهنا تكمن الخطورة.
{ ولكن هناك مقترح بوصول الإغاثة عبر أصوصا الأثيوبية؟
_ نعم، هناك اقتراحات بوصول الإغاثة عبر أصوصا، ولكن بوجود وإشراف الحكومة السودانية.
{ وماذا عن استئناف المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية؟
_ لا حل للمشكلة السودانية إلا بواسطة المفاوضات، والآن زيارة أمبيكي للسودان سوف تتناول بند استئناف المفاوضات بين الطرفين.
{ هل تتوقع ضغوطات لاستئناف هذه المفاوضات خاصة وأن كل جولة تنتهي بانهيارها؟
_ أتوقع حدوث ضغوط على الحركة الشعبية والجبهة الثورية للجلوس لاستئناف التفاوض خاصة وأن المراقبين قد رأوا بأم عينهم ما حدث في دول الإقليم مثل: ليبيا وسوريا من تفلتات كان أثرها السالب ليس على دول المنطقة، ولكن على العالم بأثره وما التفجيرات التي شهدتها باريس وأمريكا والدول الأوروبية ما هي إلا إفرازات ما يحدث في إقليم الشرق الأوسط، لذلك هم يريدون أن يصل السلام في السودان لنهاياته بأمان، لأن أثر ذلك على المنطقة سالب جداً.
{ هل تعتقد أن “ياسر عرمان” و”مالك عقار” و”الحلو” لهم أجندة خارجية ولذلك غير راغبين في السلام ؟
_ لديّ إحساس واضح جداً أن بعض قيادات الجبهة الثورية والحركة الشعبية قطاع الشمال لا تريد سلاماً، بل تريد لهذا الوضع أن يستمر، وذلك لأجندة خاصة منها السياسي ومنها خاص الخاص. وهذا ما ظهر في الإعلام أن هناك خلافات حادة في المعارضة لتباين وجهات النظر في المرحلة القادمة، خاصة وأن العد التنازلي للجمعية العمومية للحوار الوطني أصبح قريباً، لذلك كلما اقترب الزمن سوف نشهد تطورات كثيرة وسط هذه القوى.
{ رئيس الجمهورية ذكر بأن انتهاء الجمعية العمومية نهائي ولن يقبل أحد.. ما هو تعليقك ؟
_ السياسة فيها المرونة، وأنت لا تغلق الباب نهائياً بتصل إلى نهاياتك، ولكن تترك الباب موارباً على أساس أنه بإمكان أطراف أخرى ترغب في اللحاق بالركب ولكن القطار سوف يتحرك يوم 10/10/2016م.
{ ألا تتوقع أن يحدث تأجيل؟
إذا كانت هناك أمور موضوعية وإشارات إيجابية لتأجيلها ليوم يومين فلا بأس في ذلك، ولكن أن ننتظر لما لا نهاية فهذا لن يحدث، لأن الشعب السوداني صابر للوصول بالبلاد إلى بر الأمان والحوار هو أفضل الوسائل باعتباره (منفستو) أو بمثابة دستور قادم للبلاد يناقش كافة القضايا منذ الاستقلال.
{ هل تتوقع أن تشارك القيادات الحزبية الكبيرة الإمام “الصادي المهدي” ومولانا “محمد عثمان الميرغني” في اجتماعات الجمعية العمومية يوم 10/10/2016م؟
_ السيد “محمد عثمان الميرغني” رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل موجود وممثل في لجان الحوار، ولكن السؤال هل سيشارك “الصادق المهدي” في الحوار أم لا ؟ فإذا نظرنا إلى الأمر بعقلانية نجد ضرورة مشاركة الإمام “الصادق” في الحوار بأسرع فرصة ممكنة.
{ السبب؟
_ لأن كل المؤشرات الآن والخلافات التي ظهرت في المعارضة تشير إلى أنه أفضل الخيارات، لأن الخيارات الموجودة في خانة المعارضة نهاياتها مسدودة وغير واضحة المعالم، أما الحوار الوطني فهو واضح المعالم، ولذلك يفترض أن نسير بالطريق الأوضح الذي يقود إلى سلامة الوطن الكلية وهذه أفضل الوسائل.
{ هل يمكن أن تتخلى الحكومة عن حلفائها إذا ما شكلت حكومة قادمة؟
_ نحن عندما شاركنا في هذه الحكومة كانت رؤيتنا أن يصل البلد إلى بر الأمان والسلام، وقناعاتنا هي أفضل الوسائل، ولذلك كانت مشاركتنا كلها وما تم من قبل المؤتمر الوطني أن تقود البلاد إلى السلام والتحول الديمقراطي الهادئ الناعم، واعتقد أننا نجحنا في هذا الأمر إلى حدٍ كبير، والدليل على ذلك أقيمت انتخابات مرتين 2010 و 2015 م، وكان ذلك بمثابرة وإصرار منا من خلال وجودنا في الحكم وإن كانت هنالك ملاحظات من بعض القوى المعارضة على هذه الانتخابات ولكن ما في انتخابات في الدنيا ولا كان عليها ملاحظات والعبرة أنك تجوِّد الملاحظات وتتفادى الأخطاء بإجادة الممارسة الديمقراطية، فنحن وجودنا في الحكومة ليس بسبب المشاركة التنفيذية، ولكن نحن نريد أن نقود البلد إلا بر الأمان والتحول السلمي الديمقراطي الناعم، وبالتالي نحن نشارك في هذا الإطار، أما المواقع التنفيذية هي ضعيفة جداً مقارنة بحصة المؤتمر الوطني، وبالتالي نحن لا نشفق عليها إذا ما وصلنا إلى بر الأمان وتحول ديمقراطي وهذا هو هدفنا الرئيس، أما استبدال هذا بذلك واشتراكات من قوى سياسية وممارسة فيتو على آخرين فهؤلاء يضيق صدرهم بالديمقراطية، وهؤلاء هم اختصاصيون، وهؤلاء لا يريدون إلا الانفراد بأنفسهم في حكم البلاد، فنحن مواقفنا واضحة جداً ولم نتزحزح عنها وظللنا في كافة طرحنا السياسي واضحين، فالمترددون يعلمهم الشعب السوداني والمتقاعسون يعلمهم – أيضاً- الشعب السوداني.