إلى متى؟؟
{ اتخذ رئيس نادي الهلال “أشرف الكاردينال” قراراً متعجلاً في لحظة غضب وانفعال.. بإعفاء مدرب الفريق الروماني “بلاتشي” بعد أقل من ساعة من تلقي الهلال خسارة نتيجة مباراته مع فريق المريخ الفاشر.. وقرار رئيس نادي الهلال لم يتخذه مجلسه وفق تراتيب النظام الأساسي الذي يحدد موعد اجتماع مجلس الإدارة وأجندته.. لأن الهلال أصلاً (يديره) “أشرف الكاردينال” (الفرد) وليس مجلس الإدارة المؤسسة.. وإلا فليحدثنا السادة أعضاء المجلس متى انعقد الاجتماع الذي أقر فيه إعفاء المدرب الروماني.. ومتى اجتمع المجلس أصلاً في الشهور الأخيرة.. وهل يملك أعضاء مجلس الإدارة حق الاعتراض على قرارات رئيس النادي؟؟.. أم المجلس آخر من يعلم عن كيفية إدارة النادي الذي أصبح اليوم شركة خاصة ضمن شركات “الكاردينال”.
{ اللهم لا اعتراض على أحكام “الكاردينال” ولا على رئاسة الرجل بالديمقراطية والانتخاب الحر.. ولكن اعتراضنا على الطريقة الانفعالية في اتخاذ القرارات الفنية بتغيير المدربين بعد كل هزيمة يتلقاها الهلال محلياً ودولياً.. وقد قالها “الكاردينال” واحتفت بها أبواق إعلامه.. إنه مستعد لتغيير مدربي الهلال على رأس كل ساعة!!.. إنه الغرور والجهل بأبجديات إدارة كرة القدم التي تختلف عن إدارة شركات المقاولات ومصانع الطوب والحجر.. ولو كان المدربون يتم تبديلهم بعد كل هزيمة لكان أفضل مدرب في العالم “مورينهو” قد تم تبديله من القيادة الفنية لفريق مانشستر يونايد الذي تقبل الهزيمة ثلاث مرات متتالية رغم أن النادي جاء بأغلى لاعب كرة قدم في الأرض الآن الفرنسي “بول بوغبا” بمبلغ (108) ملايين دولار أمريكي.. وجاء بالسويدي “أبراهيموفيتش” براتب خرافي ولكنه تلقى الهزيمة من واتفورد ومن السيتي وأروبياً كذلك.. ولكن العقلية التي تدير الأندية الإنجليزية ليست سودانية مثل “الكاردينال”.. ولا يهتم الإنجليز مطلقاً برؤساء الأندية بقدر اهتمامهم بالمجالس التي تدير تلك الأندية ولا يستطيع أحد أن يحدثنا عن من هو رئيس نادي ليفربول الآن ولا الآرسنال ولا المان يونايد.. لأن هناك مؤسسات تدير الأندية وليسوا أفراداً يفعلون ما شاء لهم دون رقيب أو حسيب ولا حتى ضمير من يدفع الراتب.. ومصاريف اللاعبين وحتى نثريات لمجلس الإدارة يتخذ من القرارات ما يروق له.. وقد ظل “أشرف الكاردينال” يبدل المدربين عقب كل هزيمة.. لأن الرجل يعتقد وبعض الاعتقاد جهل وقصر نظر.. أن الهلال فريق ولد لينتصر على أي فريق حتى لو لعب مع نابولي أو فالنسيا أو خفافيش أسبانيا.. وأي خسارة يتحملها المدرب مهما كانت إخفاقات الإدارة وإخفاقات اللاعبين الذين هم بشر.. ولكن “الكاردينال” على يقين من أنه لا سلطة فوق سلطته ولا جهة تستطيع حسابه على ما يفعل.. وأنه يبني إستاد الهلال باسم (الجوهرة الزرقاء).. وبالتالي أصبح له حق أن يفعل بالهلال دون حساب أو رقابة حتى يسقط من نفوس الهلالاب حتى لو شيد ملعباً يضاهي (عش الطائر).. وحتى لا يذهب المفسرون بعيداً نقول لـ”الكاردينال” عش الطائر هو الملعب الأولمبي في مدينة ميونخ الألمانية ويعتبر من أجمل الملاعب في أوروبا.. فإن الهلال إذا ظل فنياً على ما هو عليه الآن يشطب لاعباً مثل “الشيخ مكورو”.. ويستغني “الكاردينال” عن “مهند الطاهر” ويخطط لشطب “بشة” و”كاريكا”.. فإن الهلال لن يتعافى قريباً.. وربما يخرج العام القادم من الأدوار التمهيدية من البطولة الأفريقية.. فبناء الفرق يحتاج إلى صبر لسنوات واستقرار في الأجهزة الفنية وإدارة تحسن التعامل مع البشر.. وشورى وديمقراطية.. ولكن منهج التسلط والتعالي الأجوف والغرور والزهو بالمال مصيره الفشل والخيبة.. ولو كانت الأموال تصنع الانتصارات لفاز المريخ بكل بطولة في عهد “جمال الوالي” سابقاً قبل أن تهب على الدولة رياح الشتاء ونضوب المال وجفاف الخزائن ومتى يتعلم رئيس الهلال من أخطائه؟؟