بعد.. ومسافة
“واتساب”.. الجديد شنو؟
مصطفى أبو العزائم
“الجديد شنو؟” هذه ترجمة سودانية دارجة لكلمة “واتساب” وهي تسمية التطبيق الأشهر في عالم الاتصالات المتطور بدرجة يصعب رصدها، وسمي التطبيق (Whats App) لأن لفظ الكلمة في اللغة الإنجليزية (what’s Up) أي “ما هي الأخبار؟” أو “ما هو الجديد؟”، ولكن أضيفت كلمة “App” بدلاً عن “Up” ليتم الاستدلال بها على أن للأمر علاقة بالتطبيقات، والتطبيق باللغة الإنجليزية هو “Application”.
لا نريد أن نكتب عن “الواتساب” كتطبيق حديث في شبكة المعلومات العالمية– الانترنت- رغم أن كثيرين من الذين يستخدمون هذا التطبيق قد لا يعرفون أن من قام بتصميم هذا التطبيق اثنان من مصممي البرمجيات في شركة “ياهو” المعروفة، هما الأمريكي “بريان أكتون” والأوكراني “جان كوم” في العام 2009م، وظلت شراكتهما قائمة ومالكة لهذا التطبيق الخطير السهل الاستعمال والمتاح على مستوى العالم أينما كان هناك انترنت حتى العام 2014م، وهو (عام البيع) الذي قامت فيه شركة الـ”فيس بوك” بشراء هذا التطبيق بقيمة تاريخية بلغت (19) مليار دولار أمريكي بالتمام والكمال، وهو مبلغ يساوي أكثر من ثلث ديون السودان الخارجية التي تراكمت على شعبه منذ الاستقلال!
تشغيل “الواتساب” يستوجب استخدام الهواتف الذكية، ونجاحه يتطلب إبعاده عن الأيدي الغبية كما يحدث الآن في كثير من دول العالم المتخلفة التي نسميها– تخفيفاً– بدول العالم الثالث، لكن (بعض) النخب وليس كلها تستخدمه في ما يفيد، أو تجعل منه تطبيقاً للتواصل الأسري أو العائلي المحدود أو المهني التخصصي أو المطلق، أو تجعل منه تطبيقاً لرابطة معينة أو لمجموعة من الهواة المغرمين بضرب من ضروب الأنشطة الحياتية العامة، مثل فنون الغناء أو أي من أنواع الفنون أو أي من أنواع وضروب الرياضة المختلفة، وفي السودان كونت بعض هذه النخب مجموعات- قروبات – مميزة، من بينها (قروب صحافسيون)، وهو يجمع بين أهل الصحافة والسياسة، كما يظهر من اسمه، وهو اسم غريب بعض الشيء ابتكره الصحفي الشاب والمشرف على مجموعة “صحافسيون” “عطاف عبد الوهاب” وقد قاد أحد أعضاء هذا (القروب) انقلاباً أسس بموجبه مجموعة أخرى حملت اسم “صحافة وسياسة”، وهو الدكتور “معز حسن بخيت”، ولكن الأغرب من كل هذا أن تسعين بالمائة من العضوية مشتركة في “القروبين”.
المجموعات النخبوية على تطبيق “الواتساب” في الانترنت كثيرة، لكن قليل منها مفيد مثل المجموعات الخاصة بأبناء الدفعة في مراحل الدراسة، وهذه نستطيع أن نشير إلى ثلاث مجموعات منها متميزة بحكم الصلة والانتماء إليها، وهي (رابطة خريجي مدرسة الهجرة) ولجنتها، ثم (مجموعة خريجي أم درمان الأميرية)، ولجنتها الإعلامية، ثم (خريجي الأهلية الثانوية)، ولجنة الاستشارات الخاصة بها، وهناك مجموعات أخرى تتسابق الأحزاب والتطبيقات السياسية لإنشائها مثل: (شبكة المرأة الإخبارية)، (وطنيون بلا حدود)، (كُتّاب الأعمدة الوطنيون)، (الحديث الأسبوعي)، (وطنيون)، (الملتقى الإستراتيجي الإعلامي)، (أخبار حركة الإصلاح الآن)، (أفكار ومفكرون)، (الحوار الوطني الشامل) و(مدونة التواصل الاجتماعي).. غير مجموعات أخرى تجمع محبي الفنون أو الرياضة مثل (أشعار وأوتار)، (محبو الحقيبة) أو (ملتقى الأحبة الرياضي) غير مجموعات أقرب للمجموعات ذات البعد الدبلوماسي الشعبي، مثل مجموعة (الأخوة السودانية السعودية) ولا علم لي إن كانت هناك مجموعة تضم محبي وحدة وادي النيل، فإن كانت هناك فأهلاً بها، وإن لم تكن فليبدأ أحدنا في تأسيسها.
استخدامات تطبيق “الواتساب” في بلادنا يجب أن تخرج من دائرة الـ(قيل وقال) ونقل المتشابهات من الصور والأخبار غير المؤكدة، حتى تصبح تطبيقات مفيدة، تعمل على ترقية المجتمعات ولا تعمل على تدميرها من خلال النشر الكاذب، أو النقل المضر دون تثبّت أو روية، حتى لا تصبح عبارة عن (شمارات) كما نقول في دارجيتنا، وحتى لا يطابق معناها ترجمة السودانية الدراجة لها “الجديد شنو”.. يا ريت.
==