ولنا رأي

الولايات والصراع على الكراسي!!

الصراع على السلطة يتفجر كل يوم خاصة في ولاياتنا المختلفة، ولا ندري ما هي الأسباب والدوافع التي جعلت أولئك الأشخاص يتكالبون عليها ويثيرون الغبار هنا وهناك، فالدكتور “محمد طاهر إيلا” والي البحر الأحمر سابقاً ووالي الجزيرة حالياً شهد له كل الناس بغير وجه مدينة بورتسودان الكالح إلى وجه مشرق، ولا زلت أذكر عندما زرت تلك الولاية قبل عامين أو أكثر وأجريت مقارنة مع زيارات سابقة لها، فكان وجه المقارنة في أيام الوالي “إيلا” وأسلافه مختلفاً تماماً، فلم أصدق عيناي أن مدينة بورتسودان قد تحوَّلت إلى مدينة تشبه إلى حد كبير المدن الخليجية أو المدن التي تقع على البحر الأحمر، جدة وإسكندرية.. على البحر الأبيض المتوسط، تحوَّلت بورتسودان إلى لوحة جمالية، ولكن الرئاسة رأت بعد الطفرة التي أحدثها “إيلا” في بورتسودان أن يحدث مثلها بمنطقة أخرى فوقع عليه الاختيار ليكون والياً على ولاية الجزيرة التي تراجعت في عهود كل الذين تولوا إداراتها، ولكن ما أن حل “إيلا” والياً لها بدأت الولاية تسترد عافيتها فنزَّلت قميص الفشل ولبست قميص التحدي وخلال فترة وجيزة بدأ الكل يتحدث عن التحول الذي طرأ عليها من جمال ونظافة، ولكن أصحاب الغرض وأصحاب المصالح وقفوا ضده، وبدأ الصراع الذي ما زال مستمراً بين أولئك وبين الوالي الذي شُبِّه بالحديد (إيلا حديد) والصراع على الكرسي لم يقف عند “إيلا” ومحاولة زعزعته، فقد امتد إلى ولاية نهر النيل، وبدأ الصراع واحتدم بين الوالي “ود البلة” الذي شهد له الكافة بمقدرته الفائقة في العمل وجعل من الفسيخ شربات.
ظل “ود البلة” يصارع أصحاب الغرض، ولكن لم يصمد في مواجهة الأمواج العاتية، فرأت الرئاسة استبداله بآخر، وجاء “حاتم الوسيلة” رجل القانون والقانون، ولكن لا ندري هل يستطيع مقاومة التيار العالي لتلك المياه؟، وهل يستطيع أن يهزم الجليد ويحوِّله إلى مياه مناسبة؟، من الصعب في هذه الظروف مواجهة السوس، والسوس لا أحد يعرف أين موطنه، والسوس يحطم كل شيء دون أن يشعر به أحد، ولذلك سيواجه “حاتم الوسيلة” حرباً ضروساً، فإما أن يواجهها وإما أن يغادر، كما غادر “ود البلة”.. والمعركة في الولايات لم تنته وها هي ولاية البحر تموج وتفور بين والي الولاية “علي أحمد حامد” والمجلس التشريعي والوزير الذي تمت إقالته، لا أدري لماذا هذا الصراع والكل على كراسي المسؤولية وليس السلطة؟، فيجب أن تتضافر الجهود من أجل المصلحة العامة، وليست الشخصية أو الانتصار للنفس والذات، إن استدعاء والي ولاية البحر الأحمر وغيره من المجلس التشريعي إلى الخرطوم لن يحل المشكلة طالما النفوس ما زالت تحمل في داخلها حب النفس والذات، وإذا أعفت الرئاسة الوالي ومن معه هل ستهدأ العاصفة بالولاية؟، لا اعتقد فهناك سوس ينخر في الجسد الولائي، ولن يتعافى طالما ظهرت تلك المطامع على كراسي السلطة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية