أخبار

مستشار الرئيس

عامة المواطنين غير معنيين كثيراً بموظفي الحكومة مهما ارتقت مواقعهم وزادت أهميتهم.. أو قلَّ تأثيرهم.. إلا بقدر تأثير هذا الموقع على حياة العامة ومعيشتهم ومن قصص وحكايات وأسمار أستاذنا “حسين خوجلي”: إن وفداً من الحزب الاتحادي الديمقراطي أو الوطني الاتحادي – المهم كلاهما شيئاً واحد – قد طاف على الجزيرة.. وكان “أحمد خير” وزير الخارجية من بين الوفد الذي تحدث في لقاءات جماهيرية، ولكن “أحمد خير” المحامي تحدث بنبرة حماسية في إحدى القرى عن دور السودان في مؤتمر القوى الجديدة وحركة عدم الانحياز ومناهضة القطبية ومساندة قوى التحرر في أنغولا وموزمبيق وجنوب أفريقيا ورودسيا الجنوبية – أي – (زيمبابوي).. ولكن ممثل المنطقة حينما صعد لمنبر الخطابة قال للوزير “أحمد خير”: سيدي الوزير نحن معك في كل ما ذهبت إليه.. لأنه محل اتفاق لا جدال فيه لكن (الزول بحدِّثو غرضو)، نحن في هذه القرية لنا مطالب أولها المصادقة بطاحونة وشفخانة وصيانة الترعة التي غطاها الطمي.. المتحدث كان واقعياً بينما الوزير كان حالماً في دنياوات من عالم آخر، حال الوزير مثل شيخنا وعمنا “إبراهيم السنوسي” ذهبنا إليه نحن عشيرته الأقربين بمكتبه بالمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي نشكو قلة الزاد وضعف الحصاد في النصف الأول من تسعينات القرن الماضي بقريتنا – وهي قريته “الحمادي” و”الدبيبات” نبحث عن (العيش) (البشيل الكرميش) فحدثنا عن انشغاله بأخواننا المسلمين في طاجكستان وبلاد البلغان ومحنة المسلمين في أروبا الغربية وكيفية نهوض العالم الإسلامي على أنقاض أمريكا الهالكة وروسيا الساقطة، ولكن “السنوسي” كتب مذكرة للراحل الشهيد “الرضي جابر” وكان حينذاك مفوَّضاً للإغاثة وإعادة التعمير فجاد علينا بالذرة المجاني والزيت وأشياء أخرى، وفي اليومين الماضيين انشغلت الصحافة والأسافير بأسباب إعفاء مدير إعلام القصر أو مستشار الرئيس الصحافي “أبي عز الدين” وبات كل قلم يكتب عن أسباب الإعفاء مع إغفال أسباب التعيين.. والدوائر الصامتة مثل: القصر الرئاسي، غير مطالبة بتبرير أسباب إعفاء الموظفين أو حتى الوزراء والمديرين، لأن هؤلاء تأثيرهم على حياة المواطنين ضعيف جداً. أهل الجنينة مثلاً مشغولين بمعرفة الوالي الجديد، هل من طينة “خليل عبد الله” أم من جنس “حيدر قالوكوما”؟.. ولماذا أغلب الولاة المستوردين لغرب دارفور يأتون من سنار، بدءاً من “ود الفضل” و”حسن حمدين” و”خليل عبد الله” وأخيراً “الهجا”؟. المواطنون في نهر النيل تشغلهم الزراعة والبحث عن تمويل الموسم الشتوي وغير معنيين ما إذا كان “أبي عز الدين” ناجحاً أم فاشلاً ومعايير النجاح والفشل نفسها تختلف من حيث يقف في أية ضفة، هل من دعاة القبضة أم الانفتاح؟.. البعض يريد الرئيس منطقة ممنوعة الاقتراب منها.. لا يتحدث للصحف ولا القنوات.. يغلق أبواب مكتبه ولا يقترب منه إلا الذين يجيدون كلمة (تمام) سيدي الرئيس كل شيء على ما يرام.. وهناك من يسعى لمد جسور وأواصر التلاقي بين القيادة والرأي العام.. الآن ذهب “أبي عز الدين” الذي فتح أبواب القصر للصحافة والإعلام بعد أن كانت مغلقة تماماً حتى أصبح الرئيس يطوف العالم ولا يصحبه أي صحافي.. وفي ذلك كانت قمة النجاح لبعض المستشارين المتعاقبين، الآن جاء مدير إعلام جديد “سلمان قادم” وهو المستشار السابع للرئيس خلال (27 ) سنة اذ سبقه من قبل  في الموقع د.”أمين حسن عمر” و”الصادق بخيت” ود.”عباس إبراهيم النور” و”محجوب فضل بدري” و”عماد سيد أحمد” و”أبي عز الدين” والمستشار الجديد من التكنوقراط التنظيميين.. لا علاقة له بالصحافة والصحافيين، ولا تشغله اهتمامات صحافية رغم كتاباته الأكاديمية.. وقبل أن يجلس في الكرسي مطالب بتدبر أسباب رحيل البعض سريعاً وبقاء آخرين طويلاً إن كان يريد البقاء في الموقع الرفيع والتمتع بالأسفار والترحال.. “سلمان قادم” علمت إنه لا صلة تربطه بالقيادي “عثمان قادم” كما لا صلة تجمعه بالوسط الصحافي والإعلامي، وربما من هنا تبدأ نجاحاته أو فشله، على أية حال عامة الناس غير معنيين بالوظيفة وحتى الإعلاميين إلا بقدر رغبة السلطة في الاستفادة من فضاء الإعلام لبث خطابها السياسي، لأن عصر كسر القيود وتعدد مصادر المعلومات أغنى الصحافة عن “قال” و”أكد” و”صرح” و”أوضح”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية