رأي

عز الكلام

الضرب تحت الحزام؟
أم وضاح
تداعيات سريعة وعاجلة ومفاجئة أعقبت حادثة إلقاء القبض المفاجئ على الأستاذ “محمد حاتم سليمان” بعد تحريك بلاغ يخص قضية إدارية قديمة خلال رئاسة “حاتم” للتلفزيون، وهو البلاغ الذي بموجبه أودع الرجل للحبس وحينها رفض الخروج، فيما يؤكد إحساس الرجل بل ويقينه أن تحريك هذا البلاغ خلفه أيادٍ ما في هذا التوقيت. ودعوني أقول إن معرفتي بـ”محمد حاتم” تجعلني أقول إن الرجل يملك قدراً كبيراً من التسامح والقدرة على استيعاب الآخر، بل والطيبة التي جعلته في مرمى لسهام وجهت نحوه في فترة عمله بالتلفزيون.
ونزاهة الرجل بل وشفافيته حدثني عنها واحد من كانوا يظنون أن “محمد حاتم” وقت أن كان بالتلفزيون (كاتل الجرادة وخامي بيضها)، حدثني كيف أنه وبأم عينه شاهد “محمد حاتم” بعد تركه التلفزيون في دلالة الله أكبر يعرض سيارته للبيع، ولا أدري كم عدد المسؤولين الذين اضطروا لفعل ذلك بعد تركهم للمنصب الرفيع. المهم أن تداعيات مفاجئة وردود فعل أبرزها على الإطلاق هو صدور قرار بإقالة الأستاذ “عبد الماجد هارون” وكيل وزارة الإعلام الذي كان مديراً للأخبار للتلفزيون القومي، والذي لسخريات الأشياء أنه وبعد أن تولى المنصب الفاعل داخل الوزارة لم يقدم شيئاً لبيته القديم التلفزيون، بل لم يقدم حتى للمنصب نفسه الذي درج على أن يكون مقعداً لا يشغله إلا من يستحقه بالتدرج الوظيفي للوزارة المعنية، وليس كمنصب الوزير الذي يشغل عادة بالتعيين السياسي، لكنه تعيين لا يخرج من طور المجاملة والطبطبة والترضيات الذي قصم ظهر وزارات ومؤسسات كانت تهز وترز.
وكدي خلونا نرجع لموضوع إقالة “هارون” الذي لا يحتاج لكثير ذكاء لنربط بينه وبين بلاغ “محمد حاتم” المحير، إذ أن الطبيعي وفي مثل هذه البلاغات ذات الطابع الإداري أن توجه لمن خلف وليس من سلف وبالتالي كان المفروض أن يحقق مع مدير الهيئة الحالي “الزبير عثمان” وهو إجراء شاهدناه حتى على مستوى أندية كرة القدم. وكم من قضايا لمجالس إدارات سابقة أودعت رؤساء جدداً الحراسات رغم أنهم لا علاقة لهم بالموضوع، لكن يبدو أن الحفرة التي حفرها بعضهم لـ”محمد حاتم” وقع فيها، ولعل الحدث برمته يوضح أن صراعاً كبيراً يدور في الحزب الحاكم على مستوى أجهزته الإعلامية، وأن هناك مراكز قوى ونفوذ تدور معاركها تحت السطح، لكن سخونتها لم تتحمله طبقات الحماية والتكتم فخرج إلى العلن كما حدث أول أمس، ليتضح بذلك أن الصراع أكبر من ملف الملحقيات الإعلامية التي أصبحت في الفترة الأخيرة باباً بثلاث ضلف يدخل منه الأصدقاء والمقربون والمعارف، لنشهد مسلسلاً من العك من شاكلة ابتعاث من لا يعرف الإنجليزية ناهيك عن الألمانية إلى حيث يجب أن يتحدثها، وعلى هذا القياس قس وتفرج.
الدايرة أقوله إن حادثة الأستاذ “محمد حاتم” أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن الثأرات والخلافات قد تجعل بعضهم يمارس اللعب غير النظيف ويضرب تحت الحزام، حتى لو كان ذلك على مرأى من الجمهور والحكام. ولا أظن ظروف البلاد تسمح بخلافات واختلافات لا نتمناها ما بين الأحزاب، ناهيك عن خلافات البيت الواحد. بالمناسبة وين الأخ “ياسر يوسف” وزير الدولة مما يحدث، إذ مؤكد أنه لا يقف في موقف المتفرج!!
كلمة عزيزة
في حوار معه قال الأستاذ “عبد العظيم عوض” الأمين العام لمجلس الصحافة، إن كثيراً من الصحفيين (جهلاء) وهو وصف غريب وعجيب ومحير واستفزازي ومسيء، لا أدري كيف يخرج من الرجل المسؤول عن تنظيم هذه المهنة ليفوت “عبد العظيم” بذلك سلفه “العبيد المروح” الذي وصف الصحف من قبل أنها كناتين. فيا أخي “عبد العظيم” هذا حديث معيب وخطير وغير مسؤول، وإلا ما الفرق بينك و”طه سليمان” الذي وصف الصحفيين بالمرضى النفسيين، لتصبح بذلك الصحافة الحيطة المايلة لمن لا يجيدون التعبير ولا يعرفون أدبيات الحديث.
كلمة أعز
تنظيم لا أدري مسماه يضم بعض سيدات الأعمال قمن بزيارة للسفارة التركية مهنئات بفشل الانقلاب ضد “أردوغان” ولم ينسن زيادة في الانحياز “الأردوغاني” ارتداء ثياب بلون العلم التركي. وبصراحة لا أدري في أي سياق يمكن أن نصنف هذه الزيارة وما هو ثقل وأهمية هذه المجموعة لتقوم بهذه المبادرة، خاصة وأننا لا نشاهد لها حراكاً على مستوى المبادرات الإنسانية مثل مستشفى السرطان أو الناسور البولي أو غسيل الكلى؟ مش حاجة عجيبة؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية