مسألة مستعجلة
الخريف.. امتحانات متتالية ورسوب في الملاحق!!
نجل الدين ادم
لا أعرف هل ستستمر الجهات المسؤولة عن التخطيط العمراني والمحليات في ولاية الخرطوم في حالة رسوب عند هطول أية أمطار غزيرة أو قليلة؟ أتساءل ومشهد تراكم مياه الأمطار ماثل في الشوارع الرئيسية لدرجة أنها تعيق حركة المرور ولا جهة مسؤولة تهتم أو تسأل عن هذه الحالة المأسوية التي بالتأكيد بدأت عواقبها واضحة بتآكل الطرق الأسفلتية، فكأن المسؤول يقول خلوها تتآكل لنأخذ من بعد ذلك الضريبة من المواطن بحيث ندفعه قيمتها!
وأنا أمر في شارع أفريقيا المعروف بشارع المطار، وهو الأشهر في العاصمة الخرطوم، إذا بكميات المياه الكبيرة تعوق سير المركبات. أسمع بغرف طوارئ الخريف وهي تتكون من ممثلين لعدد من الجهات ذات الصلة في وزارة التخطيط العمراني والدفاع المدني ووزارة الري والموارد المائية وغيرها، لكن لا أعرف ماذا تفعل هذه الغرف وأين موقعها من الإعراب!!
أخشى أن يكون موقعها داخل الغرف بعيدة عن هذا الهمّ الذي تم تكوينها من أجله (مغطية دي بطينة ودي بعجينة) كما يقول المثل السوداني. والغريب في الأمر أن اجتماعات غرف الطوارئ هذه تقام وتنفض ولا نعرف لها أثراً، هل هناك من طوارئ أكثر من أن تعيق كميات المياه في أكبر شارع في الخرطوم المرور ويصعب معها عبور العربات؟!
هل يعقل أن تهطل أمطار ولا نجد حساً لأي مسؤول يجوب الشوارع ويتفقد الناس؟؟ هذه الغرف يعرف أعضاؤها جيداً أن لا مسؤول سيخرج من منزله لتفقد الشوارع عند هطول الأمطار، لذلك يؤثرون النوم في هذه الغرف الباردة على أن يعملوا في مراقبة آثار الخريف.
مشهد ثانٍ لفت نظري عند نفق السوق المركزي الخرطوم، والمياه تغطي إطارات الحافلات الكبيرة التي تتأهب لزيارة مدينة بحري وتصعب من مهمة ركوب الناس، فلا يجدون إلا أن يخوضوا في هذه المياه ليصعدوا على الحافلة.
لم تكلف هذه الغرف أو المحلية نفسها لتعمل على معالجة الآثار السالبة من وجود كميات كبيرة من مياه الأمطار على الشارع الأكبر لتأتي بعربات شفط كبيرة لشفط المياه الساكنة، وأتوقع أن تكون موجودة على شكلها هذا إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وربما تبقى إلى أن تحل بهم مياه أمطار أخرى ويتوالد البعوض وتتدهور البيئة ولا حياه لمن تنادي.. كم سيكلف شفط المياه المتراكمة في شوارع العاصمة الرئيسية؟ يمكن لتاجر متواضع أن يدفع قيمتها!
هذا الخريف يحتاج لغرف حقيقية يخرج أعضاؤها من الغرف “المكندشة” إلى الشارع ليروا بأم أعينهم حجم الأمطار ومن ثم التحرك بأعجل ما يكون لتلافي الأضرار والخسائر.. والله المستعان.