مساعد رئيس الجمهورية: ثمرة الحوار ستكون وثيقة قومية
لجنة (7+7) تعلن اكتمال الترتيبات كافة لعمومية الحوار
غداً انعقاد عمومية الحوار الوطني وتحديد موعد المؤتمر العام
وزير الإعلام يعلن اكتمال الحوار إلى حد كبير
الخرطوم ـــ محمد جمال قندول
بدت القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة، يوم أمس، كخلية نحل، تضج بالنشاط والحيوية، وهي تستعد لتستقبل أحد أهم الأحداث، يوم غد (السبت)، المتمثل في عمومية الحوار الوطني، بتشريف رئيس الجمهورية واللجنة التنسيقية العليا للحوار والأحزاب، لتكون، بالتالي، محط أنظار السودان والعالم أجمع عبر وسائط الميديا كافة. كيف لا والحدث، الذي تشكل مسرحه، بضخامة الحوار الوطني، وقد ظل يتطلع إليه السودانيون من أجل إيجاد حلول لقضاياهم الأساسية المعلقة منذ سنوات.
داخل قاعة متوسطة الحجم بالطابق الأول لقاعة الصداقة، احتشد الكثير من ممثلي وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، يوم أمس (الخميس)، لنقل فعاليات المؤتمر الصحفي للجنة الحوار الوطني، للحديث عن عمومية الحوار الوطني التي تنعقد غداً (السبت)، وذلك بحضور مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني “إبراهيم محمود”، ووزير الإعلام “أحمد بلال عثمان” وعضو لجنة الآلية والأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي “كمال عمر”.
{ اكتمال الاستعدادات
وزير الإعلام د. “أحمد بلال” ابتدر الحديث من على المنصة الرئيسية، مثمناً فعاليات الحوار الوطني بالساحة والحراك الكبير الذي أضفاه عليها، بالإضافة إلى المصداقية العالية التي تميزت بها خاصة بعد أن طاردت الحوار في البدايات وصمة عدم الجدية حتى اعترف به العالم أجمع، فيما بعد.
وأضاف خلال حديثه إن الحوار اكتمل بصورة كبيرة، وإن الغرض منه لم يكن استثناء، وإنما هو حوار جامع لكل الأحزاب، وطوعي لمن يريد أن ينضم إليه، وإنه خلال العمومية سيتم تحديد تاريخ انعقاد المؤتمر العام.
أما عضو لجنة الآلية “كمال عمر” فقد ابتدر حديثه بالمدح والإطراء على قبيلة الإعلاميين لما بذلوه من جهد مقدر لإنجاح الحوار، مشيراً إلى أن يوم (السبت) “غداً” سيكون يوماً لكل الناس وبمثابة الانطلاقة لحوار فريد من نوعه بتجربة فريدة. وقال إن الحوار خاطب القضايا الأساسية الداخلية للمعارضة، وهو حوار كان من المفترض أن يبدأ عقب الاستقلال ولكن لظروف بدأ الآن. وأضاف “كمال” إنهم استطاعوا جعل الحوار سودانياً خالصاً، ومنعه من التدويل وذلك بفضل الإرادة السياسية القوية، مشيراً إلى أنهم في اللجنة التنسيقية بعثوا بالدعوات لكل الأحزاب. وبرر التأخير الذي صاحب انعقاد الجمعية العمومية بأنه كان تحسباً لانضمام قوى من القوى السياسية أو انتظاراً لأخرى.
{ دعوة صادقة
مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني “إبراهيم محمود” حذا حذو “كمال عمر”، وتقدم بتحية خاصة للإعلام ودوره بالحوار الوطني، وكذلك الحوار المجتمعي الذي انعقد بكل ولايات السودان، وأشار إلى أن الحوار تم بكل الوسائل الحديثة، مشيراً إلى أن الموقع الرسمي له سجل دخول (873) ألف شخص من (16) دولة مختلفة أبرزها أمريكا وإسرائيل. وأضاف “محمود” خلال حديثه إن الحوار الحالي تميز بالاختلاف الكبير عن أي حوار سابق، حيث كونت له لجان مختلفة لكل القضايا، ومنها لجنة الأمن والسلام، ولجنة لنظام الحكم والإدارة، ولجنة للهوية، ولجنة للاقتصاد، ولجنة للحقوق والواجبات، وزاد: (وثمرة هذا الحوار ستكون وثيقة قومية)، وقال إنهم حريصون على الخروج من الحوار الوطني بوثيقة وطنية لكل السودانيين.
وكشف “محمود” عن تلقيهم دعوة من الاتحاد الأفريقي للاجتماع مع الحركات في الفترة ما بين التاسع من أغسطس الجاري وحتى الحادي عشر منه، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في اجتماع يتعلق بالترتيبات الأمنية، مشيراً إلى أنهم سيشاركون بوفدين، وفد للمنطقتين ووفد لدارفور، وأن المفاوضات هذه المرة ستمضي بقوة وعزم كبير نحو السلام. وأضاف إنه وبمجرد توقيع المعارضة على خارطة الطريق ستتوقف الحرب، وأوضح أن الاتفاق الإطاري وصل (90%)، وأشار إلى أن نقطة الخلاف الجوهرية مع الحركات كانت الترتيبات الأمنية، حيث إنهم رفضوا حل جيوشهم، وبالتالي (اتفقنا معهم على تنفيذ الترتيبات السياسية بالتزامن مع الأمنية، وتكوين لجنة يشرف عليها المجتمع الدولي)، وأضاف إن دعوة الحكومة للإمام “الصادق المهدي” والحركات الممانعة على خارطة الطريق والمشاركة في الحوار دعوة صادقة، في الوقت الذي قال فيه إن الحوار سيمضي ولن ينتظر أحداً يرفض المشاركة. وقطع بعدم السماح عقب الحوار لأي شخص بالوصول للسلطة عبر السلاح، منوهاً إلى أن منبر الدوحة وخارطة الطريق ناقشا قضايا دارفور والمنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان)، مشيراً إلى أن حجج حركات التمرد في بقاء جيشها انقطعت عقب التزام المجتمع الدولي والآلية الأفريقية بعمل مسارين، سياسي وأمني، في خارطة الطريق.