المشهد السياسي
الفكرة صائبة وتكريم “البشير” أصوب..
موسى يعقوب
شهد الأسبوع الماضي افتتاح منتدى الكرامة الأفريقية بمبادرة لعدد من الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث الأفريقية في مقدمتها جامعة أديس أبابا المضيفة، وحيث العاصمة التي تمثل صمود القارة وأمها نائب رئيس الجمهورية الأثيوبي وعدد من الخبراء الأكاديميين الأفارقة.
قاعة الرئيس “نيلسون مانديلا” هناك كانت هي حيث انطلق الملتقى الذي شهد إقامة نصب تذكاري للزعيم الأفريقي “كوامي نكروما” واختتم المنتدى الجامعي والأكاديمي الكبير بتكريم للرئيس السوداني “عمر البشير” الذي بجهوده وصموده ومبادراته يعد رمزاً للكرامة الأفريقية.
والقصة في تاريخ الرئيس “البشير” طويلة ومتنوعة دينياً وعالمياً وإقليمياً في ما يتصل بالشأن الأفريقي متعدد الهويات.
ففي الأسبوع الأخير من عام 1992م، استقبل السودان البابا “يوحنا بولس الثاني” بابا الفاتيكان في أول بادرة من نوعها، وأقام قداساً مشهوداً وحاشداً لأتباعه من أنصار الكنيسة الكاثوليكية وغيرهم في الساحة الخضراء.
وكان قد سبق ذلك ملتقى السلام والأديان العالمي في الخرطوم في نوفمبر 1991م، وذلك بغرض نشر التسامح الديني والدعوة للسلام.
وقد أقيمت الصلاة من أجل السلام بمسجد النيلين عصر 17 نوفمبر 1991م، والفكرة كانت من اليابان.
وجاءت بعد ذلك مبادرات السلام والحوار الوطني التي بدأت في أول عهد الإنقاذ واختتمت في العام الحالي 2016م، بمؤتمر الحوار الوطني والمجتمعي.. وأما مبادرات السلام فقد بدأت وانتهت بنيفاشا وسلام الشرق، وبعد الانفصال في 2011م، بدأت مرحلة مفاوضات ومبادرات جديدة في جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور.
فالإصرار على السلام والاستقرار والتنمية ورغم الظروف والضغوط الاقتصادية وأعمال العنف والتمرد ظل قائماً وإلى ما بعد المحكمة الجنائية الدولية واتهاماتها وادعاءاتها المنحازة ضد الرئيس السوداني والزعماء الأفارقة والتي وقف السودان ضدها بعنف ومنطق وزلزل أركانها مؤخراً.
الضربات على المحكمة الجنائية كانت كثيرة وما يشار إليه هنا تحديداً.
الاستفتاء الإداري في دارفور والذي استبقه السيد الرئيس بزيارة إلى هناك كشفت زيف الإدعاءات والاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية له، بل حفّز الآخرين على الشهادة له بأنه صامد ورابط الجأش ويضرب المثل لغيره من السادة الأفارقة تحديداً.
فمن صمدوا وجاهدوا في أفريقيا من الزعماء وأشهرهم السيد “نيلسون مانديلا” والسيد “كوامي نكروما” الذين لهما ذكرهما الخالد في الصمود والتصدي الأفريقي.
وجاءت الضربة القاضية للجنائية الدولية والشاهد العلمي الأكبر على أن القارة الأفريقية لها كرامتها وحقها في الصمود والتصدي لكل ما يخدش تلك الكرامة.. في منتدى الصمود والكرامة الأفريقية الذي أطلقته الجامعات الأفريقية في العاصمة الأثيوبية (أديس أبابا) قبل أيام.. وتم فيه تنصيب وتكريم السيد الرئيس السوداني “عمر حسن أحمد البشير” بحسبانه رمزاً للكرامة الأفريقية التي صمد وصابر وجاهد من أجلها في كل المجالات التي تدعو لذلك، كالسلام والوسطية الدينية والدعوية والانفتاح على الآخر، ثم مقاومة الضغوط والصمود في وجهها.
إن تسمية الرئيس “البشير” وتنصيبه رمزاً للكرامة الأفريقية فيه تحفيز للآخرين وتوجيه ضربة قاضية للجنائية الدولية، ومن يقفون خلفها، وخلف الضغوط والمقاطعات الاقتصادية والدبلوماسية، وفيه بالطبع ضربة للجهات السودانية المتمردة والمعارضة التي زودت الجنائية بالمعلومات التي بنت عليها وقد بان ووضح سفهها.
أما الاستقبال الكبير الذي تم بالأمس إظهاراً وإعجاباً بما حدث في العاصمة الأثيوبية على يدي منتدى الكرامة الأفريقية من الشعب السوداني، يحرج المعارضة ويضعها في نفق ضيق وإن كان ذلك شأن سوداني قبل سياسي.
فالرئيس صمد وجاهد واستحق ما تم له من تكريم ذي خصوصية عالية.