رأي

ربع مقال

“الترابي” .. حيرتنا حياً وميتاً .. ؟؟
خالد حسن لقمان
 
لا أحد في هذه الدنيا كاد أن ينفجر بسببه دماغ الإسلاميين من الحيرة والقلق كما والدكتور الشيخ الراحل “حسن الترابي” رحمه الله .. والمثير في الأمر أن هذه الحيرة لم تخبُ نيرانها في الصدور  وتخلف من ثم  رمادها  بعد رحيل الشيخ، بل ازداد اشتعالها وتراقص لهيبها أكثر بعد انتقال الرجل للرفيق الأعلى. وحيرة الإسلاميين ظلت تعتصرهم منذ إعلان المفاصلة الشهيرة في العام 1999م بعد عشر سنوات كاملة من تاريخ وصولهم للحكم في 1989م .. فقد ذهب ظن الكثيرين ممن يعرفون “الترابي” وقدراته في المراوغة السياسية والدهاء في تنفيذ أهدافه وما يرمي إليه، إلى فرضية الحبكة السياسية التي يوزع من خلالها الرجل الأدوار من بين يديه، فيدخل من شاء في الحكومة ويبقي من شاء معه بالخارج،  إلا أن تقادم السنوات والسرد المنهجي المنظم الذي اعتمده الشيخ في حلقات الجزيرة الأخيرة، أدخل هؤلاء في حيرة جديدة .. فهذا الحديث فيه من الترتيب والترابط والإصرار على البوح والاعتراف ما أوقف شعر الإسلاميين بمثل ما يفعل قطبا المغنطيس ببرادة الحديد، وهؤلاء لا يفهمون الآن فيم كان صمت الرجل ولماذا لم يتخذ موقفاً أكثر وضوحاً يعكس ما تعرض له إن لم يكن في الأمر تدبير، ما يعيدهم حيرى ومن جديد لمربع نظرية الحبكة السياسية. رحمك الله أيها الشيخ فقد حيرتنا معاك حياً وميتاً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية