"سعاد الفاتح" تحث المسؤولين على أن يعيشوا حياة الشعب
في يوم تكريمها بقاعة الصداقة
“البشير”: تكريم “سعاد الفاتح” تكريم لكل نساء السودان
الخرطوم ـــ محمد جمال قندول
عند السابعة والنصف مساء (الخميس)، كانت الطرق المؤدية إلى قاعة الصداقة تزدحم بجمع الإسلاميين وقيادات حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، الذين خفوا سراعاً، للمشاركة في تكريم أم أفريقيا الإسلامية الدكتورة “سعاد الفاتح”.
داخل قاعة الصداقة، شهد إجراءات أمنية مشددة للوصول للقاعة الرئاسية حيث جرى الحدث، بينما كانت الساحة المقابلة لها، تستضيف فرقاً استعراضية ومعارض تتحدث عن تجربة المحتفى بها في العمل الدعوي والسياسي لفترة قاربت الــ (65) عاماً.
القيادات كانت في مقدمة الحضور، بدءاً بوصول مدير جهاز الأمن الفريق أول “محمد عطا المولى عباس”، برفقة زوجته أمينة الإعلام بالمؤتمر الوطني د.”مها الشيخ”، وبعد ذلك وصل موكب رئيس البرلمان البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”، ثم موكب رئيس مجلس الولايات والوزراء. قبيل الثامنة، وصل موكب رئيس الجمهورية والذي بمجرد وصوله انتظر البروفيسور “سعاد الفاتح”، وزفها إلى داخل المعرض الذي افتتحه رئيس الجمهورية.
العنصر النسوي
لأول مرة منذ فترة طويلة تمتلئ القاعة الرئاسية بكل مقاعدها بالحضور الكبير، والذي طغى عليه العنصر النسوي، والقيادات التنفيذية والضيوف من خارج البلاد، ومنهم على سبيل المثال رئيس برلمان عموم أفريقيا وعدد من القيادات النسوية السياسية من مختلف أنحاء العالم، من باكستان ولبنان وغيرهما، ومن أفريقيا كلهم جاءوا لحضور تكريم إحدى أهم القيادات النسوية في تاريخ السودان، وللتأكيد على أن المرآة السودانية تمارس كامل حقوقها ضمن المجتمع السوداني بكل عدالة. وأكبر دليل على ذلك مشاركتها في المواقع القيادية، وهو ما أكدته ممثلة لبنان بالاحتفالية حين أكدت (بأن لبنان تهمش النساء، ولكن في السودان المرأة مميزة وتقود المجتمع).
أبرز الحضور
النائب الأول الأسبق “علي عثمان محمد طه”، ومساعد الرئيس السابق د.”نافع علي نافع” ورئيس مجلس الولايات د.”عمر سليمان” ورئيس البرلمان البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”، ومدير جهاز الأمن الفريق أول ركن “محمد عطا المولى عباس)، ووالي الخرطوم الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” ووزير رئاسة الجمهورية د. “فضل عبد الله” ووزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي “مشاعر الدولب” ووزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي بولاية الخرطوم “أمل البيلي”، ووزيرة الاتصالات “تهاني عبد الله” ومساعد رئيس الجمهورية لشؤون الصين د.”عوض الجاز” ورجاء أحمد الخليفة، ونائبة رئيس المجلس الوطني “بدرية سليمان” وعدد كبير من القيادات سجلوا أسماءهم ضمن دفتر الحضور.
تفاصيل من داخل القاعة
في الثامنة والربع دلفت إلى القاعة الرئاسية البروفيسور “سعاد الفاتح” برفقة رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير”، ورئيس اللجنة العليا المنظمة للتكريم المشير “عبد الرحمن سوار الذهب”. وفور دخولها عم التصفيق والتكبير والتهليل أرجاء القاعة.
وزفت المحتفى بها أثناء طوافها بالقاعة لإلقاء التحية على الحضور بأغنية (الراقية ست النيل)، أعقبها نشيد العلم ومن ثم توسطت “سعاد” رئيس الجمهورية والمشير “سوار الذهب”، بالمقاعد الأمامية وبالقرب منهم “علي عثمان محمد طه” و”بدرية سليمان”.
البداية كانت بآيات قرآنية ثم تم عرض فيلم وثائقي يحكي تجربة البروفيسور “سعاد الفاتح”، بالإضافة إلى أغنية خاصة من كورال جامعة الأحفاد للمحتفى بها.
شرف لقب أم أفريقيا
المشير “عبد الرحمن سوار الذهب”، رئيس اللجنة العليا لتكريم البروفيسور “سعاد الفاتح”، قال إن “سعاد” وضعت اللبنات الأولى لنهضة المرأة وهو الأمر الذي لم يكن سهلاً وتطلب صبراً على المعاناة من ذوي النظرة الضيقة.وقال إنها مضت في مسيرتها تحمل المصحف بيمينها والوطن بشمالها .
“سوار الذهب” أشار إلى أن المحتفى بها كان لها الفضل في كثير من المشروعات العلمية، كما أنها سياسية من الطراز الأول، حيث كانت نائبة برلمانية في العديد من المجالس النيابية، كما أنها لم تنجُ من المعتقلات والسجون، مشيراً إلى أنها تشرفت بلقب أم أفريقيا من برلمان عموم أفريقيا .
وأضاف “سوار الذهب” أن “سعاد” نذرت جل حياتها لخدمة الأمهات، وتوفير الخدمات للنساء الحوامل وإيجاد أطباء مساعدين في الأرياف، وأنها تبنت عدداً من المشاريع الكبيرة لتحقيق هذا الهدف. وكشف عن إقامة مركز تعليمي لتخريج القابلات، سيطلق عليه اسم بروفيسور “سعاد الفاتح”.
“البشير”: “سعاد” قدمت ولا زالت تقدم
وقال رئيس الجمهورية، المشير “عمر حسن أحمد البشير”، إن البروفيسور “سعاد” قدمت ولا زالت تقدم وكل البلاد تشهد على حسن أدائها، وأن الناس مهما تحدثوا وقدموا الأفلام والسير، فإنها لا يمكن أن تحوي ما قدمته من أعمال. وقال “البشير”: (الله يقدرنا نوفي بمطالبها الكثيرة).
ووصف “البشير” في كلمته “سعاد” بـ( شيخ الإسلام) الذي لم يحكم ظلماً، ولم يأكل حراماً ولا تعرف التملق، وهي أمل لكل السودان، وتكريمها تكريم لكل نساء السودان، مشيداً بدور المرأة السودانية والتي وصفها بالقيادية، ومشيداً بالقيادات النسائية بالحكومة معتبراً إياهن الأفضل بالأداء.
“سعاد” سعيدة بالرئيس والمشير
فيما ابتدرت المحتفى بها البروفيسور “سعاد الفاتح” حديثها، معبرة عن سعادتها بوجود المشير “البشير” رئيس الجمهورية والمشير “سوار الدهب”، وقالت: هذه لحظة نادرة قلما يجود الزمان بمثلها، أن أتحدث إلى رئيسين حملا وما زالا يحملان الأمانة .
في وقت طالبت فيه “سعاد” بالعودة إلى زمن العسكر، وقالت إن الإنقاذ حينما جاءت بشعارات (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع)، أثارت حفيظة المستعمر. ولكنها عادت، وقالت: قلنا زمان نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، لكن انتو لبستو المستورد واتحدى أي زول في القاعة دي ما لابس مستورداً.
وأضافت خلال حديثها، أنه لابد للرئيس “البشير” بأن يستمر في الرئاسة لأنه الأنسب، وزادت: الرئيس ظل كما عهدناه يشارك في الوفيات والأفراح.
“سعاد” طالبت الحكومة بأن يكون الوزير والوزيرة من الشعب، وأن يركبوا المواصلات، وقالت: (الوزير والوزيرة الشابة لازم يركبوا المواصلات، ويتشعبطوا فيها عشان يعرفوا المعاناة ويعيشوا زي ما الناس بتعيش).
وشكرت “سعاد” مدير جهاز الأمن، الفريق أول “محمد عطا”، مشيرة إلى أنه يواجه تحديات كبيرة ولكنه يضع يده في المياه الحارة دون أن تفارق الابتسامة محياه.
توقيعات في حق المحتفى بها
من جانبه أشاد رئيس البرلمان البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”، في حديثه لـ(المجهر) بالمحتفى بها، والتي عرفت بداخل وخارج السودان وأنها بدأت حياتها العملية قبل سنوات طويلة، وعملت في مجال العمل الطوعي بالإضافة إلى كونها برلمانية مرموقة واشتهرت بالقوة في مواقفها، وكانت في طليعة النساء السودانيات الإسلاميات في البلاد.
أما النائب الأول لرئيس الجمهورية، الأسبق، “علي عثمان محمد طه”، فقال لـ(المجهر): “سعاد الفاتح” رمز شامخ للمرأة السودانية يجسد العطاء الفياض والمجد في شتى المجالات، وساهمت بسهم وافر بزيادة وعي المرأة السودانية، ودفعها إلى اكتساب حقوقها خاصة في مجالات التعليم والعمل السياسي. وهي سليلة دوحة من بيت له تاريخ كبير بمجال الدعوة.
في وقت قال فيه رئيس مجلس الولايات د.”عمر سليمان” لـ(المجهر) بأن المحتفى بها قدمت عملاً كبيراً جداً بدأ منذ الخمسينيات، وكان لها دور فاعل وقيادي، وظلت تنافح عن قضيتين، وهما مشاركة المرأة في العمل السياسي والالتزام الإسلامي .
أما القيادي بالمؤتمر الوطني د. “نافع علي نافع” فقد أبدى سعادته بتكريم البروفيسور “سعاد الفاتح”، وقال لـ(المجهر) بأنها قائدة في عمل المرأة وهي التي أعطت قطاع المرأة حقوقه كاملة، وهي رائدة بالعمل الاجتماعي والدعوي. وبذلت في السنوات الأخيرة مجهودات مقدرة لمحاربة الفقر وتوظيف النساء .
وعقب ختام الكلمات من الحضور، قدمت رئاسة الجمهورية للمحتفى بها هدية عبارة عن عربة فخمة، بالإضافة إلى عدد كبير من الهدايا والوشاحات من المؤسسات الحكومية.