ولنا رأي

الرياض بنات.. والحفاظ على القمة!!

يقال إن الصعود إلى القمة سهل لكن من الصعب المحافظة عليه.. لكن هناك من صعدوا القمة وظلوا متربعين عليها لفترة طويلة من الزمن، ومن أمثال هؤلاء مدرسة الرياض الثورة بنات، لقد سبق أن تحدثنا عن الرياض الثورة بنين التي ظلت أيضاً محافظة على مستواها الصداري لعشرات السنين بفضل الأستاذ “أزهري محمد عمر” وطاقمه الريادي والقيادي، وظلت محافظة على موقعها بعد ذهاب الأستاذ “أزهري” الذي كان له الفضل الكبير في أن تكون الرياض رياضاً غناء بالحدائق والرياحين من التلاميذ المتفوقين دوماً، وقد ظننا أن مستواها سيتدنى بعد مغادرته كرسي الإدارة، لكن جاء من هو قامة وهامة في مجال التعليم الأستاذ “حمزة الفحل” الرجل الصبور البشوش المتسامح اللطيف.. لقد حافظ الأستاذ “حمزة” على مستوى المدرسة وعلى صدارتها فتبوأت المراكز المتقدمة العام الماضي، وحصل طالبان على المركز الأول واثنان بالمركز الثاني، وكان آخر مجموع تحصل عليه طالب (229) درجة إن لم تخني الذاكرة.
بالأمس التقيت لأول مرة مديرة مدرسة الرياض الثورة بنات الأستاذة “فاطمة عثمان”، وهي تتمتع بقوة الصبر والعزيمة والإصرار على النجاح، لم يهبني المولى عزّ وجلّ بنتاً لتكون ضمن صفوف طالبات الرياض الثورة، لكن وجدت نفسي داخل المدرسة التي تحس داخلها أنك لست في مدرسة بالسودان، ولن تصدق أنها مدرسة حكومية لا يدفع الآباء أو الأمهات ملايين الجنيهات التي يدفعها البعض بالمدارس الخاصة العربية أو الإنجليزية.
داخل المدرسة تحس بالهدوء والانضباط وجمال الطبيعة والنوافير وأصايص الزهور موزعة بصورة تسر النفس وتبهجها.. استطاعت السيدة المديرة أن تحافظ على المركز الأول على مستوى محلية كرري، والثانية على مستوى الولاية.. ففي نتيجة العام الماضي ومن خلال اللوحة المثبتة بطريقة جميلة وجدت أربعاً من البنات كن ضمن المركز الأول، وأربعاً ضمن المركز الثاني، والطالبات اللائي تمت إذاعتهن بلغن (13) طالبة، أما عدد المتفوقات من مجموع (279) وحتى (274) درجة كن (34) طالبة.. هذه نتيجة تفرح كل أم وكل أب وكل أسرة، وحتى على مستوى وزارة التربية تفرح الوزير ووزير الدولة والوكيل والمشرفين على التعليم بمحلية كرري، لأن هذه المدرسة تربعت على عرش المركز الأول اثني عشر عاماً (اللهم لا حسد).. وهذه فترة من الصعب أن يتم المحافظة عليها، لكن إصرار المديرة والأساتذة والطالبات أنفسهن كان وراء النجاح المتواصل.. أما من حيث البيئة والمباني فأتذكر المدرسة التي شغلت الراحلة “فاتن حمامة” إدارتها في مسلسل (ضمير أبلة حكمت)، المدرسة أعيد تشييدها وأصبحت من طابقين، ويمكن للمديرة أن تراقب المدرسة كلها وهي تقف أمام مكتبها، فالبيئة المدرسية ونظافتها تجبر الطالبات على النجاح.. وهذا كله لم تدفع فيه وزارة التربية مليماً، جله من مجالس الآباء وآباء التلاميذ والخيريين.
فإذا كان هناك “أزهري” بالأولاد، فها هي “فاطمة” بالبنات تجبر الجميع أن يقبلوا رأسها لما قدمته من صنيع لبناتنا بدون ضوضاء ولا خراطيم المياه التي يحملها كل أستاذ بيده وكأنه في سوق للماشية.. لا توجد سياط ولا خراطيش.. فهنيئاً لها ولكل المعلمات وللطالبات وأسرهن، ويجب أن تلتفت وزارة التربية لمثل هؤلاء المديرين وتحفيزهم لينتقل النجاح لبقية المدارس.. ونشد على يدي الأستاذ “حمزة الفحل” مدير مدرسة الرياض الثورة بنين.. والتهنئة للأستاذ “أزهري” الذي أسس مارس العمارات التي ستكون إن شاء الله الرياض الثورة الثانية، كما صنع الرياض الثورة الأولى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية