رئيس الجبهة الوطنية العريضة "علي محمود حسنين" من كرسي الاتهام يترافع:
قيادات المعارضة غير جادة ولا تريد إسقاط النظام
أنا القائد الأول للحزب الاتحادي وليست لديّ علاقة سياسية بالميرغني
أحس بالغربة وبالبعد ..وأول شيء سأفعله عند عودتي سأقبل تراب السودان
قابلت وزراء الخارجية في أوروبا وقلت لهم: أرفعوا أيديكم عن السودان
الانتفاضة ليست خيار أساسي لقوى نداء السودان والأحزاب التقليدية تتساقط والقيادات انكشف أمرها
حوار – طلال اسماعيل
للرجل سيرة ذاتية طويلة في العمل السياسي، منذ أن درس الأولية في أرقو، المدرسة الوسطي في القولد،المدرسة الثانوية في وادي سيدنا، ومنها إلى كلية القانون بجامعة الخرطوم. ولديه دراسات فوق الجامعية من جامعة نورث وسترن (إلينوي) بالولايات المتحدة الأمريكية حيث نال درجة ماجستير القوانين، كان
رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم في دورتين والأمين العام لاتحاد الطلاب الأفارقة فوق الجامعة في الأمريكتين (PASOA) ومقره الولايات المتحدة، وبحكم الموقع أصبح عضواً في العديد من المنظمات ذات الأصول الأفريقية وشارك في النضال ضد التفرقة العنصرية وقتها ،وقابل العديد من رجال التحرير من أفريقيا في الفترة من 1960/1962، شغل عضو اللجنة التنفيذية للحزب الوطني الاتحادي (1965 – 1967)، وهو عضو لجنة إعداد الدستور (1967 – 1969)، وعضو الجمعية التأسيسية المنتخب عن دائرة دنقلا عام 1968، و عضو الهيئة البرلمانية للحزب الاتحادي الديمقراطي (1968 – 1969)،عضو القيادة العليا للحزب الاتحادي الديمقراطي في العمل السري ضد النظام المايوي، وعضو القيادة العليا للجبهة الوطنية ضد نظام مايو العسكري (1969 – 1985) أحد قادة ثورة رمضان 1973.
كان من قيادات انتفاضة 1976 الشعبية المسلحة التي قادتها الجبهة الوطنية واُعتقل وحوكم أمام محكمة عسكرية بالإعدام وخفف الحكم للسجن وتم إطلاق سراحه بعد عامين في أعقاب المصالحة التي لم يكن طرفاً فيها.
عند وفاة “حسين الهندي” في يناير 1982 اُنتخب مع ثلاثة آخرين لقيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي، وكان مقرراً لتلك القيادة، عقب الانتفاضة 1985 كون الحزب الوطني الاتحادي وانتخبه المؤتمر العام رئيساً للحزب، قبل أن يتوحد مع الحزب الاتحادي الديمقراطي عقب انقلاب 30/6/1989.اُنتخب في عام 1992 رئيساً للمكتب التنفيذي للحزب الاتحادي الديمقراطي وهو من قيادات التجمع الوطني الديمقراطي (1989 – 2006) وحضر مؤتمر أسمرا من داخل السودان عام 2000.
في عام 2004 اُنتخب نائباً لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي في مؤتمر القناطر الخيرية
مؤسس الجبهة الوطنية العريضة ،وانتخبه المؤتمر العام للجبهة الوطنية العريضة (الذي عُقد في لندن 22-24/10/2010) رئيساً للجبهة، (المجهر) وضعته في كرسي الاتهام لعدم تحقيق هدف إسقاط النظام، وجاءت هذه الإجابات
#كيف تقيم الأضاع الآن في السودان في ظل التطورات الداخلية والخارجية ؟
– نحن في الجبهة الوطنية لدينا موقف ثابت بالنسبة للحوار مع الحكومة انطلاقاً من موقفنا الثابت في ضرورة إسقاط النظام وإقامة البديل الديمقراطي على أنقاضه ونحن نرى أن النظام غير قادر على التحسين ، والحوار لا يمكن أن يهدف مطلقاً إلى تغيير النظام أو إزالته ولكنه يهدف في النهاية إلى الإبقاء على النظام مع التحسين. والتحسين يكون إما في بعض السياسات أو في بعض الرموز القيادية في النظام وهذا لا يمكن أن يحل القضية السودانية مطلقاً نحن نرى أن هذا النظام قد أخذ فرصة 26 عاماً ارتكب من الأخطاء والموبقات ما كاد أن يضيع السودان كله بعد أن ضاعت بعض أجزائه، والحل أن يذهب هذا النظام ويقوم نظام جديد على أسس جديدة كما حدث في الانتفاضتين السابقتين، لذلك نحن نرفض الحوار من هذا المنطلق. بعض القوى السياسية الأخرى لا ترفض الحوار وتريد أن تكون جزءا ًمن هذا النظام هؤلاء الذين يوافقون على الحوار لا يؤمنون بإسقاط النظام وبالضرورة أن يبقى النظام ولكن يجب أن تجرى تحسينات من هنا وهناك تستوي في هذا الكثير من القوى في الجبهة الثورية وفي الإجماع الوطني.
# البعض يرى أن المعارضة حتى الآن طرحت إسقاط النظام كشعار إستراتيجي لها وفشلت في تحقيق هذا الهدف؟
– المعارضة التي طرحت في الماضي إسقاط النظام وأنا اتهمها بأنها لم تكن جادة لأن هذه المعارضة عمرها لم ترفض الحوار مع النظام والذين ينادون بالحوار مع النظام لا يريدون إسقاطه، لأن الإسقاط والحوار خطان متوازيان لا يتلقيان وصاحب بالين كضاب، والمعارضة عندما تقول إنها تريد إسقاط النظام وتوافق على الحوار هي غير جادة هذا ما حرف المعارضة من هدفها، وهذا أدى إلى ضعفها من جهة وبقاء النظام من جهة أخرى، كل الحوارات التي ظلت تجري مع هذا النظام ترسيخ له ، مشكلة المعارضة الآن عليها أن تحدد بوضوح بطريقة استراتيجية وحاسمة هل تريد محاورة هذا النظام لتحسين حاله أم تريد إزالة هذا النظام فلا تجلس معه ولا تتحاور .لذلك المعارضة التي تقول إنها فشلت وهي لم تفشل ولكنها أصلاً لم تحدد هدفها لتفشل فيه هي الآن ترفع راية إسقاط النظام كنوع من الميثاق السياسي ومخاطبة وجدان الشعب السوداني، ولكن في حقيقتها لا تريد إسقاط النظام بدليل أنها تجلس مع النظام متحاورة وكيف تجلس مع النظام وتقول نريد إسقاط النظام ومحاسبتك على الجرائم التي ارتكبتها، ولا يمكن أن تجلس مع النظام لتحاكمه على الفساد الاقتصادي والاجتماعي وتمزيق الوحدة الاجتماعية والوطنية وعزل السودان عن محيطه، لا يوجد حوار يؤدي إلى مساءلة لذلك من يوافق على الحوار يوافق أيضاً على عدم مساءلة النظام
# مقاطعاً له : معنى ذلك لا توجد معارضة؟
المعارضة موجودة .. وهي جماهير الشعب السوداني وأنا لا أتحدث عن قيادات معارضة لأنها غير جادة لإسقاط النظام بدليل أن أي حزب سياسي يوافق على الحوار مع النظام أنا أشطبه من خارطة الذين يريدون إسقاط النظام.. لكن الشعب السوداني جماهير حزب الأمة والاتحادي والجماهير غير المنتمية لهذه الأحزاب وأنا أجزم أن 60 % من الشعب السوداني غير منتمي إلى كيان سياسي، وأنا أقول هذا عن دراسة ..لذلك عندما أقول معارضة أقصد معارضة الشعب السوداني والثورات التي قامت في الماضي لم تقدها قيادات المعارضة ولكن قادها الشعب السوداني وحتى انتفاضة سبتمبر 2013 الشعب السوداني هو المعارضة ونحن في الجبهة الوطنية العريضة نرى أن المعارضة هي الشعب ونحن جزء من هذا الشعب نحن كل سبيل نريده أن نوثق العمل ونقنن الثورة الشعبية لتكون على منهج وبرنامج وليست فوضوية تهدف لإسقاط النظام ونحن نريد إسقاط النظام وإيجاد البديل الديمقراطي المفصل كاملاً مكتوباً على أوراق الجبهة الوطنية العريضة التي أجازها مؤتمر الجبهة العريضة.
# الجبهة الوطنية العريضة.. هل لديها هيكل تنظيمي لتحقيق رؤيتها؟
– هي ليست حزباً سياسياً ،هي وعاء أي شخص معارض لهذا النظام هو في الجبهة الوطنية العريضة وهي موقف وطني وخط سياسي أنت لو كنت معارضاً لهذا النظام وتريد إسقاطه إذاً أنت عضو في الجبهة الوطنية العريضة نحن لسنا حزباً ولا نريد ان نكون حزباً.
# هل وصلتك أي دعوة لحضور المؤتمر التحضيري من الاتحاد الإفريقي؟
– لا، لم تصلني دعوة، ولكن وصلتني دعوة من رئاسة الجمهورية ورفضتها بورقة مكتوبة نشرت على كافة وسائل الإعلام والاتحاد الإفريقي يعلم أن الجبهة الوطنية ترفض الحوار مع النظام ،وقد كنت في جولة يناير من هذا العام في كل الدول الأوروبية وقابلت وزارات الخارجية كلها وأعلنت أننا لا نريد تدخلاً من الغرب في الشأن السوداني وهي قضية يتولاها الشعب السوداني، نحن الذين نكتوي بالجمر ونحن الذين نعاني وليس المجتمع الغربي، وقلت للوزارات الخارجية أرفعوا أيديكم عن السودان، لا نريد منكم شيئاً نحن نقدر تعاطفكم وقلت لهم نحن ضد أي حوار مع هذا النظام، وعندما أسقطنا “عبود” لم يكن هنالك تدخل من المجتمع الدولي، وعندما أسقطنا “نميري” لم يكن هنالك تدخل من الخارج، وعندما نزيل نظام الانقاذ لا نريد تدخلاً، الشعب السوداني لو عجز عن إزالة هذا النظام يكون الخطأ بأن الشعب لا يريد إسقاط النظام ولكن لا توجد قوة أقوى من الشعب السوداني نحن أقوى من السلاح والقنبلة الذرية وأقوى من كل الأسلحة التي يملكها النظام .
# الآن مكونات المعارضة السياسية والمسلحة هل لديك علاقات بها وكيف يتم التنسيق؟
– نعم، تبادل الرأي موجود ولكننا لسنا جزءاً منها نحن لسنا جزءاً من قوى نداء السودان لأنها تريد الحوار مع النظام ، إذا الانتفاضة وإسقاط النظام هي أمر بديل وليست موقف أساسي، الموقف الأساسي لنداء السودان الحوار وليس الإسقاط والجبهة الثورية أصلها لم ترفض الحوار مع النظام في برلين وأديس أبابا فيما عدا رأي واحد لـ”عبد الواحد محمد نور” الذي يرفض الحوار أما البقية لا يرفضون الحوار مع النظام ولكن لديهم اشتراطات ومطالب معينة من هذا النظام . نحن لا نطلب من هذا النظام لأننا لا نعترف بوجوده ونريد إزالته.. الذين لديهم مطالب هم الذين يعترفون بالنظام وشرعيته ووجوده ويريدون التعايش معه نحن نتبادل معهم الرأي ولكننا نختلف معهم في موضوع الحوار ويوم أن يرجعوا من الحوار ويروا أن المخرج الوحيد هو إسقاط النظام في تلك اللحظة نضع أيدينا معهم ولكن ليس الآن .
# هنالك خلافات بين الحركات المسلحة ، حركات دارفور من جهة وقطاع الشمال من جهة أخرى، كيف يسقطون النظام؟
– نحن نرى أن هذا صراع داخلي أنا لا أتحدث عن الجبهة في إطار الخلاف الداخلي، هذا يخصهم ولكن أتحدث عن الموقف السياسي العام لا يهمنا من يكون رئيس الجبهة هذا شأن داخلي ولكن كنا نود أن ينتهج النظام الديمقراطي في أي خيار لأننا نريد أن ننشئ نظاماً ديمقراطياً تتداول فيه السلطة، نحن نريد أن نعمق الفكر الديمقراطي في كل كياناتنا السياسية .
# مقاطعاً له: إسقاط النظام ظلت مفردة منذ 26 عام لم تتحقق على أرض الواقع ؟
– السبب الأساسي أن الشعب السوداني كان يتطلع لقياداته السياسية التقليدية لتتخذ موقفاً حاسماً كما حدث في عهد “نميري” وخلافه، ولكنهم وجدوا في هذه القيادات السياسية رغبة في التحاور مع النظام والجلوس مع النظام والمشاركة مع هذا النظام، إما مباشرة كما حدث في الاتحادي أو عبر وكالات كما حدث في حزب الأمة، وبعض الناس في المؤتمر الشعبي الذي كان جزءاً من النظام وأصبح معارضاً الآن هو أصبح يدافع عن هذا النظام بكل ثقله ،إذاً الشعب السوداني بسبب تأخير الانتفاضة الشعبية هو الموقف غير المستقر للقيادات التاريخية للشعب، الآن أمام الشعب السوداني أن يتجمع كشعب سوداني لإسقاط هذا النظام في معزل عن هذه القيادات ، ولذلك جاءت الجبهة الوطنية العريضة في 2010 لتكون هذا الوعاء الذي يجمع توجه إزالة هذا النظام وإقامة البديل الديمقراطي، وأنا أرى السبب الأساسي لبقاء هذا النظام توجه بعض الناس إلى القيادات التقليدية واضعين فيها حسن النية لإسقاط هذا النظام، ولكن الآن انكشفت هذه القيادات ولم تعد هي التي يمكن أن يعول عليها لإسقاط هذا النظام هم كانوا وكلاء عن الشعب السوداني والآن الشعب السوداني لا يريدهم، يريد أن يتصدى بيده هو ولا يريد بديلاً، هو صاحب الحق وهو الذي يعاني بطشاً وجوعاً وتشريداً وقتلاً، لذلك آن الآوان للشعب السوداني أن يأخذ حقه بيده دون أن يوكلها لزعيم ظل يبحث عن مصالحه.
# هل أنت متفائل بإسقاط النظام؟
– قطعاً، واليوم الذي أفقد فيه هذا الأمل أفقد انسانيتي ووجودي، بل أفقد سبب حياتي وعمري، لم أفقد الأمل في انتصار الشعب السوداني ضد الأنظمة الشمولية، وأنا حاربت “عبود” ومايو وهذا النظام وكل عمري قضيته في محاربة هذه الأنظمة الشمولية، والله سبحانه وتعالى أنعم عليّ بأن لم يجعلني يوماً جزءاً من هذه الأنظمة ، أنا أثق في الشعب السوداني وقدرته على إسقاط هذا النظام واثق في رغبته، هنالك معوقات كانت تحول دون انطلاق هذا الشعب السوداني والآن بدأت الأمور تتكشف وبدأت الأحزاب التقليدية تتساقط والقيادات انكشف أمرها وبالتالي الشعب السوداني سيسترد عافيته بيده و يعمل كشعب سوداني وخصوصاً الجيل الجديد، ونحن بلغنا من العمر عتيا ولن نبقى هذا جيل الشباب الصاعد الذي سيتأثر بمستقبل السودان، نحن إن عشنا اليوم لن نعيش غداً ،نحن نقاتل أساساً مع هؤلاء الشباب من أجل إزالة النظام وإقامة البديل الديمقراطي، وعلى الشباب أن يعلموا أن هذا وطنهم وهم الذين سيستفيدون من البديل الديمقراطي وهم الذين يقررون مصير الشعب السوداني نحن نساعدهم ونحن في طريقنا إلى الفناء لا نطمع في شيء غير أن نرى وطناً معافى ديمقراطياً يقوده شباب وطنيون حقيقيون.
# أنت أحد قيادات الحزب الاتحادي والآن هنالك تباعد في الرؤى السياسية هل لك علاقة ما بمولانا “محمد عثمان الميرغني”؟
– أنا القائد الأول للحزب الاتحادي بعد أن سقط الآخرون، أنا لا زلت في الاتحادي قائداً من قادته الأساسيين ، لأنه عندما قام قام على مقاومة الأنظمة الشمولية وظل الزعيم “الأزهري” يقاتل مع “عبود” ومات في السجن .. دستور الحزب الآن ينص صراحة ويلزم أي عضو في الحزب الاتحادي أن يقاتل أي نظام شمولي عسكرياً كان أم مدنياً بكل صلابة وكل تصميم، فالعضو الذي لا يحارب النظام الشمولي تسقط عضويته، فكيف إذا كان هذا العضو شارك في هذا النظام الشمولي وأصبح جزءاً منه، هذا قطعاً سقطت عضويته من الحزب الاتحادي الديمقراطي وخرج على المادة (3) من دستور الحزب فبالتالي الذي يبقى في الحزب يبقى بموجب الدستور ومن يخرج يخرج بموجب الدستور ولذلك نحن نبقى في الحزب ببقاء الدستور ومن يخرج على هذا الدستور يخرج عن الإرث النضالي للحزب الذي انبثق عام 1944 ضد الشمولية البريطانية ونظام “عبود” والنظام الحالي جماهير الحزب الاتحادي ضد هذا النظام هنالك حراك جماهيري الآن يتجمعون ويصطفون على مبدأين مبدأ إسقاط النظام ومبدأ عدم الحوار مع النظام، وأنا اؤيد هذا الحراك داخل الحزب الاتحادي وأدعمه بكل ما أملك من شرعية، وكل هذا في خدمة جماهير الحزب الاتحادي التي ترفض هذا النظام وتدين إدانة حاسمة كل من شارك في هذا النظام.
# أنت تعطي دعماً شرعياً لمجموعة “علي السيد” بهذا الموقف ضد “الحسن الميرغني”؟
– أنا لست مع مجموعة “علي” وإنما مع الحراك الجماهيري الذي يرفض أي حوار مع النظام وأية مشاركة في النظام، وليس هذه المشاركة وحدها والحزب سبق أن شارك والآن يشارك وهذه المشاركة الثانية وبالتالي نحن لا نتحدث عن مجموعة زيد أو عبيد نحن مع أي انسان يرفض الحوار مع هذا النظام.
# ماذا بخصوص علاقتك بمولانا “محمد عثمان الميرغني”؟
– الآن ليس لدي علاقة سياسية بالسيد “محمد عثمان الميرغني” بعد أن خرج عن مبادئ الحزب وأصبح جزءاً من النظام الشمولي ليس الآن فقط وإنما حتى في الانتخابات السابقة 2011 م كل من يشارك في هذا النظام حزبياً سقطت عضويته سواء كان عضواً أو رئيساً في الحزب أو قائداً من قواده.
# كيف ترى مستقبل الحزب الاتحادي؟
– الحزب الاتحادي سيعود حزباً قوياً كما كان في 1954 عندما يشارك بفعالية في إسقاط هذا النظام ونحن لدينا في الجبهة الوطنية قانونين.. قانون تنظيم الأحزاب السياسية الذي ينص على العزل السياسي لكل من شارك في هذا النظام الشمولي ويرسي أحزاباً سياسية قائمة على أساس الديمقراطية ولدينا قانون آخر، محاسبة الفساد السياسي والاقتصادي والإعلامي، وهو يحاكم كل من أجرم في حق الشعب السوداني ويعزل بأمر القضاء وليس بأمر السياسة يعزل سياسياً لفترة تتراوح بين 5- 20 عاماً.. عندما يصدر هذان القانونان أعتقد أن الحزب الاتحادي بشبابه الواعد سيكون الحزب الأقوى في الساحة، والحزب مستقبله كبير إذا تمايزت الصفوف بداخله ونحن لسنا مع وحدة الصف ولكن مع وحدة الهدف .
# متى نتوقع عودتك للخرطوم؟
– الوجود الجغرافي لم يعد مهماً مع وسائل الاتصال العديدة الآن أنت قد تكون في المكسكيك وتدير عملاً في الضعين وهذا أمر مختلف، الخارطة السياسية تغيرت من الماضي الآن قد تكون في بريطانيا ومصر وأي مكان في الدنيا وتستطيع أن تكون حاضراً، وأنا أقول بكل اطمئنان إنني الآن متواصل مع كل قرى ومدن السودان وكأنني موجود جغرافياً معهم، ولذلك ليس العبرة بالوجود الجغرافي وإن كنت أحس بالغربة وبالبعد عن السودان من الناحية الوجدانية وأنا رجل ملتصق بوجدان الشعب السوداني وبأرضه وأول شئ سأفعله عند عودتي سأقبل التراب السوداني ولكن المهمة التي أقوم بها الآن هي مهمة التنوير للشعب السوداني داخل السودان أولاً وخارجه ثانياً حتى يعي شعبنا.. الشعب السوداني يجب ألا ينتظر هذه القيادات التي جربها سنين عددا لذلك آن الأوان ليتصدى الشعب السوداني للقضية الوطنية لأنه صاحب القضية وصاحب المصير وأنا قلت في أكثر من موقع أنني نذرت ما تبقى لي من عمر لصالح هذا الشعب السوداني وسأقاتل حتى تتحقق الحرية والديمقرطية والعزة والكرامة للشعب السوداني.
# كلمة أخيرة؟
تحياتي للشعب السوداني ويجب عليه أن يكون كما كان وألا يصاب بالانهزامية والإحباط مما يجري من بعض قياداته نحن ننظر للجيل الجديد وهو أكثر قوة من جيلنا ولكنه يفقد كثيراً من القدوة التي وجدناها نحن من قيادتنا في الماضي .. نأمل أن يتوحد الشعب ويضع الثقة في نفسه وهو قادر على أن يحقق المستحيل.