الديوان

(المجهر) تصطاد السلطان "طه سليمان" ليغرد لعشاق فنه

حتى اللحظة ما زلت أشعر بأنني أمضي في طريق فني خاص بلا منافس
كتاباتي للأعمدة الصحفية هواية ولم اتخذها منبراً للمدافعة عني نفسي
البقاء للأفضل.. وهذا غناء وإحساس وليس تجارة سلاح
أقول لذلك الشيخ: (الدخول للجنة برحمة ربنا).. وهذا ما لا يعرفه الناس عني!!
جريدة بكاملها تخصّصت في الهجوم عليّ.. والوسائل القديمة في طريقها إلى التلاشي!!
حوار – محمد جمال قندول
بدعوة كريمة من الفنان “طه سليمان” قصدنا فندق (كورنثيا) بالخرطوم لحضور المؤتمر الصحفي الخاص بتدشين فيديو كليب جديد حمل عنوان (بعيد عنكي) أول أمس (الخميس) وسط حضور كثيف ضاقت به جنبات القاعة وأسماء رنانة في الوسط الفني والإعلامي. وكان ثمة هدوء وترقب لتدشين العمل الذي بمجرد عرضه تبارى عدد من الكتاب والصحفيين الفنيين والنقاد في إبداء آرائهم وإن كانت الغلبة للآراء الإيجابية التي عدّت “طه” فناناً يمضي بخطى ثابتة، له محاولاته في إخراج ونشر الأغنية السودانية إلى الفضاء الخارجي متجاوزاً الحدود من خلال نجاحه المسبق عبر كليب (عايز أعيش) الذي حقق مشاهدة وصلت لــ(12) مليون زائر عبر شبكة (روتانا).
ولعل أبرز ما حواه العمل الجديد لـ”طه” اعتماده على شريحة الشباب في إخراج العمل بنسبة (100%) بالفرق الاستعراضية المشاركة في العمل والذين شكلوا الحدث بالقاعة، ووصف “طه” أداءهم بالمخلص والمتقن. وعقب انتهاء المؤتمر الصحفي اصطادت (المجهر) “طه” في حوار عبّر فيه بصراحة عن كل يدور في خاطره، ودلفنا من خلاله للتعرف على رأيه في عدد من الجوانب تراوحت ما بين العام والخاص، في بوح وعزف منفرد عبر السطور التالية..
{ بداية.. أهلاً بك عبر مساحة (المجهر)؟
ـــ أهلين بيكم وسعيد بالإطلالة لجمهوري ومعجبي فني عبر صحيفة (المجهر) المتألقة. 
{ “طه”.. لاحظنا أن طاقم فيديو كليب (بعيد عنكي) الجديد اعتمدت فيه على الشباب؟
ـــ نعم.. لثقتي الكبيرة فيهم ومسؤوليتي تجاههم وإيماني بدورهم في خدمة المجتمع والصحافة، ولإرسال رسالة للأجيال السابقة (لا تجهلوا دور الشباب لأنهم وقود ومستقبل هذا البلد).
{ بالكليب فرق استعراضية شبابية.. كيف وقفت على اختيارها؟
ـــ أنا لم أقف وحدي على الاختيار.. معي تيم كامل وقف على اختيار العناصر المشاركة عن قناعة وتأكيد وثقة بعد عملية تمحيص وتدقيق.
{ ثمة انتقادات توجه للشباب بميلهم للأنماط الموسيقية والاستعراضية الغربية.. كيف تنظر أنت إليها؟
ـــ بالنسبة للأجيال السابقة (اللي بتنتقد التجربة وبتعتبرها ثقافة دخيلة علينا) أقول إنها أصبحت واقعاً ملموساً ومعاشاً في السودان وباتت العادات القديمة في طريقها إلى التلاشي. 
{ الفنان “شكر الله” خرج في الفترة الماضية بفيديو كليب متخذاً الغناء بالشايقية اتجاهاً وأنت ظهرت بالفيديو الكليب الجديد بـ(نمط المردوم).. هل هذه منافسة أم عن قناعة منك بالتنوع؟
ـــ (لا معليش).. أنا أقول إن “طه سليمان” بعيد كل البعد عن سؤالك.. أنا مشغول بفني وحتى عندما بدأت بتنفيذ أغنيتي (بعيد عنكي) كفيديو كليب كان هذا قبل ثلاثة أشهر وعمل “شكر الله” (المبيريك) لم يكن قد خرج للعلن ولم أكن أمتلك المعلومة، وشاهدته وأنا أصور.. لكن في نهاية الأمر كل هذا ينصب في مصلحة الفن.
{ هل واجهتك أية صعوبات في تنفيذ العمل؟
ــ الحمد لله ليست هنالك أية صعوبات وإن وجدت فهي أمر عادي ومن صميم عملي وفيها متعة.. لأنك إن لم تكن على قناعة وثقة وحب للعمل لن تستطيع إيصال فكرتك بالفهم الكامل.. والصعوبات دائماً تشكل دافعاً للمضي قدماً.
{ شكل تصريح أحد الشيوخ مؤخراً عن دخوله دار اتحاد الفنانين بقدمه اليسرى جدلاً واسعاً.. ما تعليقك؟
ـــ شعرت بظلم كبير جداً وقع على أناس مؤثرين جداً، وفيه سوء استخدام للدين غض النظر إذا كنت ترى الجانب الآخر مخطئاً بإمكانك تقويمه وإذا لم يستجب فمن حقك أن تتصرف أي تصرف وتفتي الفتوى التي تريد إخراجها للناس، لكن حتى الآن ليست هنالك فتوى شرعية أو شيء مكتوب بأن الغناء حلال أو حرام.. ودع الخلق للخالق.. وفي النهاية الدخول إلى الجنة برحمة ربنا.. وليس من يطلق مثل هذه الأقوال هو الذي يحاسب الناس.
{ الفنان “حسين الصادق” نشط مؤخراً وبدأ يظهر كمنافس حقيقي لك؟
ـــ صراحة أحسست بأن الدنيا ما زالت بخير وما زال هنالك شخص يجتهد ويثبت أن لديه هدفاً ورسالة.. أما بالنسبة لي فأنا كنت دائماً أشعر بـ(عدم منافسة) وأنني وحدي أمضي في طريق فني خاص.. وحتى اللحظة وبعد حديثك هذا.. أنا الوحيد الذي أمضي في شارع لا أحد يمشي عليه حتى أشعر بوجود منافس، ويجب أن نكون واقعيين، الأشياء التي أفعلها ليس هنالك من امتلك الجرأة للمضي فيها حتى تسألني بأن فلاناً نافسك.. بالعكس حديثك أدخل الطمأنينة إلى قلبي بأن هنالك شخصاً بات يفهم أن هذا هو الطريق الصحيح، وليس هنالك عيب في المنافسة.. هذا مجالنا والبقاء للأفضل.. هذا غناء وليس تجارة سلاح.. بل إحساس.
{ حديثك هذا غرور أم ثقة؟
ـــ (إنتوا الصحفيين ما تاخدوا الموضوع مديدة حارة)!! هذا فهم.. أنا طرحت عليك رأيي ومن حقك أن تحلله.. والموضوع ليس غروراً وإنما ثقة بالنفس. وأنا لم أقل هذا غروراً.. فقط هذا شعور بأنني أمضي في طريق فني لا أحد يسير عليه.
{ “طه” ظهر مؤخراً ككاتب صحفي عبر إحدى الصحف.. هل دخلت مجال الصحافة للمدافعة عن نهجك أم إيماناً بأنك تملك موهبة الكتابة الصحفية؟
ـــ الكتابة بالنسبة لي هواية وأنا عندما كتبت أعمدة صحفية لم أكتب أي عمود لأدافع عن نفسي، بل أتحدث فقط عن تجاربي التي خضتها، وكل الذي خططته فقط الحديث عن “طه سليمان”.. وكان نتيجة إيمان لأكشف للناس ما لا يعرفونه عني.
{ تحدثت من قبل أنك تريد إنشاء صحيفة.. لماذا خرجت بمثل هذا التصريح؟
ــ لأنني في وقت من الأوقات أحسست بأن بعض الصحفيين مدفوعي القيمة.. يعني (صحفي تديهو قروش يمشي يكتب ينبذ فلان وفلان يجي يديهو قروش اكتر ينبذ فلان التاني) وأصبحت أبحث عن القلم الصادق.. وأنا عندما صرحت بأنني أريد إنشاء صحيفة كنت أبحث عن الصحفيين الصادقين، ولو لاحظت في ذلك التصريح قلت (جيبو لي صحفيين.. الجريدة هينة).. (لكن أنا ألقى صحفيين صادقين من وين؟ أنا ما عايز أجيب زول يطبل لطه سليمان).
{ هل أحسست بأنك تعرضت لحملة صحفية أوصلتك إلى هذه القناعة؟
ـــ أبداً.. لم أشعر بأنها حملة صحفية بل أشياء شخصية.. يعني مثلاً (زول من ناحية نفسية طه سليمان ما بدورو).
{ “طه” كفنان.. هل يرصد عدد الأعمدة الفنية التي هاجمته وانتقدته؟
ـــ (يا زول دي وصلت لجريدة كاملة.. إنت ما متابع ولا شنو؟؟ لحد ما قفلت ما متابعا ولا شنو؟!).
{ كيف تنظر إلى الساحة الفنية حالياً من خلال زخم الأصوات الغنائية؟
ـــ زحام الأصوات سلاح ذو حدين، له سليبات وفوائد، وأتمنى أن ينظر القائمون على أمر الفن إلى هذه الخاصية بنظرة علمية حتى تخرج فوائدها أكثر من سلبياتها، بحيث يكون إنتاج الأصوات المستقبلية جيداً وهذا يتم بالوقوف على المواهب التي ظهرت في الساحة.. يجب أن تكون هنالك جهات تقيّم هذه الأصوات على حقيقتها.
{ ما هي رسالتك كفنان؟
ـــ رسالتي كفنان بأن أي شخص يقيّم تجربته وصوته بواسطة خبراء حتى يعلم ماذا يفعل وحجم إمكانياته ليخدم الفن بشكل عادل.
{ اعتمدت في الكليب على إيقاع المردوم كيف وقفت على اختيار الإيقاعات؟
ـــ أول شيء أنا لا أعتمد على الإيقاع السريع لأننا أفارقة في ثقافتنا، والدليل على هذا السلم الخماسي، وذوو ثقافات متنوعة لأننا شعب إيقاعي وأكبر دليل أن الإسلام دخل السودان عبر الإيقاع عن طريق (النوبة).
{ على ذكر السلم الخماسي.. هل هو سبب عدم خروجنا من بؤرة المحلية؟
ـــ بالعكس.. الفن في نهاية فن وبإمكان أي شخص أن يتناوله بشيء مختلف، لكن كل شيء يوظف لتأخذ الشكل الملائم لتقديمه للجمهور.. وحتى السلم الخماسي ميزة.
{ كيف تنظر إلى مقومات الفن في السودان؟
ــ الفن السوداني له الكثير من الأنماط الإيقاعية ومتعدد الثقافات وبإمكان الناس الاستفادة منها.
{ ما لا يعرفه الناس عن “طه سليمان”؟
ـــ شخص يحب الناس وأن يكون معهم.. (وزول بحب النكتة أكتر حاجة).
{ ذكرت من قبل أنك لا تستخدم هاتفاً؟
ـــ (يضحك).. (أنا حتى التلفون العندي صامت خالي نغمة.. دي المشكلة هنا عشان كدا اضطريت استغني عنه وبقيت مع الحوليني بس).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية