ولنا رأي

الحارة التاسعة الثورة والسرقات النهارية!!

في فصل الشتاء يكثر دائماً زوار الليل، اللصوص الذين يتعدون على حرمات الناس إن كانوا على معرفة ودراية بما هو موجود بالمنزل أو بالاتفاق مع خدم المنازل أو المتسكعين والمتبطلين بالشوارع يراقبون ويرصدون السكان.. متى يخرج الأب ومتى يذهب التلاميذ إلى المدارس ومتى تذهب ربة المنزل إلى السوق!! يدرسون الوضع تماماً ومن ثم يقومون بالتنفيذ ليلاً أو نهاراً.
وكم من أسرة تهجموا عليها ليلاً، إما سرقوها أو أصابوا سكانها بأضرار نتيجة الشعور بهم وملاحقتهم، والجاني أو اللص يحاول أن (يتخارج) فيصيب كل من يتعقبه بما يحمل من آلة حادة أو سكين أو ساطور أو أية (مصيبة أخرى).. كثير من الآباء والأبناء فقدوا أرواحهم نتيجة تهورهم وملاحقتهم اللصوص.
واحدة من المناطق.. تعد من أرقى المناطق السكنية لما يتمتع أهلها وأبناؤها به من الخلق والدين والمال.. لم أعتقد في يوم من الأيام أن الحارة التاسعة الثورة أفرزت متسكعين أو عاطلين فأهلها يتمتعون بكل الصفات الحميدة، ولا يحتاج أبناء تلك الأسر للمال حتى يتعدوا على حقوق الغير أو حرمات الناس بالليل أو النهار.. قبل يومين شاهد أحد الجيران شاباً يصعد سطح منزلنا الذي ما أن شاهدنه بنات الجيران حتى صحن فيه فاختفى، وأخبرن رب المنزل بأن شاباً صعد سطح الجيران وكاد أن ينزل بمنزلنا، بعد ذلك فوجئنا بأن أربعاً من درجات الأولاد قد اختفت من السطح حينما صعدوا لإنزالها للعب بها.. وفي نفس اليوم الذي اختفت فيه الدراجات سرقت أربع (طاسات) سيارة جاء صاحبها في زيارة.
لم أتوقع أن تحدث سرقة في منتصف النهار، والسارق قريب جداً ومتابع جداً لما يدور من حركة السكان.. الداخل والخارج.. وقبلها كان قد نبه مولانا إمام مسجد الحارة التاسعة العتيق لتفلت بعض الشباب وسرقة موبايلات الكبار بعد صلاة العشاء.
إن الحارة التاسعة الثورة هادئة وآمنة، لكن لا أدري من أين أتى هؤلاء الذين يروعون السكان الكبار وحتى الأطفال، الذين حين يسمعون بسيرة أولئك اللصوص يخشون الذهاب إلى الحمام ليلاً خوفاً أن يصبهم مكروه.
قد يقول قائل إن البطالة وعدم توفر فرص عمل للشباب دفعت بالشباب إلى السرقة.. لكن هذا ليس منطقاً ولا يوجد شخص عاقل يرضى أن يكون لصاً يدخل بيوت الناس بدون استئذان ويستولي على ممتلكاتهم.. ولا أدري أين آباء وأمهات أولئك الشباب إن كانوا فعلاً شباب.. وأين مسؤولو بسط الأمن الشامل الذي ذهبنا إليه أكثر من مرة ولم نجد فرداً واحداً منهم؟؟ على الجهات الأمنية المسؤولة بالحارة تتبع أولئك اللصوص وكشفهم وتعريتهم وتقديمهم للمحاكمات ليكونوا عبرة وعظة لغيرهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية