المواصفات: استيراد ألعاب أطفال بـ(3) ملايين دولار العام الماضي
دعت المستثمرين للدخول في المجال
الخرطوم ـ سيف جامع
قالت هيئة المواصفات والمقاييس إن السودان استورد لعب أطفال بمبلغ (24) مليون جنيه بما يعادل (3) ملايين دولار في العام الماضي، وشن خبراء هجوماً لاذعاً على وزارة التجارة لسماحها باستيراد لعب أطفال غير متوافقة مع المعايير الثقافية والاجتماعية والقيم السودانية، وقالت الخبيرة في حقوق الطفل “مريم عثمان سر الختم” إن اللعب المستوردة تعبر عن بيئة الغرب، حيث تحوي الدب والبطريق والخنزير ولا توجد بها حيوانات بيئة أطفالنا من ماعز وغزال وجمال وضأن ودجاج وحمام وغيرها، مشيرة إلى أن اللعبة المستوردة تبث سلوكيات غير مرغوب فيها، إذ تروج للأنشطة العدوانية والعنف المفرط والتنافس المبالغ فيه، ونوهت بأن ملابس العرائس تعكس نوعاً من عدم الاحتشام يتعارض مع قيمنا ويستوجب تطويع اللعب للقيم الوطنية.وقال في ورقة قدمتها في سمنار (توطين صناعة اللعب في السودان) بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس قالت “نلاحظ هيمنة الرموز الغربية اللغوية والشكلية على اللعب الموجودة بأسواقنا مما يولد إحساساً بالدونية أمام الثقافة الأوربية وبناء نوع من الإلفة مع رموزها وأبطالها.وأكدت بأن سوق ألعاب الأطفال واعدة مما يمثل حجر الزاوية في جدواها الاقتصادية، فضلاً عن توفر العمالة وطبيعة هذه الصناعات ذات الميزة التنموية الكبيرة والتي يمكن أن تبدأ باللعب التي لا تحتاج صناعتها لتكنولوجيا معقدة ومن ثم قيام صناعة تكميلية تدرجاً إلى صناعة الألعاب ذات التكنولوجيا المتقدمة، وقالت إن المشاكل التي تواجه صناعة اللعب ضعف القوى الشرائية والرسوم الجمركية على مدخلات الإنتاج والخوف من الدخول في مجال استثماري جديد.وشدد مدير إدارة المواصفة بالهيئة “كمال الهادي” على ضرورة تشجيع المستثمرين للدخول في مجال تصنيع لعب الأطفال، مبيناً أن المدخلات متوفرة ويمكن للسودان أن يصدر إلى دول الجوار.وقالت مدير كلية تنمية الأسرة والمجتمع بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا “الشفاء عبد القادر حسن” إن اللعب المستوردة تفقد الطفل السوداني استخدام المهارات العقلية، مشيرة إلى أن الأطفال في الريف كانوا يصنعون “اللوري والتكاسي” ويصنعن الطفلات بنات الألعاب، وطالبت هيئة المواصفات بإصدار مواصفة تربوية. وطالب المشاركون الدولة بتوطين وسودنة لعب الأطفال، مشيرين إلى أن الألعاب التي تستورد من “أوربا” و”أمريكا” لا يراعى فيها الأخلاق، وحذر عدد من المتحدثين من وجود مشكلات في ألعاب الملاهي التي تعمل بالتروس منها الإهمال والتجاهل وتوصد الأبواب أمام المصممين والمصنعين لاستيراد المدخلات.