رأي

بكل الوضوح

عامر باشاب
العندليب “زيدان” سيظل كما كان   
{ تمر علينا هذه الأيام ذكرى رحيل الفنان المبدع الجميل عندليب السودان الأسمر الراحل المقيم “زيدان إبراهيم”، لتجدنا جميعاً (عشاق فنه وأهله وأصدقائه وزملائه)، ما زلنا تحت تأثير فجيعتنا برحيله عن دنيانا وحزننا على غيابه من الوسط الفني.
{ نعم.. إننا حتى الآن لم نستوعب رحيل ذلك المبدع الفنان، صاحب المسيرة الإبداعية الحافلة بالنجاحات والأعمال الغنائية الخالدة التي قدمها منذ بداية مشواره الفني وحتى رحيله من هذه الفانية، بعد رحلة مع المرض استطاع خلالها صاحب العزيمة القوية أن ينتصر على آلامها وأوجاعها.
{ نعم.. حتى الآن لم نستوعب غياب فنان مختلف في كل شيء.. أهدانا كنوزاً من محبة صادقة، وشيد في دواخلنا قصوراً للشوق بروائع الأغاني والشدو الجميل.
{ حقاً إننا فقدنا “زيدان محمد إبراهيم” بجسده النحيل وروحه الحلوة، ولكن تبقى سيرته العطرة وفنه الأصيل.. وتبقى قيمته.. وقيمة “زيدان” ليست فقط في نبوغه الفني، ولكن قيمته الحقيقية تتجاوز ذلك تماماً.. والحديث هنا عن “زيدان” الإنسان، وذلك لأن حياة “زيدان” الشخصية تكاد تكون من أروع أعماله الإبداعية. ومن منا لا يعرف مواقف “زيدان”.. ومن منا لم يسمع عن مبادراته الإنسانية.. ومن منا لا يحفظ حكاياته ونوادره.. ومن منا لم يستمتع ببشاشته وروحه المداعبة.. ومن منا لم تسعده نكاته وقفشاته وطرائفه وسخريته اللاذعة؟!
{ كل الشواهد تؤكد أن “زيدان” عاش حتى مات شريفاً وعفيفاً، لم يجامل، ولم ينافق، ولم يداهن، ولم يتعد على حق أحد، ولم ينتقص من قدر زميل، ولم يسئ للآخر. ولم يخاصم حتى عدو.
عاش كبيراً بقلبه وإنسانيته وتواضعه.. كان يحب ويحتوي حتى آخر ومضة في روحه المضيئة.
{ رغم الرحيل سيظل “زيدان” كما كان، يحب ويهوى بين جمهوره وعشاق فنه بروائعه التي استطاع أن يجسد خلالها أعمق وأبهى صور الحب، كما جسد فيها أصدق لحظات الألم والفراق واللوعة.. تلك الأعمال ستظل خالدة في أذهان ووجدان كل من يستمع إليها بصوته الشجي وإحساسه العجيب، ويعايش معانيها ويتفاعل معها.
} وضوح أخير
إلى الرائع “زيدان”
لو تعرف اللهفة والريد والعذاب..
والشوق بطرق في دروبك ألف باب
لو تعرف دي الدنيا من بعدك سراب
ما كانت روحت وكنت طولت الغياب

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية