"د. ريلة عواض" في حديث خاص لـ(المجهر):
(قناة إكسير) تدعم خط المسؤولية الاجتماعية الذي تبناه السيد رئيس الجمهورية
حوار – عامر باشاب
امرأة مختلفة، إنسانة طموحة قوية معطاءة لأقصى حد، تعمل لصالح الجميع، وتسعى دائماً لمساعدة الناس حتى ولو كان على حساب نفسها، متمكنة في مجالها ولها باع طويل في مجال الأمراض (الجلدية والتناسلية)، محاضرة بـ(كلية العلوم الطبية)، دخلت مجال الإعلام عبر تأسيسها لأول فضائية طبية في السودان (قناة إكسير)، إنها الطبيبة “ريلة عواض”، رئيس مجلس قناة اكسير الطبية التقيناها عبر هذه المساحة فتحدثت لنا عن تجربتها في الطب والإعلام والحياة..
{ في البداية قلنا لها عرفينا إلى نفسك أكثر؟
– اسمي “ريلة محمد عواض” من قبيلة (الأرتيقة) شرق السودان، درست الطب بـ(جامعة الخرطوم) في آخر أيامها الحلوة، تخصصت في أمراض (الجلدية والتناسلية)، وأعمل الآن أستاذة بـ(جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا UMST – مأمون حميدة)، متزوجة ولدي ابن وحيد “محمد”.
{ (إكسير الفضائية) الفكرة ودواعي التأسيس؟
– إحساسي بأننا مسؤولون أمام الله وأمام أنفسنا تجاه القضايا القومية والوطنية التي تخدم الجميع ويستفيد منها كل الناس هو الذي دفعني وجعلني أفكر في تأسيس هذه الفضائية من أجل انجاز مسؤولياتنا تجاه المواطن والوطن، ونظراً لما للمسؤولية الاجتماعية من أهمية، لذا كان لابد من وجود منبر إعلامي يسهم في تعزيزها في نفوس النشء.
{ ما هي الأهداف المباشرة؟
– نشر الثقافة الصحية، تبني التوعية الطبية بشقيها (العلاجي) و(الوقائي)، التعريف بالمفاهيم الصحية والغذائية، الإسهام في تحقيق رفاهية المجتمع وتحسين ظروفه البيئية والرعاية الصحية والاجتماعية، ترقية وتطوير السلوك الاجتماعي، معالجة الظواهر السالبة، الإسهام في تطوير الخدمات الطبية، توطين العلاج بالداخل، تشجيع البحث العلمي وابتكار وتبني برامج جديدة لخدمة المجتمع.
{ حدثينا عن شكل البدايات ومن وقف بجانبك؟
– في الحقيقة كانت تجربة صعبة بل كانت مغامرة، والقصة بدأت في العام 2008م عندها قمت بتأسيس شركة، وشجعني على تأسيس (إكسير الفضائية الطبية) عودة المخرج السينمائي “عبد الرحمن محمد عبد الرحمن” من “القاهرة” بعد فترة غياب طويلة، وبمجرد عودته للبلاد اتفقنا على أن نتعاون أنا كطبيبة وهو كإعلامي على تحقيق هذا الحلم الذي أردنا من خلاله أن نؤسس لعمل رسالي نخدم من خلاله المجتمع، فولدت (إكسير) قناة لها هدف وليست ترف.
{ ولكن يقال إنك دخلتِ هذا المجال لأجل الشهرة والكسب المادي؟
– أنا لست بحاجة لا للمال ولا للشهرة، والحمد لله أملك اسماً في عالم الطب ووظيفة رفيعة في أكاديمية لها وزنها، ولدي عيادة في شارع المطار، وأنا منذ أن تخرجت في كلية الطب أحاول توظيف خبرتي ومجال الطب في خدمة الجميع، ولهذا فكرت في تأسيس هذه الفضائية، ولو كنت أسعى للكسب المادي كنت طرقت أبواب استثمارات أخرى مضمونة وسريعة الربح، وأحب أن أقول لك (إكسير) أخذت مني حياتي الخاصة وحرمتني من التفرغ لعائلتي وأصدقائي، وصارت حياتي مكرسة لخدمة هذه القناة.
{ هل هذا يعني أنك نادمة على خوض هذه التجربة؟
– كلمة ندم غير موجودة في قاموسي، وأنا راضية كل الرضا عن اختياراتي التي اخترتها في حياتي، وأتطلع إلى الأمام وأسعى للنجاح في أي مجال أخوضه، لأنني أريد أن أحدث تحولاً إيجابياً وأدخل لمسة في أي مجال أطرقه، وعلى العكس تماماً تجربة (إكسير) أعطتني الكثير وزادتني قوة وثقة بالنفس.
(إكسير) بدأت ثم فجأة توقفت؟
– نعم بدأنا البث في 2013م كانت فترة تجريبية استمرت حتى حفل تدشين القناة يوم 31 يناير 2014م، وبعدها اضطررنا لرفع عبارة (البث التجريبي)، لأننا ظللنا نتحمل كل نفقات البث بما في ذلك ايجار القمر من اليوم الأول للبث دون فترة سماح في السداد كما هو متبع، وبعد أن أكملنا العام نكون بالفعل أكملنا فترة البث التجريبي بشكل حقيقي.
{ ومن أين تمولون القناة؟
– من مالي الخاص لم أجد دعماً من أية جهة، ظللت طيلة العام أصرف قرابة (500) مليون شهرياً لإنتاج البرامج ولتسيير العمل بالقناة.
{ الآن ما هو مصير القناة؟
– قمنا بمخاطبة إدارة (شركة القمر الصناعي) وطلبنا منهم إيقاف البث، لأننا بصدد عمل خطوات تنظيم وإعادة ترتيب أوضاعنا حتى نعود بصورة أقوى وبخطة مدروسة وببرامج مواكبة.
{ ما الهدف من وراء اجتماعكم بوزراء الإعلام والصحة والمالية؟
– الاجتماع كان القصد منه أن يطلع السادة الوزراء على الدور التي تقدمة قناة (إكسير) للدولة ودعمها لخطها الإعلامي والتثقيف والتوعية الصحية، بجانب دعمها للاقتصاد الوطني من خلال تشجيع السياحة العلاجية التي ستدر أموالاً طائلة على خزينة الدولة، وكما هو معلوم الاهتمام بالسياحة العلاجية طفر بدول مثل “اليابان” و”تايلاند” و”الأردن”، (إكسير) أيضاً تسعى للانتقال بقطاع الصحة ليصبح قطاعاً منتجاً وقبل هذا وذاك دعمها لخط المسؤولية الاجتماعية الذي تبناه السيد رئيس الجمهورية والقيام بدور وطني من خلال ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية وتفعيل دورها في قطاع الأعمال.
{ وكيف كان رد فعلهم؟
– جمعهم ثمنوا دور قناة (إكسير) وأهدافها التي انطلقت من أجلها وأهمية وجودها لتحقيق رسالتها، كما وعدوا بدعمها لضمان استمراريتها، وهنا انتهز الفرصة لأشكرهم على تفهمهم لدور القناة والتزامهم بدعمها، كما أشكر السيد مساعد رئيس الجمهورية البروفيسور “إبراهيم غندور” الذي أكد وأمن على أهمية الدور الذي ستلعبه فضائية (إكسير) في ترقية المجتمع ودعم الدولة باسهامها في تحقيق التنمية المستدامة من خلال تأثيرها الايجابي على صحة وحياة إنسان السودان والذي هو أساس التنمية، وكل هذا يؤكد اهتمام القيادة العليا بالدولة بالقضايا الصحية والاجتماعية وتفهمهم لرسالة الإعلام.
{ ما هو شكل الدعم الذي تتوقعونه من الدولة؟
– الدعم الذي نريده في الأول هو الدعم الأدبي والإيمان برسالية القناة والاعتراف بدورها، وهذا من لمسناه من المسؤولين بالدولة بمستوياتهم كافة، ثانياً نريد من المؤسسات الاقتصادية الوطنية أن تساهم في ضمان استمرارية قناة (إكسير) الطبية بشراء زمن بث للإعلان عن منتجاتهم عبر برامجنا التي تستهدف جمهوراً عريضاً داخل وخارج البلاد.
{ كلمة أخيرة؟
– أقول فيها أنا كمواطنة سودانية عادية لا أملك غير القليل من العلم وبعض من الطموح، أتمنى أن نقدم للمجتمع السوداني المساندة والدعم، وأختم بعبارات ذكرها البروفيسور العلامة “حسن أبو عائشة” في حق القناة قال فيها (هزيمة رسالة أول فضائية طبية تعني هزيمة كل الجهات المعنية بأمر الصحة).