شهادتي لله

الثورة من محطة "جنيف".. !!

{ واحدة من أهم علامات ضعف (المعارضة) السودانية أنها ومنذ سنوات طويلة تنتظر أن يأتيها (الفرج) من سماء القوى الدولية، فتسعى لإسقاط النظام الحاكم في الخرطوم بقرارات (مجلس الأمن الدولي) وعقوبات الولايات المتحدة الأمريكية، وإدانات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في “جنيف” والسعي الحثيث لإحالة وضع الرقابة من (البند العاشر) إلى (البند الرابع) أو (البند العاشر معدل)!!
{ تفشل المعارضة بكل قواها وأحزابها التقليدية والحديثة والهلامية عن حشد خمسة آلاف مواطن سوداني في ميدان عام، في شمبات أو أم درمان أو (أبو جنزير) الذي وصله قبل نحو أربع سنوات الراحل الكبير “محمد إبراهيم نقد”، فوجد الميدان خاوياً من الناس رغم اتفاق قوى (التحالف) على حشد الآﻻف داخله صباح ذلك اليوم العجيب، فالتقط قطعة (كرتون) وكتب عليها: (حضرنا ولم نجدكم)!!  وما زالت قطعة الكرتون الأثرية بطرفي للذكرى والتاريخ!!
{ معارضة تنتظر مجلس حقوق الإنسان في “جنيف” أن يقوم عنها بتعرية وإسقاط النظام، هي بالتأكيد معارضة لا تستاهل ثقة الشعب ولا تستحق الوصول لسلطته.
{ معارضة تنتظر الثورة من تلقاء “باريس” و من عقوبات “واشنطن” واتفاقيات “أديس” لا يمكنها أن تسقط هذا النظام، إلا أن يشاء الله، وهو يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير إنه على كل شيء قدير.
{ معارضة أول المعتقلين فيها “مريم” وآخر المعتقلات منها “رباح”، يغيب رجالها عند المضايق، ويختفي مناضلوها الأشاوس خلف (الكي بوردات)، فكيف إذن تسقط النظام؟!!
{ الثورة في السودان يا أحبتي لم يقدها يوماً من أيام (أكتوبر) الأخضر مقرر حقوق الإنسان، ولم يشعلها في (أبريل) ” ثابو أمبيكي” أو “هايلي منكريوس “، ولم تنظم إضراباتها “سوزان رايس”..!!
{ وثورة ( 25 يناير) في مصر قادها من (ميدان التحرير) شباب وشابات في ريعان الشباب، “وائل غنيم” و “نوارة نجم” وغيرهم بعشرات الآلاف، واجهوا خلال (16) يوماً فقط أعتى نظام عسكري وأشرس جهاز لأمن الدولة وأقوى مخابرات في منطقة الشرق الأوسط، فأعلن الرئيس “حسني مبارك” بنهاية اليوم الخامس عشر على لسان مدير المخابرات اللواء “عمر سليمان” تنحيه عن سلطة قابضة امتدت لثلاثين عاماً طويلة!!
{ لم يكن (شباب التحرير) في حاجة إلى دعم من “جنيف”، لم يبثوا شكواهم إلى الأمم المتحدة ولا انتظروا مدداً لن يأتي من أمريكا، ولا طالبوا بوسيط دولي أو إقليمي للتفاوض عبره مع اللواء “عمر سليمان”. وكذا اندلعت الثورة في شوارع “تونس” وميادين “صنعاء”.
{ هذه ليست معارضة تشبه شعب السودان الأبي العزيز التي تؤبن الشهيدة “سارة عبد الباقي ” ببضع عشرات من النساء داخل (حوش) منزل الأسرة الكريمة بالدروشاب وتحت  حماية عمنا الصابر الكلس “عبد الباقي ” .
{ و(الإنقاذ) ليست عزيزة على الثورة، لا ملكت زمام الشعب ولا أزاحت عن كواهله أثقال المعيشة وضغوط اقتصادها الحر، ولا عاقبت المفسدين أثرياء الغفلة، ولا استردت مليارات التعابى والغلابى المنهوبة، فنفر عن برامجها الملايين وكفر بمشروعها الآلاف حتى من بين عضويتها القديمة.
{ لكن الشعب لم يجد من بين وجوه (الإمام) وكريماته و”عبد الواحد” و “مناوي” و”عقار” و”جبريل” و”عرمان” و”أبو راس” و “أبو عيسى” و “صديق الهندي”  و”الخطيب”، زعيماً مخلصاً، وقائداً يأتمنه على (سر) الإطاحة بحكم ” البشير”!!
{ سبت أخضر على البلد الحزينة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية