(المجهر) تحاور نائب رئيس حزب (الأمة القومي) "محمد عبد الله الدومة" (2ـ2):
(المجهر) تحاور نائب رئيس حزب (الأمة القومي) “محمد عبد الله الدومة” (2ـ2):
“مبارك” يرغب في العودة للحزب لكن مطالبه تعجيزية
إنت ذاتك ما خايف من توحُّد الإسلاميين؟؟
أحياناً اتصل بـ”كمال عمر” وأقول له “ده شنو البتعملوا فيه ده؟”
الفريق “صديق” غير سعيد باختيار (سارة) أميناً عاماً
(جماعة مبارك) يرتبون أوضاعهم لأهداف لا نعلمها
نحن (شلنا) الفريق “صديق” و(جبنا) إبراهيم الأمين
على الوطني أن ينتظر انتفاضتنا التي يسخر منها
حوار- عقيل أحمد ناعم
# ما شكل المعالجات المقترحة لضمان عودة التيارات المبتعدة لمؤسسات الحزب؟
– البعض يطالب بحل المؤسسات القائمة، وهذا غير ممكن الآن وصعب جداً.
# أنت نفسك كنت تطالب بحل هذه المؤسسات؟
– نعم كنت أطالب بحلها، لأني كنت أعتقد أن هناك إجراءات خاطئة صاحبت تكوين هذه المؤسسات، ووصلنا بشكاوانا حتى مجلس الأحزاب، لكنه أكد صحة الإجراءات، فانتقلنا لمبدأ التغيير من الداخل.
# ما هو موقف “مبارك” الآن من مؤسسات الحزب ومطالبه للعودة؟
* هو يرغب في العودة للحزب، لكنه يرى أن المؤسسات الحالية قد انتهى أجلها، وبالتالي يطالب بتكوين مؤسسات متراضٍ حولها، لكن هناك بعض الناس داخل المؤسسات رفضوا هذا الأمر، باعتبار قانونية المؤسسات حتى في حال انتهاء أجلها، فإنها تستمر كمؤسسات انتقالية لحين قيام المؤتمر، وهذا صحيح. لكن من المقترحات بحث إمكانية إشراك الجميع في المؤسسات القائمة.
# ما هي مطالب “مبارك” بالتحديد؟
– هو يطالب بمؤسسات انتقالية، وأن تُحل المؤسسات القائمة، ولديه حججه في هذا المطلب، لكن صعب تحقيق هذا المطلب.
# إذن هل ارتضى “مبارك” انتظار انعقاد المؤتمر العام حتى يعود للحزب؟
– “مبارك” (عنده شغل تاني شغال فيهو)، لديه حوارات مع كوادر من الحزب، هو و”د. مادبو” و”د. إبراهيم الأمين”.
# إلى ماذا يهدفون من هذه الحوارات؟
– لا أدري، لكن أنا نصحتهم بالجلوس مع “الصادق المهدي” مباشرة، وحينها قد تنتج أفكاراً لمعالجة هذه المشاكل، ونحن نسير الآن بهذا الاتجاه للم الشمل لكن العمل يسير ببطء.
# هل الحراك المشترك بين “مبارك” و”مادبو” و”إبراهيم الأمين” يعني أنهم شكلوا حلفاً مشتركاً في مواجهة مؤسسات الحزب؟
– لا ما أعتقد أنه حلف، هم يتحدثون أن لديهم قضايا مشتركة تقتضي توحيد وجهات نظرهم، وقد تحدث الإمام عن تحرك البعض خلف المؤسسات ونصحهم بدل هذا الاتجاه أن يؤسسوا حزباً، لكن هم لا يمكن أن يبنوا عمارة ويتركوها ليبنوا (راكوبة).
# ألا تخشون أن تتسبب خطواتهم هذه في شق الحزب؟
– هم يعملون لترتيب أوضاعهم، لكن لا أدري ماذا يريدون أن يفعلوا، ولكن أغلب الظن أنهم سيأتون بعد ترتيب أوضاعهم لقيادة الحزب للنقاش حول المشاكل القائمة، لكن غير وارد أن يحدثوا شقاقاً داخل الحزب.
# لماذا يعمل “الصادق” على قفل الباب دائماً في وجه عودة “مبارك”.. هل يخشى وجوده داخل الحزب؟
– هي ليست خشية، لكن هناك عدم ثقة، طبعاً تجربة “مبارك” في الخروج وإنشاء حزب (الإصلاح والتجديد) هي أساس التخوف منه، فقد أخرج “مبارك” معه كوادر مهمة جداً من الحزب ولم يعودوا مرة أخرى، وهذا أمر مؤلم جداً، لذلك “المهدي” لم يستطع نسيان هذا الأمر لـ”مبارك”، ومعلوم أن “مبارك” حلّ حزبه وعاد لـ(حزب الأمة)، وأنا كنت قد نصحته بأن لا يحل حزبه.
# بمعنى أنه الباب قد قفل في وجه “مبارك” للعودة إلى الحزب؟
– أنا لا أقول إن الباب قفل، لأن هناك حواراً جارٍ كما ذكرت فلو أفضى إلى شيء فخير، وإلا فالأمر متروك للمؤتمر العام.
# ألم يكن بالإمكان استيعاب “مبارك” في مؤسسة الرئاسة؟
ـ صمت وبعدها ضحك بهدوء ـ كان هناك استيعاب لـ”عبد الجليل الباشا” ومجموعة من كوادر سيد “مبارك” في الأمانة العامة السابقة، والآن وارد استيعاب البعض في الأمانة الحالية، وممكن أن يتم الاستيعاب في مؤسسة الرئاسة.
# أنت كنت واحداً من قيادات تيار الخط العام.. لكنك الآن تخليت عن رفاقك في التيار مقابل الحصول على منصب نائب الرئيس.. دون أن يستجاب لأي من المطالب التي كنتم تنادون بها؟
– أنا لم آتٍ لمنصب فلدي ما يكفي من المناصب، وقد عرض عليّ منصب النائب لمدة عامين وكنت أرفض، ما حدث أنه قبل اجتماع الهيئة المركزية قبل الماضي، اختلفنا حول المشاركة فيه، فكان رأي مجموعتنا أننا يمكن أن نحدث تغييراً من الداخل، خاصة أن الشباب والطلاب رفضوا فكرة تأسيس حزب جديد، ولذلك كل الشباب والطلاب جاءوا معنا، بجانب كل أعضاء المكتب السياسي عاد منهم (20) من جملة (30)، كذلك شاورنا كل أعضاء الهيئة المركزية التابعين للتيار، وأكدوا أنهم جميعاً سيشاركون في الاجتماع من أجل تغيير من الداخل، وبقي بعض الكوادر مع “د. مادبو”.
# وهل تمكنتم من إحداث هذا التغيير؟
– بالفعل تمكنا من ذلك، (شلنا) الأمين العام الذي اختلفنا حوله الفريق “صديق”.
# أنتم من كنتم وراء تغيير الفريق “الصديق”؟
– نحن من أتينا بدكتور “إبراهيم الأمين” أميناً عاماً.
# كل هذا لأنه لديكم مشكلة مع الفريق “صديق”؟
– نحن نعتبره غير شرعي، لذلك أحدثنا هذا التغيير.
# وما هي حيثيات اختيارك نائب رئيس؟
– ظروف الحزب اقتضت ذلك، فمجلس التنسيق الأعلى لم يكن موزوناً.
# ما المقصود بأنه لم يكن موزوناً؟
– لم يكن موزوناً من ناحية وجهات النظر بين مجموعات الحزب المختلفة، فطلب مني “إبراهيم الأمين” قبول المنصب لإحداث وزنة في مجلس التنسيق فقبلته بسبب رجاءات مجموعتنا، لأنهم كانوا يرون أن قبولي سيحدث تغييراً.
# إذن أنت كنت ممثلاً لمجموعة التغيير التي ينتمي لها “د. إبراهيم”؟
– نعم.
# على ذكر مؤسسة الرئاسة.. هي مازالت غير موزونة جهوياً.. فنواب الرئيس الثلاثة واحد من “كردفان” واثنان من “دارفور” مع غياب بقية أجزاء السودان؟
– هناك مستشارون للرئيس من مناطق أخرى، وأنا تم تعييني قبل شهرين فقط من تعيين “د.مريم”، ومؤسسة الرئاسة تتكون من نواب ومساعدين ومستشارين، فهناك مستشارون ومساعدون من غير “دارفور” و”كردفان”.
# “أ. الدومة” أنت كررت ذات مشهد خروجك عن الخط العام بتخليك عن تيار التغيير الذي كان مسانداً لدكتور “إبراهيم الأمين” خلال الهيئة المركزية الماضية.. كأنك تدمن خذلان الرفاق.
* أنا لم أتخلى عن أي شخص.. نحن التقينا “د. إبراهيم” قبل اجتماع الهيئة، وأكدنا له أننا لن نتخلى عنه، وطلبنا منه المشاركة في الاجتماع، لكنه رفض وقال إن الاجتماع يهدف للقضاء عليه، لو كان شارك كان الوضع سيختلف، لأننا قد وقفنا معه حتى النهاية. وفي ظل رفضه جئنا بدكتور “محمد آدم” من “الفاشر” ورشحناه ممثلاً لمجموعتنا وكلنا وقفنا معه. والاجتماع أصبح (كومين) أحدهما (كوم) الفريق “صديق”، و(كوم) خاص بنا، وهم كانوا مرشحين “د. حربي” وليس “سارة نقد الله”، أنا كان لديّ رأي في ما حدث في اجتماع الهيئة لن أكشف عنه.
# هل كان لديك رأي رافض لاختيار “سارة نقد الله” أميناً عاماً؟
– ليس في شخصها، لكن هناك بعض الإجراءات الخاطئة كان لدي رأي حولها، وأنا لم أكن طرفاً في الإجراءات التي اقتضت تقديم مرشح واحد لمنصب الأمين.
# لكنها بمقترح من الإمام؟
– نعم، لكني لست طرفاً فيها، وأنا لم أصوت لأية جهة، لذلك لا يمكن القول إني تخليت عن “إبراهيم الأمين”، أنا عمري ما تخليت عن شخص.
# أنت طيلة هذا الحوار تتحدث عن مجموعتكم ومجموعة الفريق “الصديق”.. كيف يكون هذا الوضع داخل حزب موحد؟
– طيلة عمر الأحزاب، هناك مجموعات (لوبيات) وكل مجموعة لديها رأي وكل مجموعة تسعى للضغط لإيصال رأيها.
# لكن الجديد أن رئيس الحزب انحاز مؤخراً خلال اجتماع الهيئة المركزية لكتلة الفريق “صديق” كما يتهمه بذلك أنصار “إبراهيم الأمين”؟
– لا لا لا، النتائج التي خرجت من الاجتماع ليست لصالح مجموعة الفريق “صديق”.
# كيف يستقيم هذا.. فمجموعة الفريق “صديق” كانت تسعى لإبعاد “د. إبراهيم” ووصلت إلى مبتغاها.. إذاً الاجتماع حقق ما يريده الفريق؟
– لالا، معناها الناس في حاجات ما عارفنها، نعم هو سعى لذهاب “د. إبراهيم”، لكنه الآن غير سعيد باختيار “سارة”.
# لماذا؟
– أسأله هو، عموماً هو مرشحه “د. حربي” وليس “سارة”.
# أنت الآن مع الفريق “صديق” في مؤسسة الرئاسة.. ما شكل علاقتك به الآن وأنتما بهذه الدرجة من الخلاف؟
– علاقة طبيعية جداً، فنحن ناس بلد واحدة، لكن خلافنا السياسي قائم.
خلافنا أصلاً في بعض المفاهيم، مثلاً أنا ومجموعة كبيرة جداً لا نريد أن نتعامل مع (المؤتمر الوطني)، هو على النقيض يرى أنه لابد من المرونة والتعامل مع الوطني، وهذا أس خلافنا.
# الآن في حالة التباعد التي حدثت بين (الأمة) و(الوطني).. ما هو موقف الفريق “صديق” ومجموعته الراغبة في التواصل مع الحزب الحاكم؟
– موقفهم أنهم مع الحزب تماماً، وهم شاركوا في صنع هذا الموقف الجديد لأن (الوطني) ارتكب أخطاء كبيرة جداً في حق الإمام وحق الحزب.
# ولكن ما موقف الفريق “صديق” تحديداً من هذا الانقلاب في موقف الحزب تجاه (المؤتمر الوطني)؟
– لا أعلم، فأنا لم ألتقه منذ شهرين.
# تأخر اختيار رئيس للمكتب السياسي.. هل هناك شخص مقترح للتوافق عليه؟
– هناك ثلاثة أسماء مقترحة، هم “محمد المهدي حسن”، والباشمهندس “أحمد عبد الله”، والمحامي “إسماعيل كتر”، ولدينا لجنة ستقدم تقريرها الأسبوع الأول من شهر سبتمبر.
# عقب خروجكم من الحوار بدأ صوتكم يعلو بالعودة لخيار الانتفاضة الشعبية.. ما دفع (الوطني) للسخرية منكم بأنه يسمع هذا الإدعاء منذ 1989م.. فهل فعلاً عندكم المقدرة على تحريك الشارع؟
– على (المؤتمر الوطني) أن ينتظر فقط ليرى مقدرتنا على إشعال الانتفاضة، فهل كان يتوقع ما حدث خلال أحداث سبتمبر الماضي؟ والآن الأوضاع أسوأ من سبتمبر، صحيح أن المعارضة ليست موحدة، لكن نحن قادرون على توحيدها، وعندها عليهم أن ينتظروا هذه الانتفاضة التي يسخرون منها.
# إن كانت فعلاً لديكم هذه المقدرة والرغبة في تحريك الشارع.. لماذا لم توجهوا أنصاركم بالخروج في سبتمبر؟
– كوادرنا كانت من أقوى الخارجين إلى الشارع في سبتمبر.
# لكنهم لم يخرجوا بتوجيه من الحزب؟
– الحزب في ذلك الوقت لم يكن قد قيم الوضع بضرورة الخروج، لأنه كان هناك كلام أن الناس غير مستعدة للخروج، ولأن الحراك الفجائي نتائجه وخيمة، وكان تقديرنا أن يتم اختيار التوقيت السليم بتوفير الحد الأدنى من الاتفاق بين الأحزاب، لكن الآن الأجواء صالحة ومناسبة للانتفاضة.
# ما شكل العلاقة بينكم و(المؤتمر الشعبي) الآن بعد ذهابه في اتجاه محاورة الحكومة؟
– هم الآن مشوا مع (المؤتمر الوطني) وأصبحوا أقرب إليه، وحدثت جفوة بيننا وبينهم، العلاقة بيننا وبينهم لم تنقطع تماماً، أحياناً أنا اتصل مع “كمال عمر” وأقول له (ده شنو البتعملوا فيهو ده)، هم الآن أقرب لـ(الوطني) ونحن أبعد منه.
# لماذا أنتم متخوفون من توحُّد الإسلاميين؟
– صمت قليلاً وطرح عليّ سؤالاً ـ أنت الآن ما خايف؟
# هل هذا إقرار بأنكم فعلاً خائفون من توحد الإسلاميين؟
– لسنا خائفين، فأشواقهم للتوحد لأنهم يشعرون أنهم مستهدفون وهذا أمر يخصهم، لكن هم عندما كانوا حاجة واحدة عملوا حاجات (بطالة) جداً وأذاقوا الشعب الويل، وغالب ذلك العمل كان موجهاً ضدنا، وهم الآن لو حا يتفقوا علينا سنقاومهم، ولو لأجل مصلحة السودان فليست لدينا مشكلة.