الخبراء والفنيون يشرّحون أسباب خسارة صقور الجديان (2-3)
الدكتور “حسن المصري”: الفهم الإداري ولائحة الوزارة وعدم التخطيط من أسباب تراجع الكرة السودانية ولابد من قرارات حاسمة
الخرطوم – أبو وائل
تواصل (المجهر) مناقشة أسباب تراجع مستوى الكرة السودانية على ضوء الهزيمة التي تعرض لها منتخبنا الوطني من نظيره الجنوب أفريقي، ونفسح المجال اليوم للدكتور حسن المصري الذي تناول الأزمة في نقاط نتابعها عبر المساحة التالية:
{ دائرة الفشل
استهل الدكتور حسن المصري حديثه بالتأكيد على أن القضية ليست في هزيمة صقور الجديان من (جنوب أفريقيا) بقدر ما هي أزمة (إدارة) وقال: بدلاً عن مناقشة أسباب الخسارة من جنوب أفريقيا لابد من التركيز على أسباب تراجع الكرة السودانية اعتماداً على الفشل الدائم الذي يتكرر في كل عام. وأضاف: يجب مواجهة واقعنا المؤلم الذي جعلنا نتراجع في التصنيف الدولي والعربي والأفريقي، بجانب الخروج من هذه الدائرة التي فشلنا في مغادرتها منذ سنوات فلم نجن سوى الفشل. وطالب المصري بضرورة مواجهة الحقائق ودراسة أسباب التراجع بدلاً عن (الصعود) فوق السحاب في حالة الانتصارات والإصابة بالاكتئاب النفسي في حالة الهزائم.
{ من المسؤول؟
حمَّل الدكتور حسن المصري مسؤولية تراجع الكرة السودانية للإدارات التي تشرف على النشاط الرياضي، وذلك لعدم تأهيل أفرادها وقال: معظم هؤلاء الإداريين لم يدخلوا (ملاعب) في حياتهم ولم يركلوا كرة فلماذا يكونون مسؤولين عن الرياضة في وجود (قدامى اللاعبين) الذين تم إبعادهم نهائياً عن مسرح الأحداث؟؟
وأضاف: بجانب ذلك فإن غياب المراحل السنية ساهم في ذلك التراجع الواضح، مما يتطلب سرعة اتخاذ القرارات التي تعيد تلك المراحل إلى الواجهة من جديد. وأبان المصري أن الإدارات غير مقتنعة بالمراحل السنية باعتبار أنها ترغب في تحقيق نتائج (آنية) دون انتظار لعدة مواسم، وأشار كذلك إلى عدم وجود خطط مستقبلية (متوسطة وبعيدة المدى).
{ لائحة الشباب والرياضة
عدّ الخبير حسن المصري لائحة وزارة الشباب والرياضة جزءاً من الأزمة وقال: اللائحة اشترطت على من يعمل في الوسط الرياضي بالحصول على الشهادة السودانية، وهو أمر في غاية العجب من المفترض أن يكون حاصلاً على (البكالوريوس) كحد أدنى، بجانب أن يكون “ممارساً” أو “متخصصاً”. وأضاف: لو أضيفت هذه الشروط لما توافرت في أحد من هؤلاء الذين يديرون الرياضة بالسودان، ولوجد قدامى اللاعبين فرصة الإشراف على النشاط الرياضي.
{ الحقيقة مُرّة
أكد الدكتور حسن المصري أن من يقول الحقيقة يتم تصنيفه بأنه عدو وقال: لأن الحقيقة (مُرّة) فإن من يقولها هو عدو لهؤلاء الذين لا يدركون شيئاً عن كيفية إدارة الكرة، وأضاف: مطلوب مواجهة الحقيقة بجوانبها كافة من أجل التوصل للطريق الذي يقود إلى الإصلاح بدلاً عن دفن الرؤوس في الرمال.
{ أدب الاستقالة
أبدى الدكتور حسن المصري استغرابه لعدم شيوع “أدب الاستقالة” بين الإداريين الذين يسيّرون النشاط الرياضي بالسودان وقال: من الطبيعي أن يتقدم من يفشل باستقالته حتى يفسح المجال لآخرين، إلا أن هؤلاء لا يعرفون أدب الاستقالة ويصرون على التمسك بمواقعهم دون السعي لمناقشة الأسباب.
{ الفهم الإداري
حصر الدكتور حسن المصري مشكلة الرياضة السودانية في الفهم الإداري وقال: المشكلة ليست في اللاعب ولا في المدرب بقدر ما هي في الفهم الإداري، وضرب مثلاً بما حدث في المريخ حينما أنشأ مدرسة شهداء المريخ السنية عقب حادثة (أمغد) في العام 2003م وقال: الفهم الإداري في المريخ أضاع على النادي فرصة بناء فريق كرة للمستقبل حينما فشلوا في الصبر على بناء الفريق الذي ضم عدداً مقدراً من المواهب في تلك الفترة ومعظمهم يلعب الآن للهلال والمريخ وعدد من أندية الممتاز. ونوه المصري إلى عدم قناعة الإداريين بالمراحل السنية الأمر الذي أدى لهذا التراجع في نتائج الكرة السودانية.
{ التنوع العرقي والنجاح
في ختام حديثه لـ(المجهر) تطرق الدكتور حسن المصري إلى غياب الخطط في المجالات الرياضية الأخرى دون كرة القدم، وقال: لو كان هنالك تخطيط سليم وإدارة واعية ولائحة واضحة لاستفاد السودان من تنوعه العرقي في تحقيق البطولات من خلال (الاولمبية). وأضاف: الرياضة أصبحت مرتبطة بالنمو الجسماني الذي يتوافر من خلال التنوع العرقي، فمثلاً يمكن الاستفادة من لاعبي جبال النوبة في “المصارعة والملاكمة” ومن شرق السودان في “الجمباز” باعتبارهم يتصفون بالرشاقة، ومن شمال السودان “السباحة”، مشيراً للنتائج الجيدة التي تحققها الولايات المتحدة من تنوعها العرقي.
{ قرارات حاسمة
طالب الدكتور المصري بقرارات حاسمة وقوية تعيد للرياضة هيبتها وقال: في الستينيات كانوا يتهكمون عليها “كفر ووتر” وبعدها بدأ الاهتمام بإنشاء الملاعب في الأحياء وتوزيع الكرات لتأخذ مفهوماً تربوياً، وقد تراجعنا للوراء في هذه المرحلة التي تتطلب قرارات حاسمة حتى تسترد الرياضة عافيتها.