أعيدوا لنا (سودانيرنا)!
= وصلنا العاصمة الألمانية ” برلين ” ظهر (الاثنين) الماضي ولم تصل حقائبنا حتى ليل (الأربعاء)! يحدث هذا حتى في العالم المتقدم..وفي حالة الخطوط (التركية) الحاصلة على جائزة أفضل طيران في العالم قبل سنوات قلائل، وما بين مطاري “اسطنبول” و”برلين” المحسوب أيضاً من أفضل مطارات العالم تتوه حقائب عدد من ركاب الرحلة رقم (1721) ولا مجيب من (الألمان) أو (الأتراك) حتى الآن!!
= من قبل حدث ذات المشهد مع طيران الإمارات في رحلة في العام 2008 إلى الصين، فقد تعثرت حقيبتي مع آخرين بمطار “دبي” ولم تصل “بكين ” إلا بعد وصولنا بيومين، وفي ذات العام تأخرت حقيبة الزميل “إسحق أحمد فضل الله” في رحلة بـ(التركية) نفسها إلى “أمستردام” حيث سافرنا لمتابعة جلسات قضية (أبيي) بمحكمة التحكيم الدولية في “لاهاي” بهولندا، ولم تصل شنطة “إسحق” إلا قبل يوم من عودته للسودان!!
= وإذا لم تكن متحسباً كما فعل العبد لله الفقير في رحلتنا إلى “برلين” باصطحاب حقيبة صغيرة تحوي الضروريات، لكنت مضطراً لدخول السوق فور مغادرتي المطار وإنفاق نصف ميزانية الرحلة على (بدلة) وقميص ومتعلقات أخرى، ولكان تأخر الحقيبة (ميتة وخراب ديار)!!
= أكرر يحدث هذا في العالم (الأول)، ولهذا يحق لنا أن نتباكى جميعاً حكومة وشعباً على إضاعتنا (سودانير).. وأي طيران أضعنا ليوم كريهة وسداد ثغر!!
= ماذا فعل الله بناقل السودان (الوطني)؟ من هو مديره العام؟ ممن يتشكل مجلس إدارة (سودانير).. أهل خبرة ومعرفة بالطيران أم أصحاب علاقات وصداقات مع صاحب قرار التشكيل؟
= ماذا حدث بشأن صيانة الطائرات المعطوبة.. هل ستصان أم ستباع (سكراب) بعد حين؟ هل ستعود الشركة لاستئجار (الإسبيرات) بالساعة وبالشيء الفلاني من العملات الأجنبية من شركة مصرية أم نختار لهذه الشركة (الثروة) مديراً جديداً من أهل الخبرة والرغبة في التطوير لا (البيع) جملة وقطاعي، واتخاذ قرار الشراكة الإستراتيجية مع شركة طيران عالمية راغبة وقادرة على إعادة (سودانير) للمطارات الدولية في أوربا وآسيا؟
= يا وزارة المالية.. يا وزارة النقل.. يا برلمان..عوووك..فلا يستقيم أن يفقد السودان هذا البلد القارة المترامي الأطراف – حتى بعد انفصال الجنوب – سكته الحديد وقطاراته التي كانت في ستينيات القرن المنصرم تصل مدينة “واو” في أعماق بحر الغزال، ثم يفقد شركة طيرانه المؤسسة في العام 1947!!
= انتبهوا أيها السادة.. أعيدوا إلينا (سودانيرنا) كما كانت في عهدها الذهبي عندما كانت تحط في مطارات “هيثرو” و “شارل ديغول – باريس ” و”واشنطن” و”شيكاغو ” ويومها لم يكن العالم يعرف (الإماراتية ) ولا (القطرية) فلم تكن إمارات الخليج قد استقلت بعد من استعمار (الإنجليز).
= أعيدوا لنا (سكتنا الحديد).