شهادتي لله

ذات المشروع (العنصري) القديم!

} ما زالت (الحركة الشعبية – قطاع الشمال) عالقة في مربع مؤامرة (التقسيم) و(الترسيم).. ترسيم (حدود) جديدة لمناطق أخرى، ثم (تسخينها) لتلحق بالجنوب (القديم)!!
} ورقة (الحركة) التفاوضية التي سلمها رئيس وفدها “ياسر عرمان” لرئيس وفد الحكومة بروفيسور “إبراهيم غندور”، تؤكد ذلك، ولا تبشر بأي خير!!
} وبدلاً من أن يكشف لنا الزملاء – مناديب الصحف الموجودين بأديس أبابا حالياً – تفاصيل ورقة (الحركة) المكتوبة بأحبار وأوراق خبراء (نيفاشا).. الخواجات أصحاب العيون (الخضراء)، فإنهم ظلوا يسودون الصفحات بمشاهد وصور “عرمان” و”غندور”، وهذا يغادر الغرفة، وذاك يصعد (الأسانسير).. مع مجموعة من الصور التذكارية مع السادة المبعوثين (الاجانب)!!
} طالبت (الحركة) المتمردة في جنوب كردفان، في ورقتها التفاوضية، بفترة انتقالية وترتيبات أمنية، وقسمة في السلطة المركزية والثروة القومية، ومراعاة التنوع الثقافي والإثني والديني، وتحدثت عن الاعتراف بـ (اللغات) المختلفة.. نعم (اللغات)..!!
} في (نيفاشا) ظل الراحل “جون قرنق” يصر على ضرورة إقرار أن تكون (اللغة الإنجليزية) أساسية في مكاتبات ومخاطبات الدولة، خاصة في (جنوب السودان)، خلال السنوات الستة الانتقالية.
} وانفصل (جنوب السودان) وأصبح دولة مستقلة ذات سيادة وعلم وعضوية في الأمم المتحدة، وما يزال تلفزيون جنوب السودان حتى اليوم يقدم أخباره وبرامجه منطوقة ومكتوبة على الشريط بـ (عربي جوبا)!! عربي المستعمرين.. لغة (الاستعلاء) و(المندكورو).. و(الجلابة).. والإبادة الجماعية!!
} لغة (الدينكا) غير مناسبة لمخاطبة (النوير)، ولغة (النوير) غير مفهومة للزاندي والباريا وبقية المجموعات (الاستوائية).. فلم يجدوا وسيلة لمخاطبة مشتركة تستوعبها كل القبائل (الجنوبية) غير (عربي جوبا)!!
} لكنها المزايدات والادعاءات والبحث عن (جحور) الخلافات.
} والآن، وبعد (9) سنوات طويلة على توقيع وإعلان بروتكولات (نيفاشا).. الكارثية، لا يمل “ياسر عرمان” ومستشاروه (الأمريكيون) و(النرويجيون) و(البريطانيون).. النصارى منهم واليهود، من إعادة رسم ذات (المطبات) بالمسطرة، وتكرار سيناريو (التركيز) على (التباينات) القائدة لـ (التشظيات)، وليس (التنوعات) المؤدية لـ (الوحدة) في إطارها الكبير الذي تتجانس داخله تفاصيل وسمات (الألوان) المختلفة بفرشاة (واحدة)!!
} يريدوننا غرقى في ذات الدوامة، اتفاقيات ملغومة وفترات (انتقالية)، واستفتاءات (تفكيكية).. وخراب مستمر وحرب لا تتوقف، تحت لافتة كذوبة اسمها (السلام)!!
} لا جديد.. ذات (الحركة).. وذات المشروع (العنصري) التدميري القديم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية