بعوض حاضر ومكافحة غائبة!!
} (بمثلما أقلق البعوض والملاريا مضاجع الناس في السنوات السابقة، عاد تفشي المرض من جديد في أنحاء البلاد من جراء آثار الخريف وهطول الأمطار هذا العام، وبدا واضحاً قلق السلطات الصحية ممثلة في البرنامج القومي لمكافحة الملاريا، وهو يحط رحاله في الولايات لتدارك ما يمكن تداركه قبيل تفشي وانتشار المرض).. الخ.
} هذا ما ورد بصحيفة (المجهر السياسي) وقرأته وأنا أبحث بأصبع محرك البحث (قوقل) عن الملاريا في السودان، وما دعاني لذلك شيء سوى قلقي وأنا أصارع البعوض ليلاً نهاراً أثناء زيارتي الأخيرة لولايتي الحبيبة (الجزيرة) ولقريتي (أبو مريخة).
} وما جاء ذكره في الصحيفة يتمثل في نقاط، أولها أن تفشي المرض جاء بسبب الخريف، ذات الخريف الذي لم ينبنا منه شيء سوى الملاريا وتدهور الصحة والطرق، وثانيها والأهم أن البرنامج القومي لمكافحة الملاريا كان حاضراً لتدارك ما يمكن تداركه.
} أما الأولى، فبالرغم من غياب السبب، وهو الخريف، ها نحن في هذا الشتاء نتجرع مر المسبب، وهو البعوض، وأما الثاني وهو البرنامج القومي لمكافحة الملاريا، فهو غائب غائب، ليس ذلك فقط، بل إن وزارة الصحة نفسها تشكل غياباً واضحاً في ساحات الأمراض المنتشرة بولايتنا والمثال )عندنا كتيير)!!
} ففي القرية غابت المستشفى وغاب المركز الصحي، بل غاب حتى الطبيب الذي خرجته كلية الطب، أجل والله!!
} والبعوض والحمد لله كما ورد في النكات (من فصيلة اتنين يرفعن البطانية والتالتة تعضي)!! وهكذا حتى الصباح وأنا لا أناشد من هنا السلطات المختصة، لأن المناشدة لا تؤتي أكلها، والمثال عندي، وإنما أشد من أزر هذا المواطن (الغلبان) الذي يأكل لقمة عيشه بالعافية، ولا حيلة له على (الحقن) التي بلغ سعرها ستين جنيهاً!!
} الملاريا أصبحت وباءً في الخرطوم العاصمة دعك من الجزيرة، والبعوض يغيب سويعات وملاذه الجدران ليعود تارة أخرى!!
والله المستعان