نعم مقتدرون.. ولكن!!
المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية المشير «عمر البشير» في القمة التي انعقدت في «الرياض» والخاصة بالاستثمار الزراعي العربي وجدت آنذاك قبولاً واستحساناً من جميع الدول العربية، والآن وجدت نفس القبول من الدول العربية في الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي الذي انعقد مؤخراً بالخرطوم.. ولا شك أن حديث الأمين العام لجامعة الدول العربية «نبيل العربي» له أكثر من معانٍ ودلالات، حيث قال: «حان الوقت لتحويل شعار السودان سلة غذاء العالم إلى حقيقة خاصة وأن السودان يمتلك أكثر من (40) مليون فدان جميعها صالحة للزراعة».
نعم مبادرة الرئيس والخاصة بالمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، السودان يمتلك الكثير من مقومات تنفيذها خاصة إذا وضعنا في الاعتبار تلك الأراضي الخصبة والمياه المنسابة، فقط ينقصنا التنفيذ وإزالة كل العقبات التي تقف أمام الزراعة والاستثمار الزراعي.
إذن انعقاد اجتماعات المجلس الاستثنائي الاقتصادي بالسودان تأتي من الأهمية بمكان وذلك لكون السودان له المقدرة على تلبية متطلبات الدول العربية والعالمية من الغذاء وإلا لما جاء الشعار الخاص بأن السودان هو سلة غذاء العالم.. فالذين وضعوا هذا الشعار يعرفون جيداً مقدرة السودان على تحقيقه.
للأسف الشديد هذا الشعار لم يتحقق وظللنا نسمعه ونقوله ونعتز به عندما كان يحدثنا أستاذ الجغرافيا ونحن طلاب يافعون كان يقول لنا إن السودان يمتلك أراضٍ زراعية خصبة ونهراً كبيراً ومزارعين أكفاء قادرين على تحويل الأراضي الزراعية إلى خضرة مليئة بجميع أنواع الحبوب والمحاصيل الزراعية.. كان يقول لنا بفخر وإعزاز نحن قادرون على تلبية كل متطلبات العالم غذائياً، بل ذهب لأكثر من ذلك بأن طلب منا أن نصفق لكل الطالبات اللائي كان آباؤهن مزارعين لأنه – أي الأستاذ – كان يقول هؤلاء يؤمنون لنا الغذاء.
السياح الذين يزورون السودان لأول مرة كانوا يجلسون قرب النيل ساعات وساعات، وكانوا يعرفون تماماً قيمة النيل والمياه، ولكننا نحن لا نعرف قيمتها لأننا لم نستفد كثيراً من النيل، حتى السياحة ينبغي أن تستفيد من النيل وتعتبره مورداً سياحياً ضخما يقصده السياح.
نعم السودان يمتلك ميزة زراعية كبيرة جداً ويستطيع أن يؤمن غذاء العالم ناهيك عن الدول العربية، ولكي يتم تحقيق ذلك ندعو جميع الدول العربية لضرورة التكامل العربي وأن نشجع كما قال المشير «البشير» رأس المال العربي للاستثمار في السودان.
ونقول للعرب: أبواب السودان ستظل مفتوحة للاستثمار الزراعي بالسودان وذلك إذا أردنا أن نؤمن الغذاء خاصة وأن الدول العربية أكبر مستهلك للحبوب الغذائية.
نعم أبوابنا مفتوحة للاستثمار ولكننا نقول للجهات المعنية بأمر الاستثمار هنالك ثمة معوقات تقف أمام الاستثمار لابد من إزالتها، وعلينا كذلك أن نخلق بيئة استثمارية جاذبة حتى يصبح السودان قبلة لجميع المستثمرين زراعياً وغير زراعي.
فلنبدأ من الآن تنفيذ مبادرة الرئيس ونحقق الأمن الغذائي العربي نأكل نحن ونصدر ويكون لنا الأجر الكبير.