مجرد سؤال

(الفكرة جميلة) و(التنفيذ أجمل) ولكن!

جميل جدا أن نتوسع في الإسكان الشعبي وغير الشعبي في بلادي ويكون ذلك بالأقساط التي تريح المواطن والذي ظل لفترات طويلة يبحث عن سكن يأويه ويأوي أسرته سواء أكانت صغيرة أو كبيرة.
نشكر جداً (الصندوق القومي للإسكان) الذي بدأ في الإسكان بعدد من الولايات.. مبانٍ صممت تصميما راقياً يدهشك وكذا (صندوق ولاية الخرطوم) وذلك في إطار سعيهما الدؤوب لتوفير السكن سواء أكان شعبيا أو اقتصادياً.
المهم أن الفكرة في حد ذاتها جميلة جدا جمال المنازل التي شُيدت وقد رافقت (الصندوق القومي للإسكان) لافتتاح المدينة السكنية بـ(بورتسودان) والتي تضم (500) منزلا تم تشييدها بطراز حديث.. شهدت الافتتاح قبل أكثر من عامين وبعدها تابعت عمل الصندوق والذي لم يتوقف عند ولاية (البحر الأحمر)¡ بل تعداها إلى معظم الولايات (نهر النيل) و(الجزيرة) وولايات الغرب وبدأ في تشييد المدارس بولاية (شمال كردفان) وتبديل مدارس (القش) لمدارس ذات طراز حديث تواكب الطفرة العمرانية التي انتظمت السودان.
نعم فرح أهلي بالولايات بعمل الصندوق الذي ينطلق تحت رعاية رئاسة الجمهورية والتي تشرف على كل أعماله… فرح بفكرة المأوى الذي يحلمون به ولكن يقف ضيق ذات اليد من عملية التنفيذ خاصة وإن البناء يكلف الكثير ونحن نعيش جواً ملتهباً من ارتفاع الأسعار ملتهبا أكثر من برودة الشتاء التي نعيشها هذه الأيام.
الآن رغم هذا العمل الذي نعتبره ممتازاً بكل المقاييس، إلا أن هنالك أشياء تظل عقبة أمامه لتهزمه، وهي أن معظم المناطق التي شُيدت بها المباني السكنية بحاجة إلى توفير الخدمات من كهرباء ومياه وطرق.. فهذه الأشياء لعمري مهمة جداً لا تنقص أهميتها من عملية تشييد المباني نفسها.. فنحن نعيش زمان أهمية الخدمات خاصة إذا لم تتوفر سيهجر معظم السكان المدن السكنية ويلجئون إلى مدن أخرى يبحثون من خلالها عن الخدمات.. فالمياه مهمة جدا والكهرباء أهميتها أكبر وكذا الطرق.
فلماذا نهزم المشاريع (الحلوة) بأشياء أقل كلفة من كلفة الإنشاء؟؟؟ لماذا لا تبدأ الولايات التي أُنشئت بها هذه المدن في توفير هذه الخدمات وهي تعي تماما أهميتها ولا أظن أن المواطن سيرفض دفع كلفتها حتى وإن كلفها ذلك الكثير لأنها تبحث عن الوضع المريح جدا له ولأسرته لأنه بلا شك سيدفع الكثير من أجل العيش في وضع مريح.
فرئاسة الجمهورية طالما أن (الصندوق القومي للإسكان) تحت رعايتها فعليه أن يوجه الولايات بحل هذا الإشكال والذي كما قلنا سيهزم الفكرة (الحلوة) والمنازل التي شُيدت على أحدث طراز لتصبح بعد ذلك مأوى للحيوانات الضالة وتكون مواردنا اندثرت وراحت في رمشة عين.
أيضاً على مجلس الولايات توجيه الولايات بأهمية هذه الخدمات حتى وإن عجزت عن التنفيذ فيجب الاتفاق مع البنوك وتكوين محافظ تمويل أخرى لتوفير الخدمات خاصة وأن السياسة المالية لبنك السودان للعام 2014م بها الكثير من التسهيلات، فقط علينا التحرك الفوري والاتفاق مع عدد من البنوك وذلك إذا أردنا تكامل الرؤى والأفكار.
فالمشكلة تبدو مشكلة موارد ولا أظن أن ذلك سيقف عقبة كبيرة خاصة أن هنالك تفهماً كبيراً واقتناعاً بأهمية الإسكان فقط من الذي سينفذ فكرة توفير الخدمات بالمدن التي شُيدت؟؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية