الجاز والنفط والبرازيل
أكون أكثر الناس سعادة عندما أتطلع للأشياء التي ليست في يدي وأسعى بكل السبل لكي أصل إلى المرحلة التي أتطلع لها، فالتطلع بلا شك سيقود إلى أشياء أخرى كثيرة لم تكن في الحسبان.. أيضاً ينطبق على ذلك معرفة التجارب والخبرات ونأخذ منها ما نستفيد… أضف إلى ذلك الوقوف عند التجارب سواء Ãكانت تجارب أشخاص أو دول.. على شرط أن تكون قد قادتها تلك التجارب بأن تكون في مصاف الدول المتقدمة جداً…. لذا لابد أن نسعى سعياð حثيثاً من أجل أن نصل إلى ما نربو إليه حتى وإن كلفنا ذلك الكثير من الوقت والمال.
وإذا بذلنا الكثير من الجهد والوقت والمال فحتما سنرتاح بعد ذلك طالما أن القناعة متوفرة وكذلك العزيمة على المضي دون الالتفات إلى آراء
المعاقين الذين دائماð ما يقفون أمام الخطوات التي تقود للنجاح¡ أقول هذا وفي الخاطر الجولات التي تقوم بها وزارة النفط بقيادة وزيرها الهمام «د. عوض أحمد الجاز» وهو يتطلع جداð أن يكون السودان في مقدمة الدول المنتجة للبترول وما زال يسعى أن يعود السودان للمربع الأول مربع قبل الانفصال.. وهذا ما لمسناه من خلال المربعات التي عرضت للشركات للتنقيب عن الذهب الأسود الذي تمتلئ به كل جيوب الأرض السودانية، بالإضافة إلى الجولات الميدانية للشركات وخلق الحماس والهمة بداخلها من أجل المزيد من الإنتاج، فالاقتصاد السوداني لن يقف على رجليه إلا بسواعد بنيه، كما أن النفط هو الأسرع في رفد الخزينة بموارد جمة.. والضاق البترول إن شاء الله ما يضوق عدمه… «د. الجاز» كان كثيراً ما يقول هذا.. ونحن بدورنا نقول معه (إن شاء الله ما نضوق عدمه).
نعم نحن ضقنا نعم البترول وعشنا النعيم ولكن سرعان ما تهاوى هذا النعيم مع الانفصال، ولكنه حتماð سيعود بالعزيمة القوية (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) صدق الله العظيم.. فالبترول إيراداته كثيرة وسوقه حاضر فلابد من الاجتهاد للعودة للمربع الأول.. مربع الإنتاج والتصدير والخير الوفير.
وفي نفس الوقت يجب أن لا نهمل القطاعات المنتجة الأخرى حتى يكون هنالك تكامل… فالعملية الإنتاجية مرتبطة ببعضها البعض.. فالزراعة مثلاð تؤمن قوتنا وتجعلنا لا نحتاج للآخرين.. فعندما نستورد ما نأكله ونحن دولة زراعية من الطراز الأول فهذا (شين في حقنا).. فلابد أن نغذي العالم.. ولابد للصناعة أن تتحرك لتكون الفائدة مزدوجة… فالصناعة تبنى على الزراعة.
الآن نحن نعيش أزمة خبز بسبب الدقيق.. والدقيق بسبب ضعف المخزون الاستراتيجي من سلعة القمح.. نحن مؤهلون جداð للتوسع في زراعته.. ولكن ما زلنا نضع المتاريس في زراعته ليكون العائد تدني الإنتاجية حتى وإن كان هنالك توسعاð أفقياð.
نتمنى أن نسمع خيراð عن الموسم الشتوي الذي هو الآن على الأبواب وأن لا نسمع عن التقاوى غير الصالحة لزراعة القمح فهذه كلها متاريس ستطوق جيد الانطلاق.
نعود مرة أخرى للنفط والجاز والزيارة الأخيرة لدولة (البرازيل)… فـ(البرازيل) معروفة جداً باقتصادها النامي فهي تنتهج الاقتصاد الحر الأمر الذي وضع (البرازيل) في مرتبة تاسع أكبر اقتصاد في العالم وفي المرتبة الأولى في أمريكا اللاتينية، فالاتجاه ضروري جداً لهذه الدولة المعروفة، كذلك في إنتاجها للسكر ونحن كذلك في السودان نمتلك قطاعاً كبيراً من السكر وهنالك طاقة حيوية في هذا المجال.. إذاð لابد من تكامل الجهود والاستفادة من الوقود الحيوي (الايثانول) والذي تنتجه مصانع السكر كبديل للثروة الناضبة.. فالسودان لديه تجربة متميزة جداً حيث تم مؤخراð خلط البنزين مع (الايثانول) وتمت تجربة هذا العمل في أسطول شركة (سكر كنانة) وقد نجح.. ليتم بعد ذلك تعميم التجربة على كافة ولايات السودان.
نتمنى أن نسمع الكثير المفيد من نتائج زيارة «الجاز» لـ(البرازيل) خاصة وأن وزارة الطاقة البرازيلية أكدت حرص بلادها على تطوير علاقاتها مع السودان، كما أن السودان طرح إبان الزيارة جملة من المبادرات لتحسين وضع الطاقة بالبلاد.