أين مصانعنا.. ( أين وأين وأين ) ؟
ونحن على أعتاب العام 2014م يجب أن ندخله بخطة وبرامج اقتصادية مدروسة وبمشاركة كافة الجهات ذات الصلة،
وذلك حتى نعالج العلل حتى وإن لم تكن جلها فنصفها أو أقل من النصف بقليل.
أيضا يجب أن يكون الملتقى الاقتصادي المزمع عقده (نوفمبر) الجاري فرصة لتداول مشاكل الاقتصاد من قبل المشاركين
في الملتقى¡ من خبراء واقتصاديين إضافة إلى آراء الذين صقلتهم التجارب، وذلك انطلاقاð من قول الله تعالى ( وأمركم شورى بينكم )
نعم يجب الاستفادة من الآراء بالرغم من أننا نعي تماماð العلة التي أصبح يعاني منها الاقتصاد لسنين مضت.
والعلة كما قلنا معروفة والتي تتمثل في تدني الإنتاج¡ ليس في الزراعة فحسب بل في كل القطاعات الإنتاجية والتي نذكر على سبيل المثال منها¡ تلكم المصانع التي توقفت عجلتها وباتت مشلولة وغير منتجة وأغلقت أبوابها حتى أصبحت كالطلال التي يبكي عليها والتي تمر بجوارها .. تتحسر لواقع الصناعة التي كان يشار إليها بالبنان.. أقول هذا وفى خاطري المنطقة الصناعية بسنار والتي أغلقت أبواب صناعتها بالضبة والمفتاح ..وسنار كانت تحكي واقع صناعة الزيوت والغزل والنسيج أضف إلى ذلك هنالك مدن كبيرة جدا ماتت فيها التجارة والصناعة كمدينة نيالا مثلا والتي كانت تحكي في الماضي عن أميز الصناعات، كما أن معظم تجار السودان كانوا تجاراً بنيالا.
بور تسودان تلك المدينة الجميلة ماتت فيها الصناعة أيضاð وهجر أصحاب المصانع المهنة وباتوا يبحثون عن مهن هامشية أخرى وهكذا.
السودان كان أكبر منتج للزيوت كنا نفتخر بذلك الآن الزيوت معاصرها توقفت وأصبحت الأسعار حدث ولا حرج بعد أن تدنت إنتاجية محاصيل الحبوب الزيتية¡ وأصبحنا نزرع بدل الحبوب الزيتية محاصيل لا قيمة لها فقط لان تكلفة زراعتها أقل وخوفاð من أن تصب الأرض بالخمول بعد أن توقفت عملية الزراعة بها…
السياسة تجاه الزراعة لم تكن واضحة ووفقاð لذلك تدنت المساحات المزروعة وبالتالي تدنى الإنتاج، وأصبحنا نستورد أكثر مما نصدر.
نمتاز بثروة حيوانية مذهلة جداð ولكن أصبحت في إطار المحلية فقط¡ وذلك فيما عدا موسم الهدي… حيث كان ينبغي أن نصدر معظم اللحوم سواء كانت حية أو مذبوحة، ونحن نعلم تماماð حاجة السوق العالمية للحوم السودانية والتي كما قلنا تمتاز بالجودة وخلوها من الأمراض المعروفة والتي تصيب الحيوان… ولأن الشيء بالشيء يذكر فلابد أن أذكركم هنا بالزفة التي أقيمت للحوم السودانية وهى تدخل مطار القاهرة بعد مقاطعة … تم زفها من المطار إلى أن دخلت الأسواق وبعد ذلك اختفت لتباع في السوق السوداء … لماذا ؟؟؟؟
فالإجابة معروفة جداً لأنها تتميز بميزات نسبية كثيرة
فلماذا لا نستفيد من الطلب على لحومنا ؟؟ ونعقد اتفاقيات ونؤهل مسالخنا تأهيلاً يرقى لمصاف العالمية والتقنية الحديثة .. وأن ندخل في شراكة مع القطاع الخاص المقتدر ليقود عملية التأهيل المطلوبة … ( فكروا في الحتة دي )
الآن نحن قاب قوسين أو أدنى من الموسم الشتوي فالقمح هو سيد المحاصيل الشتوية، فيجب أن نوسع من المساحات سواء في المشاريع المروية أو ولايتي نهر النيل والشمالية باعتبارهما من أكثر الولايات تأهيلاð لزراعة القمح خاصة وأن الشتاء هنالك (قارص )
نحن بحاجة للقمح لأنه من السلع الاستراتيجية والتي تدخل في منظومة سلع البرنامج الثلاثي والتي تضم القمح والدقيق والسكر والأدوية … فالقمح هو غذاء معظم أهل السودان وأن العالم يحارب به وممكن جدا أن ترجع سفينة محملة بالقمح في طريقها للسودان في إطار المقاطعة الاقتصادية.
اعتمدنا من بعد الله على النفط وأهملنا هذه القطاعات … والنفط ذهب جله مع الانفصال وإذا كانت قطاعاتنا الإنتاجية منتجة لما تأثرنا بخروج النفط¡ ألم أقل لكم إن اقتصادنا يعاني الكثير من العلل والأسقام والأمراض …
العلاج والحل في أيادينا… فزيادة الإنتاج وتحريك القطاعات المنتجة ودعمها دعما لا محدود، هو الحل وبعد ذلك سينخفض التضخم حتى وإن كان تضخما مستورداً يا وزير المالية.