مجرد سؤال

نحن (الطيبة والإلفة وعبير الفل)..!!

اشتعلت نار الأسواق وازداد لهيبها.. الأسعار تضاعفت أكثر مما كنا نتوقع.. كنا نتوقع أن ترتفع الأسعار مع رفع الدعم بنسبة بسيطة، لكن الآن حدثت زيادة مبالغة ومذهلة (تشيب) الرأس (اللي أصله شاب).. العيد على الأبواب، واحتياجات العيد معروفة وهي كثيرة إذا ما تحدثنا عن الأضحية والخراف، وذلك بالرغم من أن الكثير من الأسر قررت عدم شراء الخراف و(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
فهل يعقل مثلاً أن يصل سعر كيس اللبن الكبير (150) جنيهاً وربع البصل (40) جنيهاً، و(خمسة ليمونات بـ5 جنيه).. وهكذا؟!!
من يحمينا من هذا الغلاء؟؟ والله يا جماعة قلنا الروب و(الروب ذاتو قال الروب مننا)!!
البضاعة الموضوعة في (الفترينات وأرفف البقالات والسوبر ماركت) تزيد في محلها، وتتحرك مع الحركة الاقتصادية والمستجدات على الساحة الاقتصادية، وهكذا دائماً نحن.
من يحمينا من هذا الغول؟؟ والفقر يحاصرنا من كل الاتجاهات بعد أن يضيع الراتب في أشياء بسيطة لا تسمن ولا تغني من جوع.. الراتب ينتهي ما بين عشية وضحاها قبل أن توفر الاحتياجات الضرورية.. والغريبة إذا الإنسان أصابه داء فإن كل الراتب يذهب من أجل توفير فاتورة العلاج، ويتبدد في إيجار السيارة التي تقله إلى المستشفى وتذكرة الطبيب وفاتورة المعمل، وعندما تذهب للصيدلية لشراء العلاج تلقى نفسك ما عندك أي حاجة عشان ترجع بيها للبيت.
الفقر سكن معانا وعشعش وأصبح ملازمنا في كل سكناتنا وحركاتنا، حتى أصبحنا نفتقده في بعض الأحيان، ولكنه ما أن يأتي حتى نجده يعتذر لنا عن غيابه عنا لساعات الذي كان بسبب زهجه منا لأننا أصبحنا له كالقرين وكالظل أينما ذهب نذهب معه.
الأسعار في السماء.. وعندما تذهب للطلمبة لشراء وقود مثلا بـ(20) جنيهاً، فإن المؤشر يتحرك ولا تراه بالعين المجردة.. فالسيارة أصبحت ضرورية وليست كمالية لأنها تختصر لك الوقت والجهد والمال.. لأن المال يذهب جله في حالة استئجارك لعربة أجرة.
الفحم حتى هو الآخر ارتفعت أسعاره، والكيس الذي يحوي (خمس فحمات بـ5 جنيه) بواقع جنيه للفحمة الواحدة، وستصبح بـ(جنيه ونص) مع اقتراب عيد الأضحى، حيث الإقبال على الفحم من قبل الأسر.
تشتري أشياء بسيطة جداً بمبلغ كبير جداً.. هذا هو التضخم بعينه.. التضخم أو (الحرامي) الذي يدخل جيوبنا ويسرقنا ونحن نعاين ليهو ولا نمنعه.
نتمنى أن ينصلح الحال ويستقر الاقتصاد وتنجح الإصلاحات الاقتصادية في استقراره وإعادته إلى السيرة الحسنة.. نسأل الله ونحن في هذه الأيام المباركات التي أقسم بها الله تعالى: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) أن تعود الأسعار لرشدها، وأن يذهب عنا الفقر والعدم و(عام الرمادة)، وأن نخرج بأقل الخسائر.
نسأل الله أن يستقر الدولار ويصبح بـ(3) جنيهات فقط حتى تنتفي مقولة الدولار أصبح مخزناً للقيمة، وأن تنخفض أسعار الدواء.
ورغم ذلك نقول:
نحن العندنا
الخير البكفي الكل
ونحن الطيبة والإلفة
وعبير الفل
ونقول كذلك:
مرحب حباب العيد
تذكروا أحبائي القراء فضل هذه الأيام المباركات، وأكثروا من الصلاة وتلاوة القرآن والصدقة وصلة الأرحام، ولا تنسوا فضل صوم يوم عرفة.. ادعوا للسودان ولأهل السودان ولاقتصاده، وأن تتفجر الأرض ينابيع من الخير والعطاء حتى نشبع وتمتلئ الجيوب.
(آمين يا رب)

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية